وكيل "أوقاف" الإسكندرية: خطبة الجمعة تناولت حسن الخاتمة بين الاجتهاد والتوفيق

محافظات

الشيخ محمد العجمي
الشيخ محمد العجمي


قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن علماء الأوقاف بالمحافظة تناولوا في خطبة الجمعة اليوم، والتي جاءت تحت عنوان "حسن الخاتمة بين الاجتهاد والتوفيق" كيف أن الصالحين من عباد الله ينظرون إلى الخاتمة بعين الاهتمام والاعتناء؛ خشية أن يتخبطهم الشيطان في أعقاب أيامهم، وقبيل غروب شمس حياتهم، فيظلون عاملين خائفين؛ فالقلوب بيد علام الغيوب يقلبها كيف يشاء، والنفوس أمارة بالسوء تتربص بالإنسان دوائر الشر، وفتن الشبهات والشهوات كثيرة تقف على كل طريق، والناجون قليل والهالكون كثر.

أكد "العجمى" إنما يخشى أهل الإيمان عمل الخاتمة؛ لأنه من مات على شيء بعث عليه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما روى أحمد والحاكم، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (وإنما الأعمال بالخواتيم)، ولهذا كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو فيقول: (اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)، أيها المسلمون، من أراد حسن الخاتمة، وطيَّ آخر صفحة من صحيفة العمر ليلقى ربه سعيدًا فليكن صافي العقيدة، خالص النية، صالح القلب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار).

تابع: "من أراد حسن الخاتمة فليداوم على الأعمال الصالحة، وليقلع عن الأعمال السيئة، فإن جاءه الموت أتاه على خير حال، وانتقل إلى ربه أحسن انتقال، ومن الأعمال: الصلوات الخمس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى البردين دخل الجنة) ومعنى ذلك: أن من حافظ على صلاتي الفجر والعصر فهو لبقية الصلوات أحفظ، ومن حافظ على الصلوات كلها رُزق حسن الخاتمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر)".

واصل: من أراد حسن الخاتمة فليكثر من الدعاء بالثبات على دين الله، والدعاء بحسن الخاتمة، وأما أسباب سوء الخاتمة منها ترك الفرائض من الصَّلوات وغيرها، وارتكاب المحرَّمات، وتَرْكُ الجُمَع والجماعات؛ فإنَّ الذُّنوبَ ربَّما غلَبت على الإنسان واستَولَت على قلبه بحبِّها؛ فيأتي الموتُ وهو مصِرٌّ على المعصية؛ فيستولي عليه الشَّيطانُ عند الموت وهو في حالةِ ضَعْفٍ ودَهشةٍ وحَيْرَة؛ فينطِق بما ألِفَه وغلب على حاله؛ فيُختَم له بسوءٍ، نعوذ بالله من ذلك.

أردف: من أسباب سوء الخاتمة: ظُلم النَّاس والعدوان عليهم في الدَّم أو المال والعِرْض، وظُلمُ النَّفس بنوعٍ من أنواع الشِّرك بالله تعالى؛ قال عزَّ وجلَّ: ﴿ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ الأنعام".

أردف: من أسباب سوء الخاتمة، أمراضُ القلوب؛ من الكِبْر، والحسد، والحقد، والغِلِّ، والعُجْب، واحتقار المسلمين، والغدر، والخيانة، والمَكْر، والخداع، والغشِّ، وبُغض ما يحبُّ الله، وحبِّ ما يبغض الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 87 - 89]، ومن أسباب سوء الخاتمة: عقوقُ الوالدَيْن وقطيعة الأرحام، والوصِيَّة الظالمة المخالِفة للشَّرع الحنيف.

أكمل: "العجمى" أن طريق الإجتهاد والتوفيق لحسن الخاتمة يأتى بخطوات محددة قائلا: عبادَ الله اعملوا الصَّالحات، وجانبوا المحرَّمات، واجتهدوا في تحصيل أسباب حُسن الخاتمة، واحذَروا أسبابَ سوء الخاتمة، واجتهدوا فيما يُرضي ربَّكم؛ فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ له، وأحسنوا العمل، وأحسنوا الظنَّ بربِّكم، ولا يُسِئ المرء العملَ ويتمنَّى على الله الأماني، وفي الحديث: ((مَنْ أكثر من قول: اللَّهمَّ أَحْسِنْ عاقبتنا في الأمور كلِّها، وأَجِرْنا من خزي الدُّنيا وعذاب الآخِرة؛ مات قبل أن يصيبَه البلاء).

اختنم وكيل أوقاف الأسكندرية حديثه بالتأكيد على أن جميع الأئمة والدعاة والخطباء قد التزموا بموضوع الخطبة ووقتها طبقا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بنشر الفكر الوسطى المستنير على أيدى العلماء المتخصصين.