"الحمدان" يروي "قصة المطابع والناشرين السعوديين" في 107 أعوام

السعودية

بوابة الفجر


أكد رئيس جمعية الناشرين السعوديين ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب عضو مجالس العرض الدولي في وزارة التعليم "أحمد الحمدان"، أن حركة النشر بدأت عام 1832، وبدأت في ذلك الوقت في إنشاء المطابع وليس كما هو حالياً على شكل محلات تجارية أو دور نشر؛ فكان في العالم العربي المطبعة، وهي دار نشر تقوم بإنتاج الكتب. وأول مطبعة أنشئت في شبه الجزيرة العربية أنشأتها الحكومة التركية في صنعاء اليمن في الجزيرة العربية.

وأشار إلى أن حركة النشر في المملكة تأخرت كثيراً بسبب النظام التركي الذي أدى إلى تأخرها، وقال: "عندما جاء الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أعطى اهتماماً كبيراً لحركة النشر، التي كانت في ذلك الوقت بحاجة ماسة للمال؛ فأعفى جميع المطابع وأي مطبعة تدخل المملكة من أي جمرك يؤخذ منها؛ تشجيعاً لحركة النشر؛ مبيناً أن العلماء كانوا في ذلك الوقت متواجدين في مكة المكرمة، وكان هناك ضرورة ملحة لوجود مطبعة لتقوم بطبع الإنتاج الغزير لعلماء الشافعية والحنابلة وجميع العلماء؛ وذلك بسبب وجود الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، ووجود علماء المسلمين في مكة والمدينة، وكذلك وجود دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب؛ مما أدى إلى إثراء حركة النشر في المملكة العربية السعودية. ومن ضمن التشجيع، ما قام به الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بطبع جميع الكتب الدينية وتوزيعها مجاناً؛ لنشر العلم والمعرفة بين أبناء الوطن.

جاء ذلك إبان استضافة "الحمدان" بالصالون الثقافي لجناح المملكة العربية السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين، بحضور الملحق الثقافي "مساعد الجراح" وعدد من المثقفين والأدباء والزوار، وقدّم محاضرة وأدارها مدير الشؤون الثقافية والمشرف على أنشطة الجناح السعودي الدكتور محمد المسعودي.

وأكد "الحمدان" أن أول مطبعة أنشئت في مكة هي "المطبعة الميرية"، ومن ثم "مطبعة الترقي" في عام 1832، و"مطبعة الحجاز"، وأنشئت مطبعة لطباعة جريدتيْ "الإصلاح" و"صوت الحجاز"، وبعد ذلك تحولت مطبعة الحجاز إلى مطبعة حكومية تابعة لوزارة المالية؛ حيث ابتدأ فيها طبع تقويم أم القرى وجميع ما تحتاجه الجهات الحكومية، ومن ثم تطورت حركة النشر في المملكة وبدأت دور النشر تفتح خارج مكة؛ حيث فتحت مطبعة في المدينة المنورة، ومن ثم تولى الأخَوان أبناء "حافظ" إنشاء مطبعة وجريدة يومية في منطقة جدة، وبدأت تتوالى دور النشر.

وقال: "الآن يبلغ عدد الناشرين تقريباً 400 ناشر في المملكة؛ مسجلين وهم جميعهم من السعوديين، وهناك 200 دار نشر سعودية؛ مما يدل على أن هناك نهضة ثقافية تعيشها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ فالدعم الموجود لحركة النشر وتيسير الأمور وتخفيف الرقابة باستمرار على الكتب؛ ما هو إلا دليل على تشجيع الثقافة والفكر في بلادنا الغالية.

وبيّن "الحمدان" أنه جاءت فترة من الفترات كانت وزارة الثقافة والإعلام تدعم الناشر السعودي دعماً كبيراً، بمبالغ لمجموع دور النشر تُقَدّر بعشرين مليون ريال، وما زال الدعم مستمراً للمؤلف السعودي، وهو جزء من الناشر السعودي؛ من أجل النهضة من الناحية الثقافية وتشجيع الأندية الأدبية في المملكة، وذلك دليل على تشجيع حركة النشر وتطويرها في المملكة العربية السعودية.

وأوضح أن ما يفتخر به الآن هو مشاركةُ المملكة في أجنحة متميزة في جميع معارض الكتب الدولية؛ بداية من معرض فرانكفورت ومعرض القاهرة والشارقة وغيرها من المعارض، وهناك تعاون بين جمعية الناشرين والدوائر الحكومية لنشر الثقافة، وأيضاً فإن المملكة هي من قامت بأول مؤتمر لاتحاد الناشرين العرب تحت رعاية سامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وكان انطلاقة لإقامة كل ثلاث سنوات مؤتمر لاتحاد الناشرين العرب؛ أسوة باتحاد الناشرين الدوليين بجنيف.

وفي نهاية المحاضرة قام الملحق الثقافي ومدير الشؤون الثقافية بتكريم "الحمدان".