خبراء يحللون خطاب علي عبدالله صالح بعد أحداث اليمن: سيعود للحكم في هذه الحالة

وتعهد "صالح" فى كلمة بثتها وسائل إعلام يمنية، بفتح صفحة جديدة مع دول الجوار، مضيفًا: ندعو إلى الصفح والحوار ونمد أيدينا للخارج"، وابدى استعداده لفتح صفحة جديدة مع التحالف بقيادة السعودية إذا أوقف "العدوان" ورفع الحصار.

دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح التحالف الذي تقوده السعودية إلى وقف الحرب والتفاوض مع مجلس النواب اليمني، كما دعا الشعب اليمني إلى الانتفاض ضد جماعة أنصار الله الحوثيين، في وقت تشهد العاصمة صنعاء اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

ووصف صالح الحوثيين بالمليشيات التي عبثت بمؤسسات الدولة وقطعت رواتب الموظفين، وطالب صالح "القوات المسلحة والأمن" بعدم الانصياع إلى أية تعليمات من مليشيات الحوثى، وقال إن مرجعية الجيش وقوات الأمن ستكون لقيادة المؤتمر الشعبى العام، الذى يتزعمه صالح، وليس للحوثيين.

ودعا صالح- كذلك- إلى وقف إطلاق النار وفتح المطارات والسماح "للعالقين" فى الخارج بالعودة، مشيرا إلى أنه سيتم فتح صفحة جديدة للتعامل مع الأشقاء بشكل ايجابى بمجرد وقف إطلاق النار وإيقاف التحركات على الأرض، مشددًا على أنه لا يبحث عن سلطة، كما أنه أدى واجبه على مدار 33 عامًا.

وتابع: أن مليشيات الحوثى اقتحمت دور العبادة بدون وجه حق، كما اقتحمت منازل القيادات السياسية للمؤتمر الشعبى العام وبعض الضباط من "القوات المسلحة" والحرس الخاص فى مساكنهم، وقاموا أيضا بنهب مقدرات الدولة.

وأكدت قيادة التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن اليوم السبت، ثقتها فى أن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبى زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمنى وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية، وعودة "يمن الحكمة" إلى محيطه الطبيعى العربى الخالص، مؤكداً وقوف التحالف بكل قدراته فى كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمنى للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعى فى إطار الأمن العربى والإقليمى والدولى.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن بيان أصدرته قيادة التحالف القول أنها تراقب عن كثب أحداث اختلاف طرفى الانقلاب الجارية فى صنعاء وكافة محافظات اليمن، التى تظهر- بجلاء- الضغوط التى كانت تمارسها الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، وسيطرتها بقوة السلاح على قرارات ومصير ومقدرات الشعب اليمنى العزيز مما أدى إلى انفجار الوضع بين الحوثيين وقوات صالح.

وأضاف البيان أن التحالف يدرك أن الشرفاء من أبناء حزب المؤتمر الشعبى العام وقياداته وأبناء الشعب اليمنى الأصيل الذين أجبرتهم الظروف للبقاء تحت سلطة المليشيات الإيرانية الطائفية قد مروا بفترات عصيبة، وينظر التحالف إلى أن هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن فى هذه الانتفاضة المباركة، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية بما فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران وإنهاء عهد من التنكيل والتهديد بالقتل والاقصاء وتفجير الدور والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة.

سها البغدادي، الباحثة البارزة في الشئون اليمنية والعربية، أكدت أن سيطرة عبدالله صالح على عدة مناطق بجنوب اليمن يرجع إلى أن من قديم الزمان وهو يمتلك مليشيات خاصة وأسلحة قال عنها إنه ممكن أن تكفيه لمدة 11 عام، وسردت روايتها الأولى في السيطرة على الحكم مؤكدة أن كان "شاويش" ووصل للحكم باتفاق مع السعودية على أمل أن يخلصهم من الشيعة، واستغل أحداث بجنوب اليمن وعمل وحدة وأصبح رئيس دولتين الجنوب واليمن وأصبح رئيس الجنوب نائبًا ليه ولغى علم الجنوب، مفضلة عدم رجوعه مرة آخرى للحكم. 

وعن خروجه بخطاب والتحدث كأنه مازال رئيسًا لليمن، قال الباحثة في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الطريقة التي تحدث به الرئيس المخلوع ترجع لعدة أسباب أولها أنه يمتلك القوة فهو موجود في اليمن على غير الرئيس الشرعي عبدربه هادي فهو يحكم اليمن من السعودية، بالإضافة إلى أن الجيش في اليمن يدعم عبدالله صالح وكذلك حزب الإصلاح الذي يمثل جماعة الإخوان، متابعة: "الرئيس المخلوع سيرجع للحكم بقوة السلاح لأن الجيش متحالف معه ضد الشعب، ولا أرحب بذلك".

أما عن إعلانه التفاوض مع قوات التحالف بقيادة السعودية، أشارت الباحثة في الشئون اليمنية إلى أن عبدالله صالح أعلن ذلك لأنه على علم بأن السعودية يمكن أن تتحالف معه لأنها يهمها إنتهاء النفوذ الإيراني وكذلك ردع الحوثي، لذلك يمكن أن يجري بروتكول معها بأن يعود للحكم مقابل ذلك.

أما الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، فكشف عن أسرار دعوة علي عبدالله صالح لفتح صفحة جديدة مع السعودية، مؤكدًا أن ما وراء ذلك هو أن هناك حرب دائرة في اليمن بها ثلاث أطراف هم علي عبالله صالح والسعودية والحوثيين، وتفاوض مع السعودية لأن عدوهم مشترك.

وأوضح خبير العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن عدو السعودية هو الحوثيين وكذلك عدو الرئيس اليمني المخلوع هو الحوثي لذلك تعهد بفتح صفحة جديدة مع قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

وعن إمكانية فتح السعودية تلك الصفحة مع الرئيس اليمني السابق، قال الخبير بالعلاقات الدولية: " أعتقد السعودية ستستجيب لان العدو واحد وهو الحوثيين، وعلى عبدالله صالح سيطر على بعض الأماكن المؤثرة في اليمن".