قصة حياة روزا باركس

الفجر الطبي



ولدت روزا باركس في 4 فبراير 1913م، فهي من أصول إفريقية أمريكية، واجهت منذ نشأتها ما يعرف بالتميز العنصري فهي عاشات في مناطق الجنوب، ووفقًا لقوانينها كان المجتمعان الأبيض والأسود منفصلين، تحكمهما قوانين تفضل المجتمع الأبيض على غيره، حتى من ناحية وسائل النقل وغيرها.

تزوجت روزا من رايموند باركس، الذي كان عضواً في إحدى الجمعيات المكافحة لمظاهر العنصرية، حيث انضمت إلى هذه الجمعية فيما بعد، وعملت إلى جانب زوجها في تحسين حياة بعض الأمريكيين الأفارقة؛ حيث عملا معًا على جمع المال لدعم الدفاع عن (سكوتس بورو بويز) وهم مجموعة من الشباب السود كان قد تم اتهامهم زورًا في قضية إغتصاب جماعي لسيدتين من البيض.

امتهنت روزا العديد من المهن بداية من العمل بالمنازل ومساعدة بالمستشفيات، وبعد إصرار من زوجها، انهت روزا دراستها الثانوية عام 1933 في الوقت الذي كان فيه أقل من 7% من الأمريكيين الأفارقة يتسني لهم الحصول على الشهادة الثانوية. في عام 1943، أصبحت روزا ناشطة في حركة الحقوق المدنية، انضمت فيما بعد إلى " الرابطة الوطنية للنهوض بالسود"، وكانت المرأة الوحيدة المُنضمة إلى الرابطة آنذاك. 

واستمرت روزا بالرابطة الوطنية للنهوض بالسود، وعملت سكرتيرة للسيد إيدجر نيكسون، على الرغم من أنه هو الذي قال "لا تحتاج المرأة لأن تكون في أي مكان غير المطبخ"، وحينما سألته روزا عن سبب اختياره لها لتعمل معه كسكرتيره؟ قال لها: "احتاج لسكرتيره، وانت جيدة لذلك".

في عام 1944، قامت روزا وبدورها كسكرتيرة، قامت بالتحقيق في قضية إغتصاب جماعي لريس تايلور، وهي امرأة سوداء من أبفيل، ألاباما. 

نظمت باركز وعدد من نشطاء الحقوق المدنية" لجنة للمساواة في العدالة للسيدة ريس تايلور"، وأطلقوا صحيفة أسبوعية "The Chicago Defender" وتم إطلاق حملة قوية رامية إلى تحقيق المساواة والعدالة، ووصفت هذه الحملة بأنها الأقوى إذا ما نظر إلى أخر عشر سنوات قبل إطلاقها.

وكانت روزا وزوجها مواظبان على حضور إجتماعات الحزب الشيوعي _الذي علا صيته بعد مساندته لقضية الشبان السود المتهمون في قضية الإغتصاب_، على الرغم من أن روزا وزوجها لم يكونا يومًا ما من أعضاء الحزب الشيوعي.

في 1940، اُدرجت باركرز وزوجها في قائمة الناخبين، وفي وقت ما بعد 1944، شغلت باركرز وظيفة صغيرة بقاعدة ماكسويل الجوية، على الرغم من وجود هذه القاعدة بمونتغمري بولاية ألاباما، إلا أنه لم يطله الفصل العنصري بين السود والبيض حيث كانت ملكية فيدرالية

وكانت الاحتجاجات بداية لإلغاء التمييز بين المواطنين على أساس اللون في وسائل النقل. ووصل الذروة في عام 1964 بصدور قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة. وقد أدى اعتقالها إلى بدء 381 يوما من الإضراب عن ركوب الحافلات نظمه قس يدعى مارتن لوثر كينغ جونير.

وبعد ذلك بسنوات حصل مارتن لوثر كينغ على جائزة نوبل لإنجازاته في مجال الحقوق المدنية.

وفي عام 1957، بعد أن فقدت السيدة باركس وظيفتها وتلقت تهديدات بالقتل، انتقلت مع زوجها ريموند إلى ديترويت، حيث عملت كمساعدة في مكتب عضو ديمقراطي بالكونغرس الأمريكي.

وفي حديث لها عام 1992 قالت السيدة باركس عن احتجاجها الشهير: "السبب الحقيقي وراء عدم وقوفي في الحافلة وتركي مقعدي هو أنني شعرت بأن لدي الحق ان أعامل كأي راكب آخر على متن الحافلة، فقد عانينا من تلك المعاملة غير العادلة لسنوات طويلة".

وكانت قد حصلت السيدة باركس على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996، والوسام الذهبي للكونغرس الأمريكي وهو أعلى تكريم مدني في البلاد بعد ذلك بثلاث سنوات.

عاشت روزا بديرويت حتى ماتت في شقتها التي تقع في الجانب الشرقي من المدينة في 24 أكتوبر 2005 عن عمر يناهز 92، لم تنجب روزا أطفال، وكان معظم أقربائها يعيشون بميتشغان أو ولاية ألاباما.