"لوضع حداً لمعاناة المكفوفين".. شابة سعودية تبتكر "طاولة برايل" لتحويل الكتاب المطبوع إلى مسموع

السعودية

بوابة الفجر


ابتكرت شابة سعودية أداة تسهل على المكفوفين من مطالعة الكتب والمراجع، والاستماع إليها وأسمتها "طاولة برايل"، وتتلخص فكرة الاختراع في طاولة مغطى سطحها بنتوءات صغيرة، وتحتوي على درج يضع فيه المكفوفين الكتاب ويتم مسحه ضوئياً، ثم يقوم المكفوف باختيار إما ان يُقرأ له الكتاب صوتياً، أو بلغة برايل عبر بروز النتوءات الموجودة على سطح الطاولة.

فكرة الاختراع.. كيف ولماذا؟
الطاولة التي يمكن طيها وحملها بسهولة إلى أي مكان، لديها عدة استخدامات أخرى أيضاً، وتقول "الهنوف العبيشي" صاحبة الاختراع في حديثها لـ "سبق" أنه يمكن استخدامها "في مجال رياض الأطفال، فهي ليست فقط للمكفوفين؛ حيث يضع الطفل قصته، ويتم قراءتها له، كما يمكن أن يستخدمها الأميين كذلك".

الشابة التي تبلغ من العمر (21) عاماً، وتدرس الرياضيات الإكتوارية والمالية في جامعة الملك سعود قفزت إلى ذهنها فكرة الاختراع بعد ابتكارها الأول (غطاء للجوال بلغة برايل)، فقررت ابتكار طاولة ليتمكن من استخدامها المكفوفين بسهولة، خاصة الطلاب منهم والباحثون؛ ليستفيدوا من الكتب الموجودة في مكتبات الجامعات.
ولكن لماذا المكفوفين تحديداً.. تجيب "العبيشي": "بعد زيارة إلى جمعية المكفوفين، ومقابلتهم، والتعرف على مشاكلهم، التي لخصوها في قلة وثقل الكتب المطبوعة بلغة برايل، بالإضافة إلى تكلفتها المادية العالية، فجاءتني فكرة هذا الابتكار لوضع حداً لمعاناتهم، والتخفيف من مشاكلهم".
وهناك نحو 285 مليون نسمة ممن يعانون من ضعف البصر في جميع أنحاء العالم، منهم 39 مليون نسمة كُفّت أبصارهم (كفيف)، و246 مليون نسمة ضعفت رؤيته، وذلك بحسب إحصاءات منظمة الصحية العالمية، ويبلغ عدد المكفوفين في السعودية نحو 159 مكفوفاً وفقاً لإحصاءات غير رسمية.

اختراعات وتكريمات
وإلى جانب (طاولة برايل) اخترعت "العبيشي" كذلك (غطاء للجوال) يمكن من خلاله قراءة الرسائل، واسم المتصل، شاركت به في اللقاء العلمي الثامن بجامعة الملك سعود، وحصلت على المركز الأول، بالإضافة إلى مشاركتها في "ايتكس" ماليزيا وحصلت على الميدالية الفضية، كما فازت بالميدالية الذهبية في مسابقة كوريا للمخترعين "كيوي" في دولة كوريا الجنوبية.
كما حصلت مؤخراً على ميدالية بلاتينيوم في مسابقة معرض وارسو العالمي للاختراعات، الذي أقيم في جمهورية بولندا، وهي أرفع جوائزه بالمناسبة عن (طاولة برايل)، وجائرة أخرى من اتحاد المخترعين الماليزيين، علاوة على شهادة تميز من مؤسسة "وعاء الابتكارات" التي رشحتها لتميزها لتشارك في معرض وارسو.
المخترعة الواعدة أكدت على حرصها على تسجيل اختراعها الجديد كبراءة اختراع، وأضافت أنها في طور البحث حالياً عن مستثمر يرعى هذا الابتكار، ويقوم بتنفيذه على أرض الواقع؛ ليتم تسويقه، والاستفادة منه بأكبر قدرٍ ممكن.
وللأهل والأصدقاء دوراً كبيراً في تفوق الطالبة الشابة إذ أشادت بالدعم المادي والمعنوي الذي ولاه إليها والديها، وكذلك أصدقائها المقربين، الذين استقبلوا خبر فوزها بالجوائز الرفيعة بالفرحة.
وتسعى "العبيشي" في الفترة القادمة لاستكمال دراساتها العليا، وتقديم يد العون إلى المكفوفين، والمعاقين أيضاً إذ تقول: "سأعمل الفترة القادمة على إطلاق مبادرات تخص المكفوفين". واختتمت قائلة: "ابتكاري القادم سيكون لفئة المعاقين".