ألمانيا بعد انتقال نيمار لسان جيرمان: المال حتما سيبتلع كل شيء

الفجر الرياضي

نيمار
نيمار


تطايرت كلمات مثل "جنون"، و"سخرية"، و"ذهول"، "انزعاج"، في سماء الدوري الألماني بعد صفقة انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان..

 

كان المدرب الألماني أوتو ريهاجل قال في عام 1977 إنه ليس هناك لاعب في العالم يستحق مليون مارك. كان هذا قبل 40 عامًا. لنا أن نتخيل ونخمن ما قاله المدرب حين سمع بقيمة الشرط الجزائي للبرازيلي نيمار!

 

ريهاجل وغيره كثيرون في عالم الكرة صُعقوا بقيمة الشرط الجزائي المدفوع من باريس سان جيرمان لبرشلونة في صفقة انتقال نيمار إلى صفوف النادي الفرنسي.

 

222 مليون يورو، دفعت مدرب ليفربول، الألماني يورجن كلوب للسخرية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد هذه الصفقة، ربما سخرية ملؤها ألم على حال الكرة.

 

أما أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ، فقال إن الصفقة تعدت حد الجنون، وكرة القدم الألمانية في حالة ذهول، واستغراب وانزعاج.

 

222 مليون يورو بالإضافة إلى راتب سنوي بقيمة 30 مليون يورو لمدة 5 أعوام، وربما تفاصيل أخرى لم يعلن عنها بعد. كل هذا سيجعل من قيمة صفقة نيمار تتجاوز النصف مليار يورو.

 

هذه الصفقة لن تمر مرور الكرام على عالم كرة القدم، وستترك آثارها على الدوري الألماني، الذي تكافح أنديته الكبيرة والصغيرة للبقاء على قيد الحياة في عالم الكرة الأوروبية الذي وصل إلى حد الجنون.

 

مدرب نادي فرايبروج كريستيان شترايخ، قال، إن "ربّ المال يكبر بسرعة، وسيبتلع كل شيء يومًا ما".

 

المدرب وصف ما جرى بأنه غير واقعي، ولا يمكن تصوره. وأوضح وهو في حالة من الذهول "لا فرق عندي إن كان المبلغ 222 مليون، أو 440 مليون يورو. لا يمكنني ملاحظة أي فرق، هذا يفوق تصوراتي وقدراتي".

 

هونيس من جانبه، قال إن "مثل هذه الأشياء نرفضها تمامًا في بايرن ميونيخ. لن أشتري لاعبًا بـ150 مليون أو 200 مليون يورو. لن نشترك بمثل هذا الجنون".

 

دور الاتحاد الأوروبي لكرة القدم

 

يورجن كلوب مدرب ليفربول، انتقد مباشرة قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وسلوك النادي الباريسي، إذ أنَّ من واجبات نظام "FFP" في اليويفا، وهو نظام مراقبة "اللعب المالي النظيف"، مراقبة وضمان التوازن في التعاملات المالية في الأندية وبين الأندية أيضًا.

 

قواعد هذا النظام تسمح مثلاً لنادٍ ما، بتسجيل خسارة بقيمة 30 مليون يورو خلال 3 أعوام، وعوقب 29 ناديًا صغيرًا بإجراءات من الاتحاد، 3 منها منعت من المشاركات الدولية، حتى أندية كبيرة يملكها شيوخ النفط مثل باريس سان جيرمان، ومانشستر سيتي تمت معاقبتها لأسباب تتعلق بمخالفات مالية.

 

وفي حالة صفقة نيمار يتساءل يورجن كلوب حول معنى وجود مثل هذا النظام: "كنت أظن دائماً أن (FFP) وجد لمثل هذه الحالات وضمان عدم حدوثها، لكن يبدو أن هذا النظام مجرد اقتراح أكثر منه قواعد وقوانين".

 

ورد الاتحاد الأوروبي على هذه الانتقادات بأنَّه "يجب الإعلان عن كل تفاصيل الصفقة"، والتي ستؤثر على تشكيلة وميزانية سان جيرمان نفسه لأعوام قادمة، بل من المحتمل مغادرة نجوم من الفريق الباريسي لأندية أخرى، مثل بطل العالم الألماني يوليان دراكسلر، يهتم نادي انتر ميلان بالتعاقد معه.

 

صفقة نيمار ستتبعها صفقات أخرى في سوق الانتقالات على طول وعرض القارة الأوروبية، فبرشلونة بحاجة لبديل لنيمار، والأسماء المرشحة هي، فيليب كوتينيو من ليفربول، وأنطوان جريزمان من أتلتيكو مدريد، وهذه الأندية، أو غيرها ستكون بحاجة لبدائل للاعبيها الذين ستستغني عن خدماتهم، والبوندسليجا الألمانية المذهولة مرشحة لتعويض المقاعد الفارغة.