فاروق فلوكس: الدولة تجاهلتني في تكريماتها الفنية.. والساحة الكوميدية امتلأت بالـ"هلس" (حوار)

الفجر الفني

فاروق فلوكس
فاروق فلوكس


*أشرف عبدالباقي لم يقدم طفرة في عالم المسرح بالمعني الحقيقي

*انضربت بالجزمة على رأسي بسبب اسمي

*سيدة تعاركت معي بسبب قتل "زكريا" في مسلسل الأب الروحي

*يجب أن يعترف مهرجان القاهرة السينمائي بأنني فنان وليس "أونطجي"  

*أولادي تعرضوا للضرب بسبب دوري في "الراقصة والسياسي"

 

تجاهل دراسة الهندسة عدد من السنوات من أجل الفن الذي دخله عن طريق الصدفة، وملامحه الغربية أتاحت له فرص كبيرة للتمثيل في أعمال سينمائية كثيرة، وحصد شوك نجاح أدوارة قبل وردها ليصبح من أهم نجوم المسرح بعد ظهوره مع الفنان الراحل فؤاد المهندس، في مسرحية "سيدتي الجميلة".

 

ويعد أفضل من جسد شخصية الرجل "الشاذ" في السينما المصرية، وعلى الرغم من توجيه الاهانه لأبنائه إلى انه مزال فخور بتلك الأدوار، حفر في الصخر من أجل الفن بـ"نكلة"_ على حد قولة، هو الفنان فاروق توفيق صالح، الشهير بـ"فلوكس"، صاحب الـ60  عامًا، الحاصل على بكالوريوس ‏هندسة، وانضم إلى فرقة الفنانين المتحدين، وعمل بها مدة طويلة قبل أن ينفصل عنها، ثم يعود إليها مرة أخرى.

 

وعن دخوله عالم الفن، وحقيقة اسم "فلوكس"، الذي تسبب له في العديد من المشاكل، وأعماله التي تركت علامة في أذهان الجمهور، حاور "الفجر الفني" الفنان فاروق فلوكس، وإليكم نص الحوار،،

 

في البداية حدثنا عن دخولك في عالم الفن؟

بدأت رحلة تمثيلي عن طريق الصدفة، وذلك عندما استدعاني فريق التمثيل بكلية الهندسة، للمشاركة في مسرحية بعنوان "حكاية كل يوم"، ومن حسن حظي كنت أؤدي دوري أمام مخرج العرض حسن أمين، وكنت على علم أن ترشيحي جاء لتشابهي بالأجانب،  وأنني لم أتقن التمثيل ولم تكن هوايتي في يوم من الأيام، وكانت المفاجأة أن يقرر مدير الفرقة مصطفى شعبان، بحذف دوري من نص العرض تماما، لتكبر فكرة التمثيل في رأسي، مما دفعني لتواجدي الدائم في المسرح لأظل تحت الأنظار، وكنت أعمل على خدمتهم مثل "الشاي، وشراء مستلزمات الفرقة".

 

حقيقة اسم "فلوكس"؟

في الماضي كانت الإدارة السياسية في مبادئ الثورة، كانوا يهتموا بالشاب ليتمكنوا من عدم خروجهم من الفكر الاشتراكي، فكنا دائمًا في الصيف نذهب لمعسكرات الطلبة، وفي أحدى المعسكرات أطلق علي طالب من كلية دار العلوم هذا اللقب، بعد أن قمت بالتريقة على ملابسه الغريبة التي كان يرتديها، في المقابل قام بشتيمتي بـ"فلوكس"، مما ظننت ان تلك الجملة سبه في حقي، لنتشاجر معًا، مما دفعه لشكوتي لأحد الدكاترة الذي كان يرأسنا في المعسكر، وأن يضربني بالحذاء على رأسي، وفي جلسة سمر في الليل ألفت امسية بعنوان "الشيخ فلوكس وبطانته"، لينتشر الاسم بين أصدقائي في الجامعة، ولم يخطر في مخيلتي ان ذلك الاسم سيكون مميزًا عندما دخلت عالم الفن.

 

أين ذهبت فرقة "الفنانين المتحدين"؟

في الواقع انتهت فرقة "المتحدين" إلى الأبد، وبلا رجعة لعالم الفن مرة أخرى، وهذه الفرقة التي أسسها المنتج سمير خفاجة فرقة "المتحدين"، ببعض أعمالة في التأليف، وعندما نجحت وذاع صيتها داخل الوسط الفني، أضطر "خفاجة"، إلى الاستعانة بالمؤلفين والكتاب المتخصصين، ومن أبرزهم بهجت قمر، وبالفعل هو من جعل لـ"المتحدين"، شأن كبير في عالم الفن، وبعد موته، لم يكن هناك من يستطيعون ان يقدموا أعمالا جيدة، بالإضافة إلى وقع الفرقة في مشاكل إنتاجية، أبرزهم أجور الفنانين الذين لم يقدموا أي تنازل من اجل استمرار الفرقة وتخطيها هذه الأزمة، وجاءت النهاية بانخفاض نسبة إقبال الجمهور على العروض، ما عجز المنتج سمير خفاجة، عن دفع إيجار مسرح "الزعيم".

 

دورك في "الراقصة والسياسي" كان مختلف عن باقي أدوارك في السينما فهل توقعت نجاحه بهذا الشكل؟

لم أقبل المشاركة في هذا الفيلم إلا بعد ترشيحي من الكاتب وحيد حامد، وطلب أن أقرأ النص، وعلى الرغم من الشخصية التي جسدتها لرجل "شاذ"، إلا أنها ثبتت أن هناك خطأ في القوانين الحكومية تجاه الفن، حيث قمت بتجهيز 18  طقم ملابس لأتقن الدور كما يجب أن يكون في الحقيقة لم أكن أتوقع النجاح الكبير الذي حققه دوري الصغير في هذا الفيلم، على الرغم من بشاعة الشخصية التي جسدتها.

