الشيشة الإلكترونية.. "لهايه" تخنق صدور الشباب (تحقيق)

تقارير وحوارات

الشيشة الإلكترونية
الشيشة الإلكترونية


دائمًا يرتبط إدمان الشيء بالتعود على ممارسته أو وجوده، كهذا الحال مع مدخني السجائر أوالإرجيلة الذين برمجو عقولهم على التدخين، ليصبح الإقلاع عنهما شيء في منتهى الصعوبة، وفي محاولة للجوء إلى وسيلة آمنة للإقلاع عن التدخين، روج للشيشة الإلكترونية أو "الفيب"- كما يطلق عليها الشباب، كبديل سريع للإقلاع عن التدخين، ولكنها تحولت إلى "لهايه" بأيدى الشباب لا يستطيعون تركها فبعد أن كانت وسيلة للعلاج أصبحت داء جديد يعاني منه الشباب.

 

وانتشرت في الآونة الأخيرة بكثرة الشيشة الإلكترونية في متناول أيدى الشباب بأشكالها المختلفة وألوانها الجذابة، بالإضافة إلى نكهاتها المطعمة بروائح الفواكة لتجذب عدد أكبر من محبي التدخين.

 

3 أيام كفيلة لإدمان الشيشة الإلكترونية

مصطفي محمد- اسم مستعار، مدخن منذ ما يقرب من 14 عامًا، رأى في الشيشة الإلكترونية الملاذ الآمن للخروج من دائرة إدمان التدخين، ولكنه تفاجيء بمشكلة أكبر بعدما قام بشرائها وبدأ تجربتها، وهي أنه يشرب ما يعادل 5 أضعاف السجائر التقليدية التي كان يشربها خلال اليوم.

 

حاول مصفى محمد الاندماج مع التجربة في محاولة بائسة للإقلاع عن التدخين، حتى جاء اليوم الثالث لشرب الشيشة الإلكترونية وشعر بتعب شديد وفقد القدرة على التنفس بشكل صحيح بعدما شرب كميات رهيبة منها هو نفسه لم يتخيل أن يشربها.

 

ويضيف أنه توقف تمامًأ عن شرب الشيشة الإلكترونية، وحاول القراءة أكثر عنها وسؤال أحد الأطباء من أصدقائه ليعلم أن الشيشة الإلكترونية أشد خطرًا على الرئة والصدر.

 

ويتابع: "السجارة العادية مهما وصلت خطورتها فهي عبارة عن هوا ناشف.. لكن الشيشة الإلكترونية كلها زيوت وجليسرين والزيت بيترسب على الرئة".

 

تجربة تنتهي بالاختناق من الشيشة الإلكترونية

ومن أجل التجربة قام شريف سيد- اسم مستعار، باستعارة الشيشة الإلكترونية من أحد أصدقائه، ولكنه شعر بخنقه شديدة عند شربها.

 

ويضيف أن الشيشة الإلكترونية لم تعطى نفس نسبة النيكوتين التي يحصل عليها من السيجارة التقليدية أو الإرجيلة، وهو ما دفعه للعودة إلى التدخين مرة آخرى وترك الشيشة الإلكترونية.

 

محاولة بائسة

أما حسن أشرف- اسم مستعار، كغيره من الشباب لفت نظره الشيشة الإلكترونية بعدما اعتاد شرب الإرجيلة (الشيشة التقليدية) لسنوات، فقام بشرائها قبل عام بـ1700 جنيه حينها، ليرى فيها متعة عن الشيشة التقليدية على حد وصفه.

 

ويضيف أن الشيشة الإلكترونية أخف من الإرجيلة على الصحة، مضيفًا: "لما كنت بشرب الشيشة مكنتش بقدر أطلع كام دور بحس إني بتعب لكن لما استعملت الفيب بقيت أحسن".

 

وعلى الرغم من كونه يراها أخف من تدخين الشيشة التقليدية إلى أنه بعد شرب الشيشة الإلكترونية لمدة العام لم يقلع عن شربها.

