أول الحاصلين على منح تفرغ.. من هو على أحمد باكثير؟

تقارير وحوارات

على أحمد باكثير
على أحمد باكثير


عُرف بكتابته الأدبية المتنوعة، ترك لنا إنتاجًا أدبيًا وفيرًا، حيث ألف أكثر من ستين قصة ورواية، بين مسرحية شعرية ونثرية تناولت التراجيديا، والكوميديا، كما أنه أول من حصل على منح تفرغ لينجز خلالها الملحمة الإسلامية الكبرى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وكذلك ثلاثية مسرحية عن غزو نابليون لمصر، إنه على أحمد باكثير الكاتب المصري المولود في مثل هذا اليوم 21 ديسمبر من 1910م.
 
على باكثير
علي أحمد باكثير، من مواليد 21 ديسمبر 1910م، في جزيرة سوروبايا بإندونيسيا لأبوين حضرميين من منطقة حضرموت في اليمن، وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 5 أبريل 1920م.
 
وهناك تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير، كما تلقى علوم الدين أيضًا على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف وكان من أقران علي باكثير حينها الفقيه واللغوي محمد بن عبد اللاه السقاف.
 
جولاته الخارجية
تجول "باكثير" في العديد من البلدان, وخاصة بعد وفاة زوجته، حيث غادر حضرموت عام 1931م، وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمنا في الحجاز، حيث نظم مطولته نظام البردة، وكتب أول عمل مسرحي شعري له وهو "همام أو في بلاد الأحقاف" وطبعهما في مصر أول قدومه إليها.
 
ولاحقا زار "باكثير" العديد من الدول مثل فرنسا وبريطانيا والإتحاد السوفيتي ورومانيا، بالإضافة إلى العديد من الدول العربية مثل سوريا ولبنان والكويت التي طبع فيها ملحمة عمر، وكذلك زار تركيا.
 
سفره إلى مصر
وفي ظل جولاته الخارجية، وصل "باكثير" إلى مصر سنة 1934 م، والتحق بجامعة القاهرة، حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1939 م، وقد ترجم عام 1936م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية "روميو وجولييت" لشكسبير بالشعر المرسل.
وفي عام 1938م، ألف مسرحيته "أخناتون ونفرتيتي" بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي.
 التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م. كذلك سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954 م في بعثة دراسية حرة.
 
الجنسية المصرية
وبعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر، فتزوج من عائلة مصرية محافظة، وحصل على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22/8/1951م، وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة، من أمثال العقاد والمازني ومحب الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت.
 
مناصبه
تقلد وظائف ومناصب عدة، حيث اشتغل بالتدريس خمسة عشر عاما منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة.
وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته.
 
تفرغه
حصل "باكثير" على منحة تفرغ لمدة عامين، حيث أنجز الملحمة الإسلامية الكبرى عن الخليفة عمر بن الخطاب في 19 جزء، وتعد ثاني أطول عمل مسرحي عالميا، وكان أول أديب يمنح هذا التفرغ في مصر.
كما حصل على منحة تفرغ أخرى أنجز خلالها ثلاثية مسرحية عن غزو نابليون لمصر "الدودة والثعبان - أحلام نابليون - مأساة زينب" طبعت الأولى في حياته والأخريين بعد وفاته.
 
إرثه الأدبي
ترك "باكثير"، إنتاجًا أدبيًا وفيرًا حيث ألف أكثر من ستين قصة ورواية، بين مسرحية شعرية ونثرية تناولت التراجيديا، والكوميديا.
 
ومن أشهر أعماله الروائية "وا إسلاماه" و"الثائر الأحمر" ومن أشهر أعماله المسرحية "سر الحاكم بأمر الله" و"سر شهر زاد" التي ترجمت إلى الفرنسية و"مأساة أوديب" التي ترجمت إلى الإنجليزية.
 
كما كتب باكثير العديد من المسرحيات السياسية والتاريخية ذات الفصل الواحد وكان ينشرها في الصحف والمجلات السائدة آنذاك، وقد أصدر منها في حياته ثلاث مجموعات وما زالت البقية لم تنشر في كتاب حتى الآنن كما لم ينشر أي ديوان في حياته وتوفي وشعره إما مخطوط وإما متناثر في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها.
 
رحيله
رحل "باكثير" عن عالمنا في 10 نوفمبر 1969م، إثر أزمة قلبية حادة ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية.