حسام زيدان يكتب: تحية لمصوري البهجة

ركن القراء

حسام زيدان
حسام زيدان


العيد بهجة وفرحة، وقد تمر بنا لحظات نفتقد فيها مشاعر البهجة والفرحة، فما بين ديون متراكمة، إلي مشكلات حياتية ومجتمعية، وإرتفاع أسعار، وازدحام مروري، وقرارات سياسية ضد ما نريد أو مع ما نريد ولكنها لا تحقق طموحنا، تطلعات مستقبل لم تتحقق، ورغبات ماضي لا زالت معلقة، وبالرغم من كل ما سبق إلا أن لقطات البهجة لا زالت تسعدنا.
 
صور عدة التقطتها عدسات أصدقائي المصورين بساحات صلوات عيد الفطر اليوم، صور كلها بهجة ورغبة في الحياة، صورة شعب بعد أن إنتهي من شهر كريم عظيم، صام نهاره وأقام ليله وأحيا ساعاته بالذكر وقراءة القرآن، إغتسل أول أيام شهر شوال، إغتسل من آثامه وشروره، إغتسل من همومه وأحزانه، وخرج مكبرًا مهللًا فرحًا بما أنعم الله تعالي عليه من نعمة الصيام والإيمان.
 
لم تمنعه مشكلاته من شعوره بالفرحة والبهجة والسعادة، فنهاية شهر رمضان الكريم هي بداية عام جديد يستقبله المسلمون بمزيد من العزم والجهد بعد صيام ثلاثين يومًا إستعاد فيها المسلم ما فقده من إيمان طوال العام.
 
وبهجة الصائم حياة كاملة، فالصائم الحق يشعر بثمرة صيامة، ويجد في نفسه تقوي وإيمان، يجد في نفسه بعدًا عن معاصي كان يفعلها دونما حرج قبل رمضان، يجد في نفسه حرصًا علي طاعات لم يكن يقربها قبل رمضان، يجد في نفسه رقة ولين جانب كان الناس يفتقدونها فيه قبل رمضان، يجد القريبين منه علي شفتيه إبتسامه كانت نادرًا ما تزور محياه قبل الشهر الفضيل.
 
وعلي الرغم من أنه هو هو نفس الشخص، وهي هي نفس المعاناة، وهي هي ذات المشكلات، إلا أن قبسًا من نور الرحمن أصاب قلبه وانعكس عليه وجهه وتصرفاته ولفتاته وكلماته وتعبيراته.
 
من لا يجد في نفسه هذا التحول وتلكم التغيرات فكأنه لم يصم ولم يقم ولم يقرب القرآن الكريم ولم يتعطر لسانه بذكر المولي عز وجل، فالصيام عبادة قلبية شديدة الخصوصية، وإذ ما أخلص العبد فيها العبادة لرب العالمين انعكس أثرها علي قلبه وجوارحه وعلي كل من حوله دون أن يشعر.
 
ولم يستطع إلتقاط هذه التغييرات وهذه البهجة سوي عدسة كاميرا الأصدقاء، وهي صور تنطق بهجة وفرحًا وسرورًا وحبورًا، سرور بسيط هو غير متكلف ولا يحمل سوي الفرحة بإنتهاء عناء عام كامل وفرحة تسلم الجائزة، التي هي مغفرة من الرحمن وقبول الاعمال.
 
أيام قليلة وينتهي العيد ونعود للسباق من جديد سباق الخيرات والطاعات وإستعدادًا لرمضان قادم نرجوا من الله أن يعيده علينا أعوامًا مديدة وأزمنة عديدة وكل عام وأنتم بخير وكل عام ومصوري البهجة بخير، حفظ الله لنا عدساتهم مبهجة مبدعة.