صحف الخليج تبرز تحذيرات الإمارات لقطر بشأن استمرارها في دعم الإرهاب

تقارير وحوارات




تناولت الصحف الخليجية اليوم الأحد عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما أكدته صحيفة "الخليج" بأن"مؤسسة قطر الدولية" أداة لنشر التطرف بالمنطقة

برزت صحيفة "الخليج" ما ذكره موقع أمريكي أن مؤسسة قطر الدولية المهتمة بالتعليم تدعي أنها مؤسسة خيرية لنشر المعرفة والثقافة ولكنها في الواقع مجرد أداة للسياسة القطرية التي ترعى نشر التطرف والإرهاب.

ونشر موقع ناشيونال ريفيو تقريراً يتحدث فيه عن أن المؤسسة رعت مؤخراً فعالية تعليمية بعنوان "الشرق الأوسط 101" لمعلمي المدارس العامة في "فينيكس"، و"آريز"، واستضافت إدارة التعليم في ولاية أريزونا، وأن قطر تبرعت بأكثر من 450 ألف دولار إلى المدارس العامة في الولاية، وأكثر من 30 مليون دولار إلى المدارس الحكومية في جميع أنحاء البلاد.

وحصل المعلمون على مساعدة كبيرة في الدعاية الإسلامية، بهدف التأثير على الأطفال في المدارس الأمريكية، والدفاع عن سياسة قطر الخارجية.

وتحدث التقرير عن أن هذه المؤسسة هي منظمة أمريكية عضو في مؤسسة قطر، وتركز على التعليم الخاص في الدوحة، وتدار من قبل عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر، وتقوم بنشاطات كبيرة لتطوير الدولة بدءاً من أبحاث التكنولوجيا وصولاً إلى التعليم العالي، وتضم ما يسمي بمدينة التعليم وهي منطقة في الدوحة تستضيف الفروع القطرية من الجامعات الأمريكية وتمول مؤسسة قطر جامعات أمريكية عديدة، وتعطيها منحاً سنوية أكثر من 400 مليون دولار، وجامعة جورج تاون وحدها تلقت 300 مليون دولار بين عامي 2011 و2016. والمشكلة بحسب الموقع أن مساجد ومدارس "مؤسسة قطر" كثيراً ما تستضيف دعاة متطرفين، أحدهم ألمح إلى أن هجمات 11 سبتمبر في فيلم كوميدي، وآخر يقول إن اليهود يخبزون في عيد الفصح بالدم البشري، وآخر، اتهم "الشيعة"باستخدام السحر والسم وألقى الموقع الضوء على المحاضر البارز في "كلية قطر للدراسات الإسلامية" المدعومة من مؤسسة قطر، محمد المختار الشنقيطي، وهو حاليا أستاذ في جامعة حمد بن خليفة الرائدة في المؤسسة، وكان إماماً في مسجد غرب تكساس، حيث شجع الشباب علناً على القيام بهجمات إرهابية ضد "إسرائيل" ومصر بالإضافة إلى عميد "كلية الدراسات الإسلامية"التابعة للمؤسسة، عماد الدين شاهين، وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين المصرية، حكم عليه في مصر بالإعدام غيابياً. ويرتبط أعضاء كلية الدراسات الإسلامية الآخرين ب المعهد الدولي للفكر الإسلامي، وهو مركز أبحاث أمريكي تابع لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو عبارة عن حلقة وصل بين شبكة تمويل الإرهاب المسماة شبكة سار.

تحذيرات قوية لقطر
وبرزت صحيفة "عكاظ" ما جدده وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش التأكيد على أن خروج قطر من أزمتها حلّه خليجي وبوابته الرياض، وقال في تغريدات له على "تويتر"إن تكلفة سياسة قطر الحالية عالية للغاية، وبعيداً عن التحركات اليائسة والتطبيل المدفوع له، تبقى الخيارات واضحة. مضيفاً: كفوا عن الأذى أو تقبلوا العزلة. وتابع: إن دوائر القرار الغربية تدرك أن السعودية هي القطب الإقليمي المهم، وهي تعزّز موقعها عبر تجديد وتحديث طموح. لافتاً إلى أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدول عربية وغربية معبرة عن هذا الموقع، معتبراً أن ذلك هو الخبر الأهم من منطقتنا بكل ما يحمله من إيجابية.

