بسنت حسين تكتب: في ذكرى ميلادها الـ85.. المسكوت عنه في حياة أيقونة الغناء داليدا

ركن القراء

الكاتبة بسنت حسين
الكاتبة بسنت حسين وداليدا


داليدا أو يولندا جيجيلوتي أو دليلة، هي حالة متفردة في الغناء العالمي، غنت بتسع لغات حية هم: "العربية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية واليونانية واليابانية والعبرية، وهو الأمر الذي لم يسبق لمغنِ قبلها فعله.



وحظت الأغنية الفرنسية على النصيب الأكبر من أغانيها لأنها انتقلت إلى فرنسا عام 1954 بعد فوزها في العام نفسه بـ"لقب ملكة جمال مصر"، بحثًا عن فرصة عمل بالسينما.



يقول الناقد الفني فابيان لوكوفر، صاحب كتاب "أوقات الحب لدى داليدا" الصادر عام 2017، بمشاركة الكاتب والناقد فيليب لوريان، "كان لي الحظ أن أجريت معها لقاءين الأول في عام 1970 و الثاني في عام 1979 ولم أكن أتخيل كم التواضع الذي تتمتع به داليدا، فقد كانت تجرى أغلب مقابلاتها الصحفية غير المصورة في مطبخها حيث تقوم بنفسها بالضيافة، ولم أكن قد شاهدت مطبخ باللون البرتقالي من قبل وكذلك لم أكن أتخيل كم المرح الذي تتمتع به داليدا، فقد يظنها البعض شخص كئيب أو ناشرة للتعاسة حيث محاولات انتحارها المتعددة وكونها مريضة اكتئاب، إلا أن من يعرفها عن قُرب يلاحظ أنها شخص فكاهي لأقصى درجة و امرأة بسيطة للغاية، تحب الناس و كثيرة العطاء".



ثم يضيف: "إن الأغنية هى من يصنع المغني وليس العكس، لذلك هناك أيقونتين للأغنية الفرنسية هن بياف وداليدا، لأن أغانيهما تحمل مواضيع تشغل الجمهور وذات رسالة"، موضحًا أن أغاني داليدا تحمل شخصيتها، فهي على المستوى الإنساني شخص طموح  وشغوف بالحياة وكانت تتمنى دومًا أن تموت على خشبة المسرح، كحلم أى فنان حقيقي، لذلك كتب لها "أورلندوا"، أخوها  أغنية "الموت على خشبة المسرح" Mourir sur scene والتي تقول بمباشرة شديدة ذلك المعنى.



كما أشاد بأن داليدا تتصدر قائمة الفنانين الموتى الأعلى شهرة، فبعد رحيلها بثلاثين عامًا يتم إنتاج فيلم ثاني يجسد سيرتها الذاتية وها نحن نتحدث عنها وكذلك هي في ذاكرة العالم، فأغانيها يتم تداولها في أكثر من مائة وسبعون دولة من ثلاث مائة وأربع وعشرون دولة حول العالم.



كما أشاد  بصوتها قائلا: "داليدا ليست صوتًا استثنائيًا جميلًا فحسب، بل هى مثال الفنان الحقيقي القادر على أن يقدم كل ألوان الغناء ختاما بالديسكو و بشتى اللغات، لم أجد أحدا قد نافس داليدا في مكانتها".




أما عني كعاشقة داليدا، فاسمحوا لي ألا أزيد في معلومات عن نشأتها وحياتها العاطفية المعقدة فلا تستطيع كلماتي وصف عبقريتها الغنائية، إلا أنني أريد أن أطرح بعض النقاط حول فنانة ما زالت حية رغم موتها، قد أُرجع ذلك للحملات الدعائية والتسويقة الناجحة التي يقوم بها أخيها "أورلندو"، الذي ترك الغناء والتمثيل في مصر واتجه للإنتاج بعد أن سافر إلى فرنسا ليصبح مدير أعمالها حتى وفاتها.



*ماذا لو بقيت داليدا في مصر حبيسة الفرصة في مجال التمثيل و لم تسافر إلى فرنسا؟

*لماذا لم يتم إكتشاف عظمة داليدا الغنائية في مصر؟

*هل مصر دولة طاردة للموهوبين؟

*بعد ثلاثين عامًا على رحيل السيدة أم كلثوم ماذا قدمت الحكومة المصرية لكوكب الشرق؟ وهل يتم التسويق لأغانيها كما يتم التسويق لأغان داليدا؟

*أقامت الحكومة الفرنسية تمثال بالحجم الطبيعي لداليدا عند مقبرتها، فماذا صنعت مصر تكريمًا لفنانيها؟، الكثير من الأسئلة حول عظمة داليدا إلا أنه دومًا تأتي الإجابة بأنها داليدا واحدة.