الشيخة نرجس: الإنجيل لا يمنع تولى الأنثى مناصب كهنوتية

العدد الأسبوعي

الكنيسة الإنجيلية
الكنيسة الإنجيلية - أرشيفية


فوجئت «نرجس خلف» 37 عاما، بترشيح الكنيسة الإنجيلية لها للعمل شيخاً بقرية كردوس التابعة لمركز صدفا بأسيوط.

كانت حياة نرجس تنقسم بين تربية أبنائها، وواجبها كمعلمة اقتصاد منزلى بمدارس القرية، والمواظبة على الصلاة فى كنيستها، وترددت كثيرا فى قبول اللقب الكنسى عقب علمها بالترشح، وعن ذلك تقول: أنا أول امرأة ترسم شيخا فى القرى المصرية، وظل راعى الكنيسة يقنعنى شهورا بالموافقة، لكننى كنت أخشى رد فعل المجتمع.

وأضافت أنها ترفض رسامة المرأة قسا، رغم عدم تحريم الإنجيل ذلك، كما ترفض توليها أى منصب كهنوتى، رغم عدم وجود ما يمنع فى الإنجيل، موضحة أن المجتمع لن يسمح بتولى المرأة أى منصب كهنوتى.

وأشارت إلى أنها حصلت على لقب شيخ لمواظبتها على الذهاب للكنيسة منذ كانت طفلة، ثم مع الأسرة بعد الزواج.

تتحدث «نرجس» عن أسرتها قائلة إن لديها ولدا وبنتين، دائما ما تشجعهم على المواظبة على مدارس الأحد، وتتمنى أن تسلك إحدى ابنتيها طريق الخدمة فى الكنيسة، وأضافت أن والدها كان دائما يشجعها على الخدمة فى الكنيسة، وبارك خطوة رسامتها شيخا.

وأوضحت أن زوجها تفهم مسئوليات منصبها الجديد، ويدعمها لقبول الرسامة شيخا، مع علمه أن ذلك يتطلب المشاركة فى أغلب فعاليات الكنيسة، وهو ما يؤثر على الوقت الذى تقضيه بالمنزل.

وأشارت إلى أنها ترددت كثيرا فى قبول طلب الكنيسة برسامتها شيخا، خاصة أنها ستكون قدوة لسيدات كُثر، وكان يدور فى ذهنها تساؤلات كثيرة، أبرزها: كيف ستواجه انتقادات أهل قريتها ومجتمعها الصغير، فضلا عن أن المرأة المصرية بصفة عامة يقع على عاتقها أعباء حياتية كثيرة، فكيف ستقوم بالمواءمة بين رعاية أسرتها والتدريس، وأى نشاط آخر ستقوم به.

ورغم ذلك تنصح «نرجس» المرأة المصرية، بألا تتردد فى قبول أى منصب جديد، لأنها شريكة للرجل فى المجتمع.

القس مارتن إلياس، راعى الكنيسة كردوس بصدفا، قال إن ترسيم المرأة شيخا خطوة بدأنا فى دراستها منذ 4 شهور، لأن عام 2017 هو عام الإصلاح الكنسى، لكن المجتمع الذكورى التقليدى بقرى الصعيد يرفض تقلد المرأة أى رتب كنسية، وتلك هى الصعوبات التى واجهت طرح فكرة ترسيم المرأة شيخا، لكننا اتخذنا الخطوة تزامنا مع افتتاح كنيسة إنجيلية جديدة بقرية كردوس بأسيوط.

وأضاف أن المرأة شريكة للرجل فى المجتمع، وترسم شيخا فى الكنائس الإنجيلية العالمية، وهو ما شجع الكنيسة على اتخاذ تلك الخطوة، ودعا المجتمع بألا يتشدد فى تطبيق العادات والتقاليد، وأن يقبل أن تصبح المرأة شيخا، وقسا أيضا.

وأوضح أنه لا يوجد مانع لاهوتى فى رسامة المرأة، وهذا يخص الكنيسة الإنجيلية، وأتمنى أن تتفهم باقى الكنائس هذا الأمر وتعمل هى الأخرى على بحث رسامة المرأة.

القس رفعت فكرى، نائب رئيس سنودس النيل الإنجيلى، قال إن قرار رسامة المرأة شيخا، قرار اتخذه السنودس منذ عشر سنوات، وهناك كنائس نفذته بالمحافظات، لكنه يطبق لأول بقرية مصرية، وأوضح أن مشاركة المرأة فى مجلس إدارة الكنيسة يؤكد اهتمام الكنيسة الإنجيلية بالمرأة، لكنه عاد وقال إن قرار رسامة المرأة قسا، قرار مؤجل لعدة أعوام مقبلة، ولن يتم مناقشته فى السنودس حاليا.