وتابع الوزير الإماراتي قائلا:"ومن لندن من الواضح أن الحدث الأكبر والأهم إقليمياً هو زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا، واصفا الجولة بـ"المهمة" والتي تحمل معها ثقل السعودية السياسي، وبرنامجاً طموحاً يغيّر المنطقة إيجابياً".

وفي مسعى أمريكي ربما يكون الأخير لحلحلة الأزمة، يحمل مبعوثان في إدارة الرئيس دونالد ترمب رسالة الأسبوع القادم خلال جولة بين دول الخليج، استباقاً لعقد قمة خليجية أمريكية محتملة في مايو القادم في منتجع كامب ديفيد. فيما تواصل الدوحة استغلال المنصات الدولية لتسويق أزمتها باعتبارها أزمة كبرى، بحسب بيان الرباعية العربية. وتحيط بالقمة المشتركة الشكوك بسبب استمرار مقاطعة كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر على خلفية اتهامها للدوحة بتمويل ودعم الإرهاب واستضافة مطلوبين والتحريض الإعلامي.

خطابات الدوحة تستنسخ "مظلومية طهران"
كما برزت صحيفة "الخليج" ما أجمع عليه المراقبون بأن الدوحة تستنسخ مظلومية طهران؛ بعدما تبنت التحريض والفتنة، مشيرين إلى أن قطر تستخدم في مظلوميتها خطابات متناقضة؛ لتقليل الضغوط الدولية عليها؛ بعد تورطها في دعم الإرهاب.

وأشاروا إلى أن السياسة القطرية التي عكسها خطابات للمسؤولين القطريين جاءت متناقضة، مسوقة المظلومية في تعاطيها مع الخارج، ومحرضة للقوة والسيطرة في تعاطيها مع الداخل وأضافوا أن خطاب وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن في مجلس حقوق الإنسان مؤخراً، جاء مملوءاً بالتناقض وادعاء المظلومية من جهة، ومحاولة إظهار القوة من جهة أخرى، ومتماثلاً مع الخطاب الأول لأمير قطر في أول ظهور له بعد الأزمة مع الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب في 21 يوليو الماضي.

وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، جمال عبدالجواد لصحيفة الوطن السعودية، إن محاولة اللعب على وتر المظلومية رغم الوجه المرتبك لا تناسب حكومة قطر، فهي محاولة فاشلة لتحقيق أهداف متناقضة، منها تقليل الضغوط الدولية المنصبة عليها، وإقناع الأطراف الدولية بأنها تتعرض لمعاملة غير عادلة من جيران ضد حقوق الإنسان.

وأضاف أن: حكومة قطر تحاول وضع الدول الأربع تحت ضغط دولي، وتكرر هذه المحاولات، وجميعها باءت بالفشل، مطالباً بأن يعي الشعب القطري، كيف أصبحت دولته في عزلة تامة عن أشقائها في الخليج، وحقيقة التراجع الاقتصادي الذي تعانيه، الذي سيؤثر فيه مستقبلاً.

وأوضح أن نظام الحمدين وضع الشعب القطري في تضليل تام؛ كي يقلل من الضغط الشعبي عليه؛ وذلك من خلال الخطابات الداخلية الرنانة، التي تعكس التخبط السياسي، وعدم استقامة السياسة القطرية.

وأكد رئيس مركز جلفار للدراسات والبحوث أحمد الشحي، أن قطر اليوم تشتكي على لسان وزير خارجيتها من التحريض ضدها، وهي شكوى عجيبة، فهي التي حرضت ضد الدول، وأثارت الفتن الداخلية، وشقت الصفوف، وسخرت الأقلام والأبواق؛ للتأليب على الجيران والأشقاء صباح مساء، بتحريض سافر، وألسنة حداد.

وأشار إلى أن التحريض بضاعة قطرية بامتياز، فهي من صنعته وأنتجته وروجته، وهذه بضاعتها ردت إليها.

وأبان الشحي أن قطر لم تتحمل أياماً قليلة من موجة الغضب العارم من أفعالها المشينة، أفلا تراجع نفسها وتتساءل: كيف تحملت الدول لسنين وسنين تحريضها، وصبرت على كيدها ومكرها.