معوقات وأساليب جذب في احتفاء "المدني" باليوم العالمي للتطوع.. وهذه توصيات فاعلة

السعودية

بوابة الفجر


ثمّن الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، الدكتور صالح بن حمد السحيباني، دعمَ حكومة خادم الحرمين الشريفين لجهاز الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي "الشريك والعضو الفاعل والداعم للمنظمة"، وتوفير كل الأجهزة وأحدث المعدات والآليات على مستوى العالم؛ منوهاً كذلك بالتنسيق الفاعل بين الجهازين لخدمة العمل الإنساني بشكل عام؛ مشيراً إلى أن الرؤية السعودية 2030 تعزز رسالة المملكة النبيلة بدعم العمل التطوعي وترسيخ مفاهيمه لدى المجتمع، وتتيح الفرصة للشباب المتطوعين للقيام بالأعمال التي تتناسب مع طموحاتهم واهتمامهم.

جاء ذلك في ورقة عمل ألقاها "السحيباني" في الاحتفاء الذي نظّمته المديرية العامة للدفاع المدني بالتعاون مع جامعة الأمير سلطان، بمناسبة "اليوم العالمي للتطوع". وفق صحيفة "سبق"

ورحّب "السحيباني" في بداية ورقته بهذا التكاتف والتعاون للعديد من الجهات الحكومية في بناء صورة شاملة مستقبلية عن العمل التطوعي؛ داعياً إلى الإسهام في إخراج الطاقات المعطلة لدى بعض شرائح المجتمع المهمة، وإتاحة الفرصة للشباب للعطاء واكتساب الخبرات واستثمار الأوقات، إلى جانب إشباع الحاجات النفسية كإثبات الذات، والرغبة في النجاح.

وأضاف أن المملكة تطمح من خلال رؤيتها في هذا المجال إلى ترسيخ الانتماء للمجتمع، وتحقيق مبدأ الجسد الواحد في تقديم المساعدة للأشخاص الأشد حاجة لتقوية الترابط والتكاتف بين أفراد المجتمع، ونشر ثقافة التفاني وتعويد النشء على بذل العطاء، وكذلك استثمار أصحاب الخبرات والكوادر المؤهلة والمنتجة من أفراد المجتمع، بالإضافة إلى تخفيف العبء على الجهود والموارد الحكومية التي من الممكن أن تصرف في مجالات أخرى يستفيد منها المجتمع في ظل نقص الموارد البشرية، وأخيراً المساهمة في التخفيف والحد من آثار الكوارث.

وأكد أن طموح المملكة لتحقيق رؤيتها تلك في التطوع؛ يستلزم تكاتف كل الجهات المعنية حكومية وأهلية من حيث التأهيل والتدريب، ودعا إلى التوسع في العمل التطوعي وحفظ حقوق العاملين فيه؛ مشيراً إلى أن التطوع يعتبر مظهراً حضارياً تتميز به الدول المتقدمة، مشيداً بشكل عام بالمتطوعين على اختلاف مهامهم، وبشكل خاص بمتطوعي هيئات ومنظمات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر وأجهزة الدفاع المدني.

شراكة "المدني" و"الهلال"

وتطرقت "الورقة" إلى الشراكة بين الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي؛ مشيرة إلى التجربة النوعية المميزة والشراكة الفعلية بينهما في إدارة الحشود وخدمة الحجيج تحت قيادتنا الرشيدة والتي يجب مضاعفة نقلها للعالم عبر الوسائل الإعلامية، وأكدت أهمية عقد الملتقى الدوري الكبير الذي جمع قيادات الحماية المدني وأجهزة الدفاع المدني وجمعيات الهلال الأحمر العربية تحت قبة الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب الفترة الماضية.