 

وما المشاكل التي واجهتها بعد عرض الفيلم؟

تعرض أولادي في المدرسة إلى الضرب بسبب دوري في "الراقصة والسياسي"، وكان زملائهم يسبونهم بشخصيتي قائلين "ياشفيق ياترتر"، سرعان ما توجهت للمدرسة وطلبت من مديرها ان أوضح لأصدقاء أبنائي طبيعة عملي ودوري في هذا الفيلم، وأكد لهم إننا ممثلين وما نقوم بيه ليس حقيقي.

 

حدثنا عن عتابك على مهرجان "القاهرة السينمائي"؟

أنا لا أعاتب احد في مهرجان القاهرة السينمائي، وحتى ان رفضني الجمهور فهذا قراراهم، ولكني أتساءل لماذا لم يأتني دعوة لحضور المهرجان كوني فنان مصري قدمت العديد من الأعمال الفنية التي أثرت في وجدان الجمهور خلال السنوات الماضية، فهل وجودي لم يشرفهم، فأنا فنان وليس "أونطجي"، وايضًا مهندس، وللأسف فان مهرجان القاهرة السينمائي لم يقدروا قيمة الفنان الحقيقي، ومادة الكوميدية لم يكن لها رونقها لدى القائمين على المهرجان، وبالتأكيد أنا لم أنتظر أن يكرمني احد، فلقد تلقيت تكريمي من الجمهور، وذلك من خلال قُبله على رأسي، من أحد الجمهور.

 

كيف حققت المعادلة الصعبة بين الأب والفنان داخل مسلسل "الأب الروحي"؟

أنا واحمد ابني أمام الكاميرا لا نتعامل كأب وأبنه، ولكن نتعامل مع بعض أثناء التمثيل نحن شخصيات فقط، ولا اهتم إطلاقا بأنه ابني، وهو كذلك ايضًا، ومن وجهة نظري ان ابني ممثل عريض وخامة يستطيع المخرج أن يفصلها كما يشاء، ومنذ بدايته في مشواره الفني وهو مؤمن بموهبته.

 

ابرز ردود الفعل التي تلقيتها بعد نجاح شخصية نجلك في المسلسل؟

عندما أصيب شقيق منتج المسلسل بجلطة، ذهبت لزيارته برفقة المخرج منير مكرم، في مستشفي "المعادي"، وعندما وصلت إلى المستشفي، أمسكتني سيدة من بدلتي وبدأت في العراك معي، قائله: "حرام عليكوا قتلتوا زكريا لية؟"، وتفاجئت من زوجها انها أصيبت بنوبة قلبية عندما كانت تشاهد "زكريا"، وهو يقتل داخل أحداث المسلسل.

 

كيف ترى المادة الكوميدية المطروحة على الساحة الفنية في الوقت الراهن؟

المادة الكوميدية في الوقت الراهن عبارة عن "هلس"، فقط، وايضًا ترجع للنمطية السابقة، مثل نوعية الافلام التي يقدمها أحمد سعد، على الرغم من هناك افلام تخطت ذلك "الهلس"، مثل فيلم "ظاظا"، للفنان هاني رمزي.

 

لماذا بكيت خلال حضورك مسرحية "سيلفي مع الموت" لنشوى مصطفى؟

أفنيت سنوات طويلة من عمري وأنا امثل على خشبة المسرح، حيث قمت بعمل 23 عمل مسرحي، خلال فترة الجامعة، وعلى مسارح الشركات التي عملت بها، وبعد ذلك قدمت 46 عرض مسرحي للجماهير، وغيرها للتلفزيون، لذلك العمل المسرحي له قيمة بالنسبة لي، واستطيع ان أقيم المسرحيات الجيدة التي أشاهدا، فعادتًا عندما يكون أمامي عرض مسرحي من الطراز العالي، لا استطيع أن تتماسك دموعي، وفي الحقيقية استطاعت نشوى مصطفى بطلة العرض، ان تصل إلى قلبي منذ اللحظات الأولى للعرض، وقدرت وقتها المجهود الذي بذلته هي والمخرج، والمعرض لمس نقطة الموت بداخلي، وأنا الآن في الستين من عمري، وأعيش فترة انتظار الموت.

 

وما هي المكافأة التي وعد بها نشوى ومخرج العرض؟

سوف أهدي نشوى مصطفى، ومحمد علام مخرج عرض مسرحيتها، عرضي مونودراما، فمؤخرًا انتهيت من كتابتهما، وتدور أحداثهما عن الإرهاب، والعديد من الحوادث الإرهابية التي وقعت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة.

 

أخيرًا،، ما رأيك في تجربة الفنان اشرف عبدالباقي المسرحية؟

في البداية لابد أن نتفق أنه لم يقدم طفرة بالمعني الحقيقي في عالم المسرح، ولكنه قدم أعمال جيدة، ولكنها "أسكتشات"، وفي العادة كنا نقدم هذا الفن في أيام الجامعة، والدليل على ذلك انني تجرأت وذهب له بثلاث روايات قمت بتأليفهم، ومن ضمنهم واحدة كوميدية، سرعان ما رفض قائلًا: "لا أنا بعرض علي رويات مسرح حقيقي، وأحنا لا نملك الأموال التي ننتج بها اعمال مثل هذه"، وأكد لى أن ديكور الاسكتشات التي يقدموها عبارة عن بنارات على حائط المسرح، وبالرغم من ذلك انا أقدم له التحية لأنه نجح في أن يجذب الي المسرح الجمهور مرة آخرة.