في ذكرى ميلاده.. قصة حياة عمر التلمساني المرشد الثالث للإخوان

تقارير وحوارات

عمر التلمساني
عمر التلمساني



اعتنق الفكر الإخواني على يد مؤسسها حسن البنا، ليصبح أول محامٍ يعمل بتوكيل من الجماعة الذين قبض عليهم للدفاع عنهم في المحاكم المصرية، حتى اختير مرشدًا عامًا للجماعة، ليشهد انفتاحًا وتغلغلًا في العمل العام وبدأ يحتضن جيل شباب السبعينات، كما بدأ أول تحالفات الجماعة مع الأحزاب ودخل في عهده الإخوان البرلمان، هذا هو عمر التلمساني، المرشد الثالث لجماعة الإخوان.
 
حياته
عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمساني، من مواليد 4 نوفمبر 1904، بالغورية فى الدرب الأحمر بالقاهرة واسمه بالكامل، جده لأبيه من بلدة تلمسان بالجزائر، جاء إلى القاهرة واشتغل بالتجارة، وأصبح من كبار الأغنياء، تزوج في سن الثامنة عشرة وهو لا يزال طالبًا في الثانوية العامة رزق بأربعة من الأولاد، ثم حصل على شهادة ليسانس الحقوق وعمل بالمحاماة في شبين القناطر.
 
انضمامه للإخوان
انضم "التلمساني" لجماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسس الجماعة حسن البنا في عام 1933 بعد أن دعاه لحضور دروسه اثنان من الإخوان هما "عزت محمد حسن" وكان معاون سلخانة بشبين القناطر، والآخر "محمد عبد العال"، وكان ناظر محطة قطار الدلتا في محاجر "أبي زعبل"، وكان أول محامٍ يعمل بتوكيل من الجماعة الذين قبض عليهم للدفاع عنهم في المحاكم المصرية.
 
اختياره مرشدًا
اختير "التلمساني" مرشدًا للجماعة بعد وفاة "الهضيبي"، في ظروف بدأت فيها الجماعة تتنسم نسمات الانفتاح على المجتمع وقبول من الرئيس السادات الذي سمح لقياداتها وأفرادها التحرك، وأعاد الإخوان من جديد بعدما سمح "السادات" لهم بالعودة وممارسة العمل من أجل ضرب النظام الناصرى والشيوعيين الذين مثلوا قلقًا بالغًا للرئيس السادات فعمل على استقطاب الشباب من الجماعات، وتجنيدهم لينضموت للتنظيم.
 
استقطاب الشباب
وشهدت الجماعة في عهده انفتاحا وتغلغلا في العمل العام وبدأ يحتضن جيل شباب السبعينات أمثال د. عبد المنعم أبو الفتوح وأبو العلا ماضى ومختار نوح وحلمى الجزار وإبراهيم الزعفرانى وعصام العريان وغيرهم وأطلقهم في النقابات والجامعات والأندية، كما بدأ أول تحالفات الجماعة مع الأحزاب ودخل في عهده الإخوان البرلمان، ويعد آخر المرشدين الذين ساروا على نهج حسن البنا من حيث مبادئ التغلغل في جميع مؤسسات المجتمع، وأصبح القدوة لجيل العمل العام في الجماعة الذي لم يعد أحد يمثله حاليًا في مكتب الإرشاد.
 
سجنه
دخل "التلمساني"، السجن في عام 1948 ثم 1954 وأفرج عنه في آخر يونيو 1971م، وبعد اختياره مرشدًا للجماعة عقب وفاة المستشار الهضيبى ثم قبض عليه السادات في سبتمبر 1981.
 
رحيله
وتوفى "التلمساني"، يوم 22 مايو 1986 عن عُمْر يناهز 82 عامًا، كان تشييعه في موكب مهيب شارك فيه أكثر من ربع مليون نسمة من الجماهير، فضلًا عن الوفود التى قدمت من خارج مصر، وحضر الجنازة رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب، وبعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، ووفد من الكنيسة المصرية برئاسة الأنبا جريجوريوس في تشييع الجثمان.