بعد ظهور الدور القطري الخبيث.. هل ستخسر إيران المعركة في حرب اليمن؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد أن اتخذت دول الخليج العربي خطوة قطع العلاقات مع قطر، نرى أنها ضربة موجعة لكل من إيران وتركيا، فأن الخطر الذي يقترب من قطر يُعد بمثابة كارثة تحل عليهما، وتُهدد مخططتاتهما في السيطرة على الدول العربية، واستكمال المسيرة عقب السيطرة على سوريا والعراق، ولبنان، من خلال تقديم الدعم للجماعات الإرهابية على هذه الأراضي.
ونجد أنه على وجه الخصوص أصبحت الأزمة القطرية تُهدد إيران بشكل أكبر، وتقترب من إنهاء تدخلاتها تمامًا في اليمن بعد أن وجهت إليها الضربة الأولى بتكوين التحالف العربي، فجاءت أزمة قطر لتنهي الطموح والآمال تمامًا.

إنهاء مشاركة قطر في التحالف العربي
جاءت أول خطوة صادمة عقب قطع العلاقات، لتنهي مشاركة قطر في التحالف العربي في اليمن، والذي يدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور، ضد جماعة الحوثيين الذي تمولهم قطر وإيران بطبيعة الحال؛ لإسقاط اليمن، وتنفيذ المُخطط الذي تم تنفيذه مُسبقًا في العراق وسوريا.
بإقصاء قطر عن المشاركة في التحالف العربي، وتزايد انتصارات التحالف والحكومة اليمنية على الجماعات الإرهابية وميلشيات الحوثيين خلال الفترة الأخيرة، نجد أن إيران وُضعت في مأزق، وفقدت أحد أوراقها في اليمن.

إيران تخسر المساومة في أزمة إيران
بعد أن أدركت إيران في الأشهر الماضية أن وضعها في اليمن بدأ في الأنهيار، ومع استمرار خسائرها، اتجهت إلى إعلان رغبتها في المساومة، حتى لا تخسر ما وصلت إليه في سوريا.
وبدأت إيران تسعى إلى مخرج دبلوماسي من اليمن بالفعل، واتضح ذلك خلال زيارتها لعُمان والكويت شهر فبراير الماضي، فجاءت تلك الزيارة لبحث الأزمة في اليمن، وتوصيل رسالة للسعودية بأنهم يرغبون في التسوية، حيث أبدت استعدادها للانسحاب من اليمن، في مقابل حفظ مكاسبها في سوريا، ولكن أظهرت السعودية نيتها في عدم التسوية، من خلال تمسكها بمباديء عدم المساس بوحدة سوريا وسلام أراضيها.

تدخل إيران في اليمن يقترب من النهاية
ومن الدلائل التي تُبرهن على اقتراب نهاية تدخل إيران في اليمن، أنه كانت اليمن هي من أول الدول التي انضمت إلى دول الخليج العربي ومصر في إعلان مقاطعتها لقطر، بسبب ممارسات قطر، وتدخلها في أزمة اليمن من خلال دعمها لميلشيات الحوثيين، فنجد أن تحالف اليمن مع دول الخليج العربي ومصر أصبح قوي وقادر على إنهاء الأزمة على الأراضي اليمنية.
وزيادة خسائر الحوثين يوميًا خاصة الفترة الآخيرة، ونجاح التحالف العربي، في توجيه الضربات إلى كافة العناصر الإرهابية في اليمن، أحد أهم الدلائل على تكبد إيران خسائر كبيرة على الأراضي اليمنية.
وعقب شعور إيران بالخطر، أعلنت تضامنها مع قطر عقب الأزمة، وأصبحت ترسل لها المساعدات الغذائية، والعسكرية، فهل تشعر إيران بالتهديد والخسران في اليمن؛ لذلك تحاول العثور على مخرج بدعمها لقطر ونشر الحرس الثوري الإيراني بأراضيها.

الدور الخبيث لقطر في اليمن
قال الدكتور جمال محسن، المحلل السياسي اليمني، إنه قد ظهر في عدد من وسائل الإعلام، إن هناك تأثير سلبي على الحرب في اليمن، من جراء قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل بعض دول الخليج مع قطر، وخروج "الدوحة" من التحالف العربي.
وأضاف "محسن"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الواقع يظهر أن هناك الكثير من النتائج الإيجابية، ولعل أهمها إظهار الدور الخبيث الذي لعبته قطر خلال وجودها في التحالف بكونها لم تُشارك فعليًا في معارك ضد الحوثيين، بالإضافة إلى أن العناصر الذين يدينون لها بالولاء من أعضاء الأحزاب السياسية لم يقدموا أي انتصارات في الواقع وكانوا عبارة عن شخصيات كرتونية، يتم النفخ فيها والترويج لها باعتبارها من قادة الجبهات وكان لهذا تأثير سلبي في معنويات المقاتلين المخلصين لليمن.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، أنه يظهر جليًا في تغطية "الجزيرة"، لوقائع تحرير الجنوب من الحوثيين وصالح، وتدليسها في الحقائق وإخفائها لدور المقاتلين الحقيقيين.

تأثر إيران من الأزمة
وشدد "محسن"، على أن إيران تأثرت سلبًا بما حدث من قطع العلاقات مع قطر، حيث أن التصريحات التي أطلقت من الجانب الإيراني لمساندة قطر ضد أشقائها أظهر الوجه الحقيقي للتعاون "القطري – الإيراني"، الذي كان يصب في صالح الانقلابيين، وضد إرادة الشعب في اليمن.

صحة القرار
ونوه "محسن"، إلى أن سير المعارك في اليمن اليوم، يؤكد صحة وسلامة القرار الذي اتخذ من الحكومة الشرعية في اليمن، المؤيد لقرارات قطع العلاقات مع الدوحة، فالانتصارت تُسجل كل يوم وتُحرر الشرعية أراضٍ كثيرة من أيدي الانقلابيين.