في ظل التهديدات الأخيرة.. هل ستُشن حرب على الأكراد؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لا تزال التهديدات تتوالى، ولم تتوقف بعد، حتى بعد إجراء الاستفتاء الموعود، الذي أقامه الأكراد، أمس الاثنين، وأصبح واقعًا بالفعل، وبرغم هذا تستمر بعض الأنظمة في إطلاق الوعيد والتهديدات تجاه الأكراد، لا سيما النظام التركي والإيراني والعراقي، فهل هل ستُشن حرب على الأكراد؟

 

العبادي: سنتدخل عسكريًا

منذ أن عرف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، نية الأكراد في الانفصال عن حكومته المركزية، لم يكن في فِيه إلا التهديدات فحسب، فلقد هدد بأنه مستعد للتدخل عسكريًا إذا أدى الاستفتاء المقرر في إقليم كردستان إلى وقوع أعمال عنف، مضيفاً في مقابلة سابقة مع أسوشيتد برس: "إذا تعرض العراقيون للتهديد باستخدام القوة خارج القانون فإننا سنتدخل عسكريا".

 

ووصف العبادي التصويت "بالتصعيد الخطير" الذي يعتبر انتهاكا لسيادة العراق.

 

ليس هذا فحسب بل في أحدث تهديدات العبادي، طالب حكومة إقليم كردستان بتسليم المواقع الحدودية الدولية والمطارات ردا على إجراء الاستفتاء، مشيرًا إلى أن باعتبار أن المنافذ الحدودية هي منافذ تابعة للحكومة الاتحادية وكذلك النفط فهو ثروة لكل الشعب العراقي حسب الدستور العراقي فإن الحكومة العراقية توجه إقليم كردستان بتسليم جميع المنافذ الحدودية بضمنها المطارات إلى سلطة الحكومة الاتحادية، حسب وصفه.

 

تهديدات تركيا.. جميع الخيارات مطروحة

لم تسلم كردستان كذلك من تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أعلن أن جميع الخيارات مطروحة لمنع الأكراد من إقامة "دويلتهم"، متوعدا إقليم كردستان العراق بإطلاق حملة برية، على غرار عملية "درع الفرات" التي شنتها أنقرة في شمال سوريا.

 

وليس هذا فحسب، بل ذكر "أردوغان" في خطاب أدلى به أمس في يوم الاستفتاء، أثناء مشاركته في المؤتمر الدولي لأمناء المظالم في اسطنبول أن مساعي "حزب العمال الكردستاني" "المصنف إرهابيا من قبل تركيا" في "تأسيس دويلة" شمال سوريا "ما هي إلا أضغاث أحلام"، مشيرًا إلى أن هذه المسألة تعد قضية أمن قومي بالنسبة لأنقرة.

 

إجراءات عقابية شديدة

لم تتوقف تهديدات أردوغان منذ البارحة، فلقد هدد اليوم بتوقف تدفق النفط عبر خط الأنابيب الذي ينقل النفط الخام من شمال العراق للعالم عبر أراضيها، بسبب الاستفتاء على الاستقلال.

 

رئيس الوزراء بن علي يلدريم هدد أيضًا قائلاً: "إن أنقرة يمكن أن تتخذ إجراءات عقابية تتعلق بالحدود والمجال الجوي ضد حكومة إقليم كردستان بسبب الاستفتاء ولن تعترف بنتيجته".

 

مناورات مشتركة

الجيش التركي أيضًا، قال في بيان إن قوات عراقية وصلت تركيا مساء الاثنين، لتنضم إلى تدريب على الجانب التركي من الحدود قرب منطقة الخابور في جنوب شرق البلاد، فيما قالت وزارة الدفاع العراقية، إن الجيشين شرعا في مناورات واسعة بالمنطقة الحدودية.

 

إيران: سنغلق كافة المعابر مع كردستان

هددت بدورها إيران كردستان العراق، ملوحة بإقفال كافة المعابر الحدودية مع الإقليم في حال أجري الاستفتاء، وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن انفصال منطقة كردستان عن العراق سيشكل نهاية للاتفاقات الأمنية والعسكرية مع هذه المنطقة، ملوحاً بإغلاق جميع ممرات ومعابر إيران الحدودية مع منطقة كردستان.

 

وأضاف "شمخاني"، قائلاً بحسب ما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية، إن إجراء الاستفتاء سيشكل تهديدات جديدة قاسية ضد منطقة كردستان.

 

ووصف تلك الإجراءات بغير المبررة قانوناً، معتبراً أنها ستترك آثارًا سلبية على أمن المنطقة والعراق وخاصة منطقة كردستان، موضحاً أن  الخروج على إجماع الدول المجاورة للعراق "تركيا وإيران" من خلال إجراء الاستفتاء في منطقة كردستان سيخلق ظروفا معقدة وصعبة لكردستان بعد الاستفتاء، فيما اعتبر "ممثل خامنئي" أن إيران لا تعترف رسمياً إلا بالحكومة الفيدرالية الموحدة في العراق.

 

مناوشات طفيفة

وفي سياق ما تقدم  يرى محمد حامد، الباحث والخبير في العلاقات الدولية، أنه لا يعتقد بشن حرب على الأكراد، مشيرًا إلى أن الأمور ستقف على بعض المناوشات الطفيفة فقط.

 

وأضاف حامد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن حكومة إقليم كردستان تسعى لقيام دولة، يكون لها جيشا مستقلا، ولكن وقوع الاستفتاء وإجراءه لن يوجد الدولة، موضحا أن الدولة توجد بالإعتراف الدولي أولا، ثم عضوية الأمم المتحدة.

 

استهلاك محلي

من جانبه أكد زياد الشيخلي العقيد الركن السابق بالجيش العراقي والمحلل العسكري، أنّ تهديدات دول الجوار، خاصة تركيا وإيران وحكومة بغداد تجاه إقليم كردستان بعد اجراء الاستفتاء، هي تهديدات للاستهلاك المحلي.

 

وأضاف من لندن في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه يستبعد تماما القيام بأي نوع من الأعمال العسكرية، بين الإقليم وحكومة المركز، مبينًا أن "برزاني" أكد أنه لا يمكن أن يقوم بأي عمل عسكري ضد الجيش العراقي، وأن حكومة المركز كذلك بها العديد من الشخصيات من بينهم وزراء، لديهم مصالح في داخل الإقليم وبالتالي يُستبعد القيام بشن حرب أو ما شابه.

 

وأوضح أن تهديدات الرئيس التركي، ليست صريحة، قائلاً: "رسائله تأتي بين الإيجابية والسلبية" وليصت صريحة في التهديد، ولا تبيّن عزمه الجدي في القيام بحرب ضد حكومة إقليم كردستان، فيما رحب أكراد إيران بهذه الخطوة، وليس هناك أي تحركات فعلية من قبل الحكومة الإيرانية.

 

اشتباكات وشيكة

المحلل السياسي العراقي وسام صابح، كان له رأيًا مختلفًا، حيث أكد أنه سيحدث اشتباك مسلح وشيك بين الأكراد وحكومة بغداد على خلفية عقد إقليم كردستان العراق استفتاء بشأن الانفصال، بمخالفة للدستور وإرادة السلطة الحاكمة برئاسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

 

وأضاف في تصريحات له، أن إقليم كردستان من الممكن أن يتعرض لقصف إيراني ومناورات مع القوات التركية على الحدود، بشكل لا يستبعد حدوث تدخل عسكري داخل الأراضي العراقية، قد تصل لاشتباكات مسلحة تضر بشكل بالغ بأمن المواطنين العراقيين.