أمل أبو النصر تكتب: كان يا ما كان أصبحوا أشباه رجال

ركن القراء

أمل أبو النصر
أمل أبو النصر


يجن جنوني عندما أرى معظم الفتيات تظن أن كل من حمل لقب رجل يستحقه، لم يدركوا أن هناك خلطا كبيرا بين الذكورة والرجولة، فليس كل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل فهناك العديد من الذكور على وجه الأرض لم يعرفوا شيئا عن الرجولة طيلة حياتهم، فكلمة رجل حتى في اللغة العربية تعني الترجل أي مشي الشخص على قدميه دون الاحتياج لأحد أو الاعتماد على النفس حتى يصل للهدف المرجو فهي مرتبطة بعزيمته وقوته، وتحمل الكلمة الكثير من المعاني في مضمونها فهي ليست تميزا بين جنس الرجل والأنثى فقط بل ترتبط بصفات أخلاقيه كثيرة.

 

 ومع الأسف لم يعد الرجل رجلا كما كان فارسا نبيلا يعشق بنبل الفرسان القدماء يحب دون منال ويقاتل من أجل حبيبته دون أن يجرح قلبها حتى يفوز بها دون طائل، يموت حقا من أجلها من لهفته ولوعة الحب والحرمان منها  وعلى الرغم من ضعف إمكانياته من التواصل مع حبيبته إلا انه كان يستطيع بأبسط الأشياء أن يسعدها من حبه الذي ينبع من قلبه ونظرة عينياه التي تحمل الكثير من المشاعر، فكان إذا أحب الرجل امرأة ضحى بالغالي والرخيص حتى يتزوجها وماتت في عينيه، كل النساء ولكن أصبح الآن من السهل أن يضحى بحبيبته من أجل تحقيق أهدافه والوصول إلى غاياته وإرضاء غروره، كان حبه يوصل إلى الجنون من شدته كنت أتمنى أن أعشق رجل كهذا وسرحت في عالم الخيال  ولكني سرعان ما أفقت نفسي التي نسيت أننا أصبحنا في زمن أشباه الرجال إلا من رحم ربي.

 

 لم تكن المشكلة في تشبهم بالنساء في لباسهم وكلامهم ولا تدني مستوى هرمون الذكورة عندهم ولا أنهم تخنثوا في المظهر والسلوك، لم تكن المشكلة في ذكورتهم بل في رجولتهم التي أصبحت تعاني نقصا حادا وربما مزمنا، فالرجولة الحقيقية تتجلى في المواقف وفاء العهد والصدق في الكلام والشجاعة والموت من أجل عقيدة يؤمن بها فهي لا تتوقف على لا شعر طويل ولا بنطال جديد ترتديه،  ولا أنك تصبح الشخص المترجل خلف صوته العالي وشاربه المجعد أمام الفتيات ولا بعضلات جسدك؛ لتعلم أن رجولتك في شهامتك.

 

أصبحت شبه رجل عندما ادعيت الرجولة بفضح علاقاتك الغرامية المتعددة أمام أصدقاءك عندما أحببت امرأة ووعدتها بالزواج؛ لتعطيك الثقة وتغدر  بها لتتزوج من امرأة ليست حبيبتك بل هي ضحية وحبيبة شخص آخر، أصبحت شبه رجل عندما وعدت ولم تف بوعدك أصبحت لا تستحق كلمه رجل عندما استمتعت بإيذاء أرق كائن في الحياة.

 

أصبحت شبه رجل عندما نظرت إلى جارتك بنظره شهوة، ووقفت تصفق لرجل يعاكسها أمام عينيك دون أن تتدخل؛ لتدافع عنها، أصبحت شبه رجل عندما جعلت الفتاة تمر بجانب كلاب الشوارع لتبتعد عنك حتى لا تنال أذية كلماتك الشهوانية.

 

لتقف عزيزي الذكر دقيقه حدادا على رجولتك وتنظر إلى نفسك في المرآة وتردد أنا شبه رجل حتى تقنع عقلك المريض بهذه الحقيقة المرة حتى تكف عن أذية من لا يستحق الأذى، هل تستطيع أن تخبرني عن إحساسك عندما تقف على ناصية منزلك وتردد كلماتك اللعينة التي تشبه صياح الكلاب هل أشبعت غريزتك هل أقنعت عقلك بأنك أصبحت شابا مرغوبا تنجذب إليه كل النساء ؟، فماذا لو علمت أنها تراك كرجل الخنزير؟.

 

ماذا تشعر وأنت تستفز عواطف فتاة وهمتها بأنها في حلم ولويت كاهلها بسحر كلماتك وحنانك لتلتهب حبا فيك ثم تأتي بدور بطولتك العظيمة وتقرر بأنها لا تصلح لك وتتحجج بمقولة كل شي قسمة ونصيب؛ لترح ضميرك المعدوم يا لها من شماعة مثقلة بكل شي لا نريده ولا نهواه، ليست المشكلة في النصيب فنحن نقتنع أن إرادته سارية على كل شي ولكن ليس من الطبيعي أن يعيش أزهي عصوره ويصبح طريقة للخلع بشكل شيك لتتمثل في مثال الطالب الذي أهمل دراسته طوال العام الدراسي ولم يفعل شيء حتى يصل للنجاح والتفوق ثم تأتي النتيجة بالرسوب فيردد كل شيء قسمة ونصيب.

 

أعلم أن كلماتي قاسية ولكن عذرا أصبحت حقيقة باتت نراها ونعيش معها يوما بعد يوم ومن أسوأ للأسوأ، لم أفهم هذا في يوم وليلة ولكني تعرضت لكثير من الصدمات والخذلان ليس بالضرورة حدثت معي، ولكني رائيتها بعيني كان من الطبيعي أن أصبح وأترعرع والكره والازدراء للرجل يملآن قلبي.

 

 وأخيرا أريد أن أنهي كلماتي بأن أوجه لكي أيتها الفتاة العاشقة التي تشعر بالخذلان من قصة حب عاشتها مع ذكر لا تقبلي الذل والهوان ولتعلمي أنه لا يستحق أن تنسي كرامتك وكبريائك من أجل ذكر يشبع غروره ويشمخ ليستمتع بأذيتك، اخبري قلبك لا يرضخ لا تسمحي لذكر يشقيكِ ويبكيكِ فكل دمعة تنزل من عيناكِ تساوى ذكورته بإكمالها لا تقبلي بأن يدمى قلبك أو يجرح إحساسك فأنتِ أقوى من كل هذا الوهم أنتِ تستحقي رجل يحبك يساندك في ضعفك وقوتك ومشاكلك وفرحتك سيأتيكِ رجلا وليس ذكرا.