إيران.. قبضة أمنية "غاشمة" لوأد انتفاضة متوقعة

عربي ودولي



انتقدت صحيفة إيرانية، تصدر من لندن، التعامل الأمني الغاشم مع مطالب المتظاهرين مؤخرا، لافتة إلى الاشتباكات الدامية التي وقعت، ليل الإثنين الماضي، بين مليشيات الحرس الثوري والباسيج من ناحية، وطائفة الصوفيين الجنباديين، من جهة ثانية، في العاصمة طهران.

صحيفة "كيهان" الإيرانية بنسختها اللندنية، قالت في تقرير مطول، إن الفوضى الأمنية والقمع في مواجهة المحتجين، يعكسان مخاوف نظام الملالي من احتمالية اندلاع انتفاضة شعبية حاشدة مثلما حدث في يناير/كانون الثاني الماضي، انطلاقًا من مدينتي مشهد وطهران، مشيرةً أن النظام الإيراني يحاول بشتى السبل تخطى مطالب المواطنين التي ترتبط بأزمات متراكمة على مدار سنوات.

الصحيفة المناهضة لنظام الملالي، والتي تصدر من العاصمة البريطانية منذ عام 1979، اعتبرت أن ملاحقة النظام لمحتجات حملة "الأربعاء الأبيض"، التي أطلقتها الناشطة الإيرانية البارزة مسيح نجاد، للاعتراض على قانون الحجاب القسري، والاعتداء على الصوفيين في طهران، يعدان أدلة واضحة على مدى انهيار مصداقية الملالي لدى الشعب الإيراني، واستمراره في توجيه أدواته القمعية تجاه المواطنين.

ووسط حالة من الفشل الحكومي الإيراني، في ضبط أزمة تقلبات سوق العملات الأجنبية، واقتراب سعر صرف الدولار الأمريكي إلى نحو 5000 تومان إيراني، الذي هبطت قيمته إلى المستوي الأدنى تاريخيًا، اعتمد نظام الملالي القبضة الأمنية لاعتقال عدد من سماسرة العملات لإنقاذ الموقف.

في الوقت نفسه، استمر محتجون ممن فقدوا ودائعهم بمؤسسات مالية إيرانية أعلنت إفلاسها، في المطالبة بإرجاع حقوقهم، معتبرين أن أركان النظام الإيراني بما فيهم المرشد على خامنئي، شركاء في تدهور الأوضاع المعيشية لهم، الأمر الذي جعل من الشوارع الإيرانية ساحة يومية للاحتجاجات العمالية بسبب الأجور والمطالب المختلفة، وسط فشل حكومي وقمع أمني.

وتعددت الكوارث والأزمات خلال عام واحد، بداية من انهيار بناية بلاسكو التاريخية بطهران، وزلزال كرمانشاه المدمر، وغرق ناقلة سانتشي النفطية قبالة سواحل الصين، وانتهاء بسقوط طائرة مدنية بمحافظة أصفهان، في حين أظهر نظام الملالي عجزًا واضحًا تجاه معالجة دواعي تلك المشكلات، أو البحث عن حلول أخرى بيئية متفاقمة مثل الجفاف والتلوث.

وأكدت صحيفة "كيهان" أن واقعة اعتقال نشطاء في مجال البيئة، ووفاة العالم الإيراني الكندي "كاووس امامي" الغامضة في زنزانته، يسلط الضوء على التعامل الأمني مع الأزمات المختلفة، لافتة إلى مصرع 16 عالم بيئي ضمن ركاب الطائرة الإيرانية المنكوبة، من شأنه أن يثير الشكوك.

واختتمت الصحيفة في تقريرها، إلى أن النظام الإيراني يحاول دائما التهرب من الأزمات المتفاقمة التي تظهر فشله، من خلال الحرس الثوري والباسيج والشرطة للسيطرة على الأوضاع، قبل توسع نطاق الاحتجاجات الشعبية التي يتعامل معها دوما كـ"تهديد أمني"، دون تلبية تلك المطالب، لافتة إلى عدم اهتمام الإيرانيين بوعود وتصريحات النظام الكاذبة والمستهلكة.