قطر تلوح بالحرب ضد دول الخليج.. والتحركات العسكرية "كلمة السر"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عدة مواقف قطرية خلال الفترة الماضية، أثبتت أن الدوحة تلوح من حين لآخر بالدخول في حرب مع دول الخليج، حيث قام مصدر أمريكي مسئول، الأربعاء، بلإعلان عن رصد تحركات ونشاط عسكري متزايد في قطر، وسط التوتر المتصاعد في علاقاتها مع جيرانها.
 
تهديدات قطرية لـ 3 دول
وحسب ما جاء، فى "إرم نيوز"، قال المصدر لوسائل إعلامية أمريكية: "إن قطر وضعت قواتها في أعلى درجات التأهب، وسط مخاوف من تدخل عسكري محتمل عبر حدودها الجنوبية مع السعودية".
 
وأفاد المصدر بأن قطر حذرت السعودية والإمارات والبحرين، عبر رسالة بعثت بها إلى هذه الدول في 5 يونيو الماضي، مفادها أنها ستطلق النار على أي سفن تدخل مياهها الإقليمية من قبل هذه الدول.
 
وذكر المصدر الأمريكي أن الجيش القطري استدعى 16 دبابة طراز ليوبارد، من مخازنها في الدوحة.
 
استدعاء قطر للجيوش الأجنبية
ومن جانبه، قال أحمد نوح المحمدي، الباحث البحريني في شؤون الخليج، تصريحات وزير الخارجية البحريني، إن استدعاء قطر للجيوش الأجنبية، هو تصعيد عسكري، يجب على قطر تحمل نتائجه.
 
وأضاف المحمدي، في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن قطر استغلت الخلافات بينها وبين دول الخليج، وعمدت إلى استقدام جيوش أجنبية إلى أراضيها، وإنشاء قواعد عسكرية لها، واستدعاء آليات مدرعة وأسلحة أجنبية، في خطوة لا يمكن تفسيرها إلا أنها استعداد عسكري لمواجهة الخليج، وهو ما لم يكن مخططاً له.
 
 
 
وأوضح الباحث البحريني أن "هناك تجاهل كامل لآلية العمل الخليجي الموحد، القادرة على أي خلافات داخلية، فالمقاطعة سلاح ضغط لا يستهان به في أي معركة سياسية، ولكن استدعاء الجيوش وإخراج السلاح إلى الشارع لا يعني إلا أن الدولة تستعد لمحاربة جيرانها، وهو ما يجب أن تدرك قطر أبعاده وخطورته، وتكون لديها القدرة على تحمل تبعاته بشكل كامل".
 
ووجه المحمدي انتقادات واسعة لتركيا، "التي بادرت على الفور إلى الاشتباك مع دول الخليج في معركة سياسية لا ناقة لها فيها ولا جمل، وبدأت توجه الاتهامات والانتقادات إلى السعودية والبحرين ومصر والإمارات، دون الأخذ في الاعتبار أن قطر جزء من محيطها الخليجي، وستعود إليه في وقت ما، ولكن عودتها بعد التدخل التركي أصبحت معقدة وتحتاج إلى ترميم ووقت طويل لرأب الصدع".
 
 
وتابع "لماذا بادرت تركيا بإرسال قانون إلى مجلس النواب يسمح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال جزء من قوات بلاده المسلحة إلى الأراضي القطرية في هذا التوقيت؟ ألا يمكن تفسير هذا الأمر بأن تركيا تقطع كافة الأواصر الودية بين قطر وجيرانها، وأنها تستعدي الجميع تجاه قطر؟ فالأمور السياسية لا يجب تحريك القطع الحربية فيها، وإلا أصبحت تهديداً بالحرب".
 
