44 طريقة صوفية: «ما بنخافش» واحتفالاتنا بمولد النبى لن تتوقف

العدد الأسبوعي

المشيخة العامة للطرق
المشيخة العامة للطرق الصوفية


اتفقوا مع الأجهزة الأمنية على استمرارها هذا العام بشروط

رغم وضعهم على قوائم المستهدفين من الجماعات الإرهابية، وتفجير مسجدهم بالروضة فى شمال سيناء، أصرت المشيخة العامة للطرق الصوفية، برئاسة الشيخ عبدالهادى القصبى، على الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، يوم الجمعة، تحت شعار «مبنخافش من الإرهاب»، وذلك بساحة مسجد الحسين، أحد أكبر مساجد القاهرة.

وغالبا ما يتواجد أكثر من 44  طريقة صوفية سنويا، أهمها الطريقة الأحمدية، والشاذلية، والعزمية، بمسجد الحسين، وأضرحة الأولياء المنتشرة بمنطقة الجمالية، للاحتفال بالمناسبة وإقامة حلقات الذكر والمديح فى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

القيادات الصوفية أكدت أنه سيتوافد الآلاف من محبى الطرق الصوفية، صباح الخميس، للتجهيز للمناسبة، ونصب سرادقات الذكر والتكبير والمديح بعدة أضرحة، بالدرب الأصفر، والخرنفش، والمعز لدين الله الفاطمى، وحارة اليهود.

من جانبها منعت الأجهزة الأمنية المسئولة إقامة أى احتفالات فى الشوارع، أو تنظيم مواكب منعا لأى ضرر قد يصيب أفراد الطرق الصوفية، والاقتصار على الاحتفال بالمساجد والأضرحة.

ووجهت قيادات المشيخة تعليمات لمريديها بالاكتفاء باستقبال الزوار بمساجد الأولياء، ووفقاً لما اتفقوا عليه مع الأجهزة المسئولة، سيتم منع استغلال الطرق الصوفية الجراجات والساحات بمحيط مناطق الاحتفال، والتى كان يقيم بها عائلات بكاملها لعدة أيام، بعضها يأتى من الصعيد خصيصا للمشاركة فى الاحتفال.

كانت مجلة دابق، الناطقة باسم تنظيم داعش، قد نشرت فى سبتمبر الماضى، نية أمراء التنظيم التخلص من حركات التصوف الدينى فى عدد من البلدان العربية، ووضع التنظيم الطرق الصوفية فى مصر، على رأس قائمة الاغتيال.

وخرج التنظيم، الخميس قبل الماضى، معلناً عبر بوابة النبأ، الناطقة هى الأخرى باسم «داعش»، مهدداً بتفجير وقتل المصلين بمسجد الروضة ببئر العبد فى شمال سيناء، ووجه رسالته للعائلات الصوفية قائلاً: «هدايتكم أقرب إلينا من قتلكم»، ووجهت الرسالة إلى عائلتين من أكبر عائلات الصوفية بشمال سيناء، وهما عائلة أبوحراز، وعائلة أبو جرير، وينتميان إلى قبيلة السواركة.

وذكر بيان التنظيم صراحة، أن هناك 3 مساجد صوفية تابعة للطريقة الجريرية، أولاها مسجد الروضة ببئر العبد، ومسجد العرب فى الإسماعيلية، والثالث مسجد بالشرقية لم يعلن التنظيم عن اسمه.

قال التنظيم إن طريقة أبو جرير، تمنع شباب وأولاد «داعش» من ممارسة العمليات الجهادية، وسبق لمشايخ الطريقة وكبارها التعاون مع أجهزة الأمن فى شمال سيناء، للقبض على عدد كبير من المقاتلين الجدد حديثى الانضمام لولاية سيناء، فضلاً عن حرص المسئولين فى الدولة على زيارة ضريح جرير.

خريطة أضرحة الصوفيين، ومقامات الأولياء بشمال سيناء، ليست كما قد يتصور البعض بأنها نشطة فى الاحتفالات السنوية، والطقوس الصوفية، وتوقفت عائلات أبو جرير، وأبو حراز، عن أى مظاهر احتفالية، وأى نشاط ملحوظ منذ بداية العنف التكفيرى بشمال سيناء، بعد ثورة يناير مباشرة، خاصة بعد تفجير ضريح الشيخ زويد عام 2012، خلال فترة رئاسة المعزول محمد مرسى، لكن الضريح لم يصب بأذى، واكتفت الطرق الصوفية فى سيناء بالاحتفال بالمولد النبوى الشريف فقط سنويا، وأعلنوا إلغاءه هذا العام بعد تفجير مسجد الروضة.

كما اختفت المظاهر الدينية الاحتفالية تماما بضريح «حى آل ياسر» بمدينة العريش، والذى كان يحرص على الاحتفال بمولده المئات من سكان شمال سيناء، منذ 2010، خاصة بعد تهديد تنظيم ولاية سيناء بنسفه.

وفى قرية مزار غرب العريش، يوجد ضريح الشيخ سليم أبوجرير، وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة، وسبق للتنظيم أن قام بتفجيرهما عام 2013.

ووفقاً للمعلومات التى حصلت عليها «الفجر» فإن سبب تفجيرهما هو تعاون مشايخ الطريقة الجريرية مع الأجهزة الأمنية فى القبض على عدد من مقاتلى تنظيم أنصار بيت المقدس.

وفى مدينة حى السمران، بشمال سيناء، توجد إحدى الزوايا الصوفية، التابعة لمسجد الشيخ عيد أبو جرير، توقف نشاطها منذ فترة طويلة، كما يوجد مسجد تابع للطرق الصوفية يدعى «الطويل» على طريق الجورة، فضلا عن مسجد الروضة الذى وقع فيه الحادث الأليم مؤخرا.

كان التنظيم الإرهابى قد نفذ أول عملية اغتيال لمشايخ الطرق الصوفية، فى الشيخ أبوحراز، أحد أقطاب الصوفيين بشمال سيناء، الذى يتجاوز عمره الـ 100 عام، فى 19 نوفمبر الماضى، بعد اختطافه من منزله إلى مكان إعدامه، وقالت مصادر إنه قال لمختطفيه: «أنا لو مش عايز أجى معاكم والله ما هتعرفوا تاخدوني»، لكن المفاجأة أن الشيخ أبوحراز، انضم اثنان من أبنائه للتنظيم قبل إعدامه بأشهر قليلة، وقالت المصادر إن الصور التى عرضها التنظيم الإرهابى لعملية الإعدام تظهر شاباً تم إخفاء وجهه، ويقف خلف منفذ عملية الإعدام، ربما يكون أحد أبناء الشيخ.