 

إدمان الأطفال

وبعد تجربته للشيشة التقليدية، أدمنها عبد العزيز فؤاد- اسم مستعار، وظل يشربها لمدة تجاوزت الخمس سنوات، رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز 16 عامًا، إلى أن جرب الشيشة الإلكترونية ليجد فيها بديل ممتع من حيث الرائحة والطعم.

 

فتحولت الشيشة الإلكترونية مع عبد العزيز إلى وسيلة إدمان آخرى، فيقول: "بشربها كثير"، وخاصة أنه يرى فيها شيء سهل الاستعمال والحمل أثناء خروجه مع أصدقائه.

 

حيلة محررة "الفجر" تؤكد خطورة الشيشة الإلكترونية

وينتشر بيع الشيشة الإلكترونية في المحلات المخصصة لأدوات التدخين، بالإضافة إلى انتشارها الواسع على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.

 

وهو ما دفع محررة "الفجر" لتجربة الشراء بواسطة أحد الصفحات ذو الانتشار الواسع لبيع "الفيب".

 

وأوهمت محررة "الفجر" مسؤول الصفحة بأنها غير مدخنة ولكنها تتمنى تجربة "الفيب"، ففي البداية قال إنه خطر على صحتها ولكنه ما لبث أن تدارج دوره بأنه مجرد مسوق للمنتج، قائلاً أن المعتاد يشربها من يحاول الإقلاع عن التدخين ولكن يمكنها تجربتها.

 

وحاول مسؤول الصفحة إيهام محررة "الفجر" بأن مستشفى 57357، تعد الشيشة الإلكترونية أحد وسائل الإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى التقارير الأجنبية التي تؤكد ذلك.

 

وفي النهاية حاولت محررة "الفجر" أن تطلب منه ترشيح لها إحدى موديلات الشيشة الإلكترونية التي يبيعها وتبدأ من 1200 جنيه وتصل 4000 جنيه، وتختلف حسب مكوناتها وقوة دفع الدخان، فأكد المسوق أن الشيشة الإلكترونية التي يبيعها بـ1200 جنيه مناسبة جدًا لها في حال قررت الشراء.

 

دراسة: "الفيب" تسبب أمراض خطيرة

في دراسة حديثة، كشف باحثون من جامعة نورث كارولينا الأمريكية، أن "الفيب" له تأثير سلبي على الصحة مماثل للسجائر العادية، بل يمكن أن يكون آثاره أشد خطرًا، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية.

 

وقال محمد كيسير، الباحث الأساسي في الدراسة، "إن نتائج دراستنا أكدت أن "الفيب" له أضرار خطيرة على الرئة".

 

وأظهرت نتائج الدراسة، أن "الفيب" خطير وقد يعرض المدخنين لمشاكل صحية خطيرة أكثر من السجائر العادية.

 

وكشفت النتائج أن تدخين "الفيب" يسبب ارتفاع احتمالية الإصابة بالأمراض الرئة الخطيرة، مثل الإنسداد الرئوي المزمن، والتليف الكيسي، بالإضافة إلى الصدفية.

 

كارثة

ومن جانبه قال الدكتور محمود السعداوي، رئيس قسم الصدر بجامعة الزقازيق، إن الحديث عن أن الشيشة الإلكترونية وسيلة للإقلاع عن التدخين يسمى "خربطة".

 

وأضاف في تصريح لـ "الفجر"، أن الشيشة الإلكترونية مثلها مثل السجائر التقليدية والإرجيلة العادية، مشيرًا إلى أن الأزمة فالهواء الداخل إلى صدر المدخن.

 

ولفت أستاذ أمراض الصدر، إلى أن هذا الهواء متعب جدًا لصحة المدخن، مؤكدًا أن الشيشة الإلكترونية تتسبب في ضيق الشعب الهوائية واحتقان الرئة.

 

وتابع أن الشيشة الإلكترونية لا تكف المدخن عن هذه العادة السيئة، قائلًا: "الحل إنه يقف خالص عن التدخين وألا يضحك على نفسه".

 

وأكد أستاذ أمراض الصدر أن المادة المسئولة عن إيصال النيكوتين في الشيشة الإلكترونية والتي تكون على هيئة زيت، خطيرة جدًا على الصحة.