وشدد الباحث البحريني على ضرورة أن "تراجع قطر مواقفها الأخيرة، سواء قبل أو بعد خطوة المقاطعة الخليجية لها، فمن جهة عليها أن تتصالح مع محيطها الخليجي والعربي وتتوقف على إيواء الخارجين عن قوانين الدول الأخرى والمتهمين بقضايا الإرهاب، ومن جهة أخرى عليها إصلاح ما ستتسبب فيه تركيا والدول الأخرى التي أظهرت عداء صريحاً للخليج العربي".
 
هل يمكن أن تحدث حرب؟
استبعد الدكتور سعيد الشهابي، المحلل السياسي البحريني، نشوب حرب جديدة في الخليج على خلفية الأزمة القطرية، مؤكداً أن الوضع في المنطقة معقد جداً، وأن أي قرار سعودي بالتصعيد العسكري ستكون عواقبه كارثية، نظراً لأن الرياض تحارب في اليمن منذ أكثر من عامين.
 
وقال الشهابي، في تصريح لـ"سبوتنيك"، إن الأزمة مرشحة للتصاعد واتخاذ القرار بالصدام العسكري سيكون أمر صعب جداً، لأن السعودية الآن في حرب مع اليمن، فهل تدخل في حربين متوازيتين؟ هذا أمر بالغ الصعوبة.
 
وتابع الشهابي، ولا اعتقد أن الأمريكيين سيكون لهم موقف واضح بهذا الشأن بعد تصريحات "تليرسون"، ربما يكون هناك موقف واضح لترامب، أما الخارجية فسيكون موقفها وسط، في ظل العلاقات العسكرية على الأرض بين قطر وتركيا، والرياض ستتريس كثيراً وسيكون لها حسابات قبل قرار مواجهة تركيا في قطر، لأنها ستخسر كثيراً، لأن تركيا عضو في حلف "الناتو" مع أمريكا، ومن المفترض أن تقف أمريكا مع تركيا إذا تعرضت لأي عمل عسكري وفقاً لقوانين الحلف، وهنا ستكون واشنطن في صراع جديد بين الحليفين "التركي والسعودي".
 
 
وأشار الشهابي، حسابات الحرب في الخليج معقدة، واعتقد أن الأمور ستتصعد إلى مستوى الحرب، والمرجح في تلك المرحلة هو أعمال عدائية من جانب السعودية بهدف تخريب الوضع الداخلي في قطر أكثر من حرب رسمية، وما يجعل الرياض تفكر كثيراً أنها لا تضمن تأييد باقي مجلس التعاون لها كما بالكويت وعُمان.
 
وعن تصريحات وزير خارجية البحرين حول إتهام "الدوحة" بالتصعيد والتلويح بالحرب، قال الشهابي، أن هذه التصريحات تخص الوزير وأنه غير معني بالموضوع من الأساس.
 
وأكد الشهابي، أن المؤشرات المتداولة تشير إلى احتمالية الصدام العسكري، واعتقد أن السعودية تدرك جيداً، أن التوازن العسكري والسياسي في المنطقة ليس في صالحها، ولا اتوقع حدوث الصدام العسكري خلال الأسابيع أو الشهرين القادمين، إلا إذا حدثت متغيرات على الأرض مثل توقف الحرب في اليمن على سبيل المثال.
 
ولفت الشهابي، إلى أن أمريكا في أزمة وصراع داخلي بين الخارجية والبيت الأبيض، فترامب كما يراه الأمريكيين يحكي كما يريد ولا يراعي الأعراف وليس لديه دبلوماسية، ووزير الخارجية "تليرسون" هو الأقوى وهو من يقوم بصياغة السياسة الخارجية الأمريكية، واعتقد أن صفقة السلاح الأخيرة التي أبرمتها قطر مع واشنطن أحدثت نوع من التوازن في التصريحات الأمريكية، والشواهد تقول ايضاً، أن هناك صراعاً أمريكيا بريطانياً على الخليج بعد أن اكتشفت أن أمريكا استحوذت على الأموال السعودية، في الوقت الذي تمثل الإستثمارات القطرية جزء لا يستهان به في خريطة الإستثمار البريطانية.