جهود المنظمة في التطوع

كما أبرزت الورقة جهود المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في دعم الأعمال التطوعية؛ حيث كشفت أن لدى مكوناتها من الجمعيات الوطنية أكثر من مليون متطوع يجري تدريبهم وتأهيلهم وفقاً لمراحل معينة؛ فيما سردت الورقة جهود المنظمة في إطلاق أكبر استبانة عددية وُزّعت على جميع جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية حول توظيف الإعلام الإنساني للتوعية بأهمية الأعمال التطوعية، وكذلك تنفيذ مشروع طارئ في الحد الجنوبي بالمملكة لاستهداف 300 ألف متطوع في نجران وجازان وأبها، وتنفيذ أكثر من خمسين ملتقى لجذب المتطوعين، بالإضافة إلى تأسيس صندوق العظماء لدعم أسر وذوي الشهداء من المتطوعين، واستحداث مشروع التطوع عن بُعد والذي يتضمن الاستفادة من المتطوعين والمتطوعات في نطاق المنظمة العربي.

توصيات فاعلة

ودعت "الورقة" في توصياتها، جهازَ الدفاع المدني لتخليد شهدائها من المتطوعين وتكريمهم وتقدير أسرهم؛ أسوة بشهداء الواجب، وبناء مزيد من الشراكات مع الفِرَق التطوعية والمنظمات المعنية والمؤسسات والجامعات، إضافة إلى استحداث أسبوع التطوع على غرار أسبوع المرور والشجرة والمساجد، كما أوصت الورقة -بشكل كبير- بإدراج موضوعات ومحاور التطوع في المجتمع ضمن المقررات الدراسية في مختلف المراحل، وعدم إغفال دور المتقاعدين والموظفين القدماء والاستفادة من خبراتهم ومعارفهم وأفكارهم، كما اقترحت الورقة عمل تطبيق إلكتروني يكون منصة تواصل بين عمليات الدفاع المدني والمتطوعين من خلال كود معين يسلم له من الدفاع المدني وفقاً لآليات معينة.

مشاركة ودراسة

وفي ذات السياق، شاركت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر هيئةَ الهلال الأحمر السعودي احتفاءها باليوم العالمي للتطوع؛ حيث قدمت هوازن الزهراني مديرة البرامج والمشاريع التطوعية بالمنظمة، ورقةَ عمل كشفت فيها أن عدد المتطوعين في العالم العربي -وفقاً للإحصائيات- يصل إلى (350) مليون متطوع؛ افترضت الورقة أن 20% -وهو ما يعادل (60) مليوناً- لو تطوعوا لمدة أربع ساعات أسبوعياً لأنتجوا (11) بليون ساعة عمل، توفر قيمتها بناء (4) ملايين منزل، وتعليم (5.6) مليون طفل، وزراعة بليون شجرة، وبناء (2) مليون مدرسة.

معوقات التطوع

وطرحت الورقة عدداً من المعوقات التي تواجه التطوع؛ ومنها ما يختص بالأفراد المتطوعين؛ كعدم رغبتهم في التطوع في مؤسسات بعيدة عن مكان السكن، وتعارض وقت العمل التطوعي مع وقت الدراسة والعمل، والسعي لتحقيق مكاسب شخصية، والاستهتار بالعمل التطوعي، والتسيب نتيجة الاستغلال الخاطئ لمرونة العمل، والوقت، والإهمال، وعدم معرفة أهمية التطوع، وكذلك ما يتعلق بالمجتمع كتدني ثقافة التطوع بالمجتمع، والاعتقاد بأن التطوع مضيعة للوقت والجهد، وإهمال القيام بالمسؤوليات المحددة بسبب الشعور بعدم الإلزامية وعدم تربية الأبناء على روح التطوع.

التطوع عن بعد

وقد طرحت الورقة التطوع عن بُعد كحلّ اعتمدت عليه المنظمة نظراً لتعدد الفرص فيه، وعالمية المشاركين من دول ومناطق مختلفة، وتخفيف الأعباء المالية عن المنظمة لأداء المهام الإنسانية والتنوع في استقطاب المتطوعين من مختلف الجنسيات والأعمار والتخصصات، وكذلك السرعة في إنجاز الأعمال الإنسانية للمنظمة في الوقت الحقيقي لها؛ وهو ما ساهم في الاستمرارية بالعمل التطوعي بالمنظمة.

