الصفقة الحرام بين المهربين فى مصر والسودان

العدد الأسبوعي

سكر - أرشيفية
سكر - أرشيفية


تهريب زيت وسكر وأرز إلى الخرطوم مقابل سلاح ومخدرات وبشر إلى القاهرة

■ يستخدمون المدقات الصحراوية فى أبوسمبل وحلايب وشلاتين شرقا وأبو سمبل وتوشكى وإدفو غربا


منذ سنوات ليست بعيدة، كانت عمليات التهريب تنحصر فى المخدرات والسلاح، لكن فى الوقت الراهن تغير الحال، وامتدت عمليات التهريب لتشمل السلع الأساسية، ولعل المدهش فى السطور القادمة، أن يتم تهريب السلع الأساسية كالزيت والسكر والأرز، مقابل دخول مخدرات وسلاح وبشر.

طرق التهريب بمحافظة أسوان التى تنقسم إلى قسمين بمدخلين شرقى وغربى من الحدود السودانية المصرية بجنوب صعيد مصر.

ويمثل المدخل الجنوبى بصعيد مصر وتحديدا عن طريق أبو سمبل إلى حلايب وشلاتين شرقا وطريق أبو سمبل توشكى وادفو غربا أشهر طرق تبادل التهريب ما بين تجارها من الجانب المصرى والسودانى، حيث تدخل المواشى بالإضافة إلى نقل البشر فى إطار تحركات الهجرة غير الشرعية من الحدود السودانية إلى مصر ثم التحرك بالدروب الجبلية لتوزيع الماشية وتهريب البشر للمنطقة الشرقية ومنها للدول المجاورة.

فيما يستغل بعض التجار من السودان علاقاتهم بنظرائهم من المهربين لتهريب الأرز والزيت والسكر، وهى السلع الأشهر التى تستهلك من الجانب السودانى وبأسعار مرتفعة فى السودان.

تبدأ رحلة التهريب من الجانب السودانى وتحديدا من حدود منطقة حلفى التى ينقسم الطريق بها إلى قسمين شرقا وغربا، وصولا إلى منطقه خور حميد التى تبعد عن حدود السودان ما بين 50 إلى 60 كيلو مترا،

وهى المسافة التى تنتشر بها سيارات وقوات حرس الحدود بكثافة، مما يصعب من الأمر على المهربين، الذين يلجأون بدورهم لقصاصى الطرق، الذين ينتهزون أى ثغرة للدخول للأراضى المصرية، حيث تخترق سيارات التهريب عند اختفاء كشافات الإنارة، وتبدأ رحلة التهريب من خور حميد عن طريق المدقات الصحراوية بطريق بجوار مطار أبوسمبل، حتى الانتقال لمنطقة غرب عن طريق منطقة خور اربين إلى توشكى.

أما الانتقال للجهة الشرقية فقد يسلك المهربون من خور حميد الطريق شرقا بدروب صحراوية لمنطقة العلاقة التى تشهد تشديدات أمنية أخرى لقربها من منطقة حلايب وشلاتين، وهى اكثر الطرق التى يتم فيها تهريب البشر من المهاجرين الأفارقة لشرق الحدود المصرية، اضافة إلى تهريب المخدرات والسلاح وهى أخطر طرق التهريب بالحدود السودانية حسب ما أكدته مصادرنا، والتى أشارت إلى أن أصعب ما يواجه المهربون بالمدخل الجنوبى حرس الحدود المصرية، خاصة أنه فى حال انتقال البضائع للحدود السودانية تعتبر عملية التهريب قد قاربت على الانتهاء حتى لو تم ضبطها فى السودان فهناك خيوط بين تجار التهريب وعناصر بالحدود السودانية، اضافة إلى بعض السلع التى يتم تهريبها من مصر عن طريق حمولات الجمال التى تسلك طرقاً قديمة بمدقات الجبال من أبو سمبل إلى السودان، حيث يتحمل الجمل حمولات تصل إلى 300 كيلو وتستغل فى عمليات التهريب عدداً كبيراً من الجمال المدربة على الطرق داخل الصحراء بالإضافة لسيارات النقل الحديثة.

أما طريق النيل فقد يستغل من قبل المهربين بصنادل صيد مملوكة لهم وتمتاز بقوة مواتير كبيرة يتم الانتقال بها وبالمهاجرين من خلف السد عن طريق بحيرة ناصر إلى أقرب نقطة انزال بداخل المحافظة يتم الاتفاق عليها، وفى حالة مرورها يتم متابعتها من صائدى البحيرة التى غالبا تقدم بلاغات بها لحماية البحيرة من مهربى البشر والسلاح.