في ذكرى رحيله.. كيف مات قاهر التتار "قطز"؟

تقارير وحوارات

سيف الدين قطز
سيف الدين قطز


رعد بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول؛ كما يعد أحد أبرز ملوك مصر، وذلك على الرغم من أن فترة حكمه لم تدم سوى أقل من عام واحد، حيث نجح في إعادة تعبئة وتجميع الجيش المصري، واستطاع إيقاف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية، فهزمهم قُطُز بجيشه هزيمة كبيرة في عين جالوت، ولاحق فلولهم حتى حرر الشام بأكملها من سلطتهم، إنه الملك سيف الدين قطز.

 

أطلق التتار عليه اسم قطز، حيث قاومهم بشراسة خلال اختطافهم وبيعهم إياه وهو صغير، ومعنى قطز باللغة المغولية (الكلب الشرس)، نسب قطز يعود إلى الأمير ممدود الخوارزمي ابن عم السلطان جلال الدين خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية وزوج أخته.

 

نشأته

 نشأ قطز نشأة الأمراء وتدرب على فنون القتال على يد خاله، وبعد سقوط الدولة الخوارزمية بِيع مملوكًا في الشام، ثم انتقل لمصر وبِيع مملوكًا للملك الصالح نجم الدين أيوب آخر ملوك الدولة الأيوبية، فتعلم فنون القتال والخطط الحربية في مدارس المماليك، وشارك جيش الملك الصالح في صد الحملة الصليبية السابعة، وتحقيق الانتصار في معركة المنصورة عام 648 هـ الموافق 1250.

 

تآمر بعض المماليك عليه

تدرج قطز في ترتيب السلطة حتى كان 11 نوفمبر 1259 عندما نُصّب ثالث سلاطين مماليك مصر، ولما عاد قطز منتصرًا من عين جالوت إلى مصر تآمر عليه بعض الأمراء المماليك بقيادة بيبرس، فقتلوه بين القرابي والصالحية ودفن بالقصير، ثم نُقِل قبره بعد مدة من الزمن إلى القاهرة، وكان مقتله 22 أكتوبر 1260، وذلك بعد معركة عين جالوت بخمسين يومًا.

 

سيناريوهات حول وفاته

أما عن وفاته ، فهي كانت على يد (الظاهر بيبرس) ، اختلف المؤرخون في السبب الذي أدى إلى اقدام الظاهر بيبرس على قتل قطز، فمنهم من قال بأنه نشب خلاف بينهم وكان قطز يريد الإجهاز على بيبرس، فباغته الأخير بطعنةٍ أدت إلى انهاء حياته، وآخرون ذكروا بأن المماليك قد دبروا مؤامرة لقطز وأشعلوا نيران الحقد والكره في قلب بيبرس ليقوم بالإجهاز عليه أثناء عودتهم من الحرب مع التتار، وتبقى الحقيقة غامضة حتى يومنا هذا، وبالرغم من هذا فإن لكلا الملكين قطز ومن بعده الظاهر بيبرس الأثر الكبير في علو شأن البلاد، وتحقيق الكثير من الإنتصارات على الغزاة.