أساليب جذب الطلاب

وفي ذات الشأن، أعد الدكتور إبراهيم الدوي مدير مركز البحوث والمعلومات بالمنظمة، دراسةً بعنوان "أساليب جذب الطلاب نحو المشاركة في الأعمال التطوعية" شارك فيها 118 طالباً وطالبة استهدفت التعرف على دوافع انضمام الطلاب للمشاركة في الأعمال التطوعية، ومحاولة الكشف عن الأساليب العالمية لجذب الطلاب المتطوعين، والوقوف على أهم عناصر الجذب التي تؤثر على استدامتهم في العمل التطوعي.

وكان من أبرز نتائجها أن نسبة 81% من الطلاب والطالبات لديهم دراية عن الأعمال التطوعية؛ بينما بلغت نسبة من لا يعرفون شيئاً عن التطوع 19%، كما كشفت الدراسة عن الدوافع الرئيسية لانضمام الطلاب للأعمال التطوعية؛ حيث تمثلت في اكتساب المهارات وبناء القدرات وزيادة الخبرات، وفيما يخص نقاط الجذب؛ فقد أوضحت الدراسة أن الحوافز المعنوية من أهم نقاط الجذب للطلاب والطالبات؛ فيما أكدت أن مواضع وعناصر الجذب تَمَثّلت تباعاً في الأنشطة والبرامج والخدمات التي تقدّمها القطاعات، كما أبرزت الدراسة عدمَ تقدير أهمية المتطوعين والجهود التي يقومون بها كأهم المشكلات التي تواجه المتطوعين.

وكشفت الدراسة أن عدد المتطوعين والمتطوعات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ يصل إلى 16 مليون متطوع في الجمعيات الوطنية للاتحاد الدولي التي يبلغ عددها 191 جمعية وطنية، تبلغ نسبة الإناث من المتطوعين 48.3%، أما الذكور 51.7%، وهذا يُعَد أكبر عدد لمتطوعين منتمين لمؤسسة ما.

قيمة اقتصادية كبيرة

وخلصت الدراسة إلى أن المتطوعين في الاتحاد الدولي يمثلون قيمة اقتصادية كبيرة جداً؛ حيث تبرعوا بخدمات تطوعية تعادل قيمتها مبلغ (6) ستة مليار دولار؛ فضلاً عن القيمة المجتمعية للمتطوعين التي هي جوهر البناء المجتمعي، وتحلي فئات المجتمع المختلفة بالمسؤولية، وتعزز التضامن ورأس المال المجتمعي، وتحقيق الاندماج والتكامل المجتمعي، وتعزيز التنمية المستدامة.

وأكدت الدراسة أن المشاركة في الأعمال التطوعية للطلاب والطالبات له تأثير إيجابي على دراستهم؛ حيث يكون أكثر إيجابية في اتجاه التعليم واكتساب الخبرات الاجتماعية، بالإضافة إلى زيادة المعرفة والثقافة وتنمية المهارات القيادية، وتحقيق الأهداف الأكاديمية والمهنية، والرغبة الكبيرة في التخرج.

وأشارت إلى أربع مراحل للاحتفاظ بالمتطوعين؛ تبدأ بزيادة الوعي بنشر مشروعات الأعمال التطوعية، وتعريف المتطوعين بها، والجذب بالاطلاع على الأنشطة والفعاليات وحضورها، والانتماء باستعراض الرؤى والخطط المستقبلية والقيم. وأخيراً القدرة على الاحتفاظ بشعور كل متطوع بفائدة شخصية تعود عليه وتحقيق الرضا للاستمرار.

وقد أوصت الدراسة على التأكيد على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في التعريف بالأنشطة التطوعية، والحرص على التحدث مع المتطوعين حول دورهم المهم في نجاح المشروعات التي ينخرطون فيها، وتنوع وسائل الإعلان عن المشروعات والأنشطة التطوعية بالأساليب التي تناسب الوقت المعاصر، وإعادة النظر في أساليب الجذب المستخدمة حالياً لتحسينها والارتقاء بها.