سهيل العربي.. قصة مواطن شارف على الموت في السجون الإيرانية بسبب كاريكاتير

عربي ودولي

سهيل العربي
سهيل العربي


لا يزال ملالي طهران، يمعنون في طرق التعذيب والقتل للمواطنين الإيرانيين، لا سيما السجناء السياسيين، والذي كان اخرهم، سهيل عربي، الذي لا يزال محتجزا إلى ذات اللحظة، متأثرا بإضرابه عن الطعام، مما جعله يعيش بحالة صحية متدهورة، نتيجة حرمانه من العناية العلاجية اللازمة.

ماذا كان يعمل؟

ووفقا للمقاومة الإيرانية، فإن الناشط العربي، متزوج وله طفلة، اعتقلته استخبارات قوات الحرس في العام 2013 وتعرّض للتعذيب، بسبب نشره صورًا لانتفاضة العام 2009 وكاريكاتيرًا لخامنئي، فضلًا عن إعادة نشر عدد من المقالات المناوئة على شبكة الإنترنت.

كما كان ناشطا سياسيا يعمل في 8 صفحات بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، كان يديرها من داخل إيران، وهي مناوئة لحكم الملالي، مما عرضه للاعتقال على يد الأمن الإيراني بتهمة 'معاداة الإسلام' و'إهانة' رموز النظام وعلى رأسهم.

اتهامات لا حصر لها

ووجهت له عدة تهم من بينها، "النشاط الدعائي ضد النظام" و"الارتداد" و"الإساءة إلى المقدسات"، إضافة إلى تهمة الإساءة إلى قادة النظام، يأتي على رأسهم الولي الفقيه، علي خامنئي، وأحمد جنتي وأحمد خاتمي.

إعدام لكن بشروط

وبناء على التهم الموجهة إليه، قامت إحدى محاكم النظام بإصدار حكمًا بالإعدام بحق سهيل عربي، بينما ألغت محكمة الاستئناف الحكم الصادر وأيدت سجنه 90 شهرًا، شريطة إعلان ندمه ومراجعة 13 كتابًا دينيًا، الأمر الذي نددت به المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية.

كما نص الحكم، على أن يقدم ردا كتابيًا إلى المحكمة، وذلك بعد إثبات ندامته، وأن يكتب مقالًا بالاستفادة من 5 كتب دينية حكومية، وأن يقدّم تقريرًا عن دراساته إلى المحكمة كل 3 أشهر، وعلى مدى عامين حتى ينجو من عقوبة الإعدام.

إضراب عن الطعام

ويستمر "العربي" في إضراب عن الطعام، لليوم الـ 39، مما سبب له مضاعفات كبير، ومشكلات جسدية، نتيجة ابتعاده عن الطعام بالإضافة إلى الانتهاكات التي يرتكبها جلادو الملالي في حقه، من منعه عن حقه في العلاج، إثر أزماته الصحية المتكررة.

المقاومة الإيرانية تندد وتدعو لإنقاذه

وتؤكد مؤسسات حقوق الإنسان المعنية بالشأن الإيراني، أن "العربي" تعرض للتعذيب والسجن الانفرادي لمدة طويلة، بعد اعتقاله برفقة زوجته التي أفرج عنها فيما بعد، من دون مذكرة رسمية من المحكمة، فيما دعت المقاومة الإيرانية، الهيئات الدولية المعنية في الدفاع عن حقوق الإنسان للتحرك، لإنقاذ حياة السجين السياسي سهيل عربي.

ووصفت حكم محكمة الملالي لتفتيش الآراء بـ "المقزز"، لا سيما ان المحكمة طلبت منه أن يطالع لمدة عامين "الدراسات الدينية"، إلى جانب 13 مجلدًا للملالي، وإعداد ملخص منها لإثبات ندامته، ونجاته من حكم الإعدام، مؤكدة أنه أمرًا خارج المنطق تماما.

وصيته لزوجته وابنته

وفي خضم الإضراب الذي يقوده "العربي"، أفادت مؤسسات حقوق إنسان أن الناشط الإيراني، سهيل عربي، كتب وصيته يخاطب فيها زوجته وابنته، بعد مرور 39 يومًا على إضرابه عن الطعام، دون جدوى.

وأوضح في تسجيل صوتي وفق المواقع الحكومية وكأنه "يودع" زوجته نسترن وابنته روجانا قائلًا: "صدقاني بذلت ما بوسعي كي أرجع لكما لنبدأ حياة جديدة لكن دون جدوى".

وأضاف مخاطبا زوجته "قولي لإبنتنا روجانا إن أباها مسجون بتهمة التفكير والتنوير"، موضحا "لم أترك لكما ثروة واعذراني لأني تركتكما وحيدتين، مرّ على سجني 1388 يومًا، الأيام الثمانية الأخيرة كانت صعبة جدًا".

واستطرد موضحا "كان أملي في الظروف الصعبة أن يصحى ضمير قضاة المحكمة ولو حصل ذلك لأصدروا براءتي من تلك التهم وألقوا بالمجرمين الحقيقيين في السجون بدلًا مني".

وختم قائلا "أنا سأذهب لكن كلي ثقة بأننا سنتخلص من الظالمين يومًا ما… لا تسمحوا بتعذيب أي شخص لديه رأي مختلف مع النظام".