الإمارات تفضح "الإخوان".. وتكشف التاريخ الإجرامي للجماعة (فيديو)

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


تستمر الأعمال الوثائقية والدرامية والسينمائية في فضح أخبث الجماعات التي تعيث الفساد في الأرض، وهي جماعة الإخوان المسلمين، التي ظلت طوال عمرها، تنخر في عماد الأمة الأول، وهم الشباب، لتملأ عقولهم، بالأفكار المدمرة الهدامة، إلى أن وصلنا لحالة يرثى لها، وفي خطوة من أهم الخطوات لتبيين تلك الأفعال المفضوحة، التي جلبتها الجماعة الإرهابية، أقدم تليفزيون أبو ظبي الإماراتي على إنتاج فيلم وثائقي يتبنى هذه الفكرة، بهدف الكشف عن خبايا وأسرار تلك الجماعة المحظورة.

 

أربعة أجزاء يَحكون ويرون

ويتناول الفيلم الوثائقي الذي يأتي تحت عنوان "دهاليز الظلام" فضائح جماعة الإخوان، لا سيما فرع الجماعة في الإمارات، وتاريخ ولادتها في العشرينيات، من خلال أربعة أجزاء، حيث يستعرض الجزء الأول مرحلة "البدايات وجذور التآمر"، والذي أذيع يوم الأحد الماضي، بينما يطرح الجزء الثاني مرحلة "الاستقطاب والبيعة"، ضمن الوقائع التاريخية المفصلة للتنظيم.

 

 ويتناول الجزء الثالث الذي سيعرض يوم الأحد 21 من شهر مايو الجاري مرحلة "سقوط الأقنعة"، فيما يتناول الجزء الرابع والأخير الذي سيعرض الثلاثاء 23 من مايو الجاري، مرحلة انهيار التنظيم ومحاكمته، فضلا عن العديد من التفاصيل السرية التي لم يتم الإعلان أو الكشف عنها خلال الفترة الماضية.

 

بناء الوعي

وأكد  "عبد الهادي الشيخ" المدير التنفيذي لدائرة التليفزيون الإماراتي، أن عرض السلسلة الوثائقية "دهاليز الظلام" يأتي امتداداً لمسئوليتها المستمرة تجاه المجتمع في العمل على بناء الوعي، وإيصال الصورة الحقيقية للرأي العام، تجاه القضايا التي تتعلق بالوطن، خاصة  معركته ضد الفكر الإرهابي الذي تمثله أجندة جماعة الإخوان.

 

 وأشار إلى أن تلك السلسلة الوثائقية، تأتي أيضا استكمالاً لمسيرة بدأت عبر الدراما التليفزيونية، التي باتت جزءاً من الدور التنويري والمؤثر في تكوين اتجاهات الرأي العام، حسب تعبيره.

 

البدايات وجذور التآمر

 وعرض يوم الأحد أولى تلك الحلقات، التي شارك فيها متخصصون، من علماء وأكاديميون، تحدثوا بالتفصيل عن نشأة تلك الجماعة وكيف أنها استغلت الشباب، لتنفيذ مخططاتها، والتي حملت عنوان " البدايات وجذور التآمر".

 

وخلال العرض قدمت العديد من الحقائق، كان من بينها عرض نشأة التنظيم السري في الإمارات وبداياته الأولى في مصر وانتقاله إلى دولة الإمارات، فضلاً عن طرق انتقال فكر الإخوان من الخارج، وكيف استطاع الإخوان التوغل في المؤسسات الحكومية، وقطاع التعليم، وكيف قامت الجماعة باستخدام الغطاء الديني لتحقيق أهدافها.

 

وبدأت الحلقة مقدمة بعض الأقوال المقتبسة من أحاديث وخطب "حسن البنا" المرشد الأول والمؤسس لجماعة الإخوان، معلنا الحرب كما تبيّن من قوله:"نحن في حرب على كل زعيم أو رئيس أو هيئة لا تستجيب لدعوتنا.. سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق" .

 

جماعة تخطط للتخريب

وأوضح الفيلم الوثائقي، أن شهر يوليو 2012، شهد حدثا غريباً وخبراً جللاً، حيث استيقظ شعب الإمارات في أحد أيامه على خبر غريب، واصفاً إياه بخبر أثار في النفوس كل علامات الصدمة، وهو القبض على مجموعة متآمرة تتبع جماعة الإخوان والتي خططت لتدمير الإمارات.

 

ويعلّق الدكتور "محمد الحمادي" الكاتب والإعلامي الإماراتي، على تلك الوقائع، ضمن مقابلة احتواها الفيلم، بقوله، إن إلقاء القبض على هذه المجموعة في ذلك الوقت كان صدمة حقيقية لمجتمع الإمارات، بعد أن اكتشف أن هناك مجموعة من المواطنين الإماراتيين من أبناء الوطن يعملون ضد الوطن.

 

وأضاف: "كانت مجموعة سرية قد كتبت بحبر التآمر كل المخططات وناهضت دستور الدولة بأغرب الأجندات".

 

"حسن البنا" متحدثا بتكفير الأمة

وينتقل الفيلم إلى إبراز جانب من أهم الجوانب، التي عاشتها تلك الجماعة، لا سيما منذ نشأتها، وهي أقاويل وفتاوى حسن البنا، التي اشتهر بها، وهو ما تبيّن من خلال قول "البنا"،: أيها الشباب إنما تنجح الفتوة إذا قوى الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها.

 

وأوضح "دهاليز الظلام" أن  حسن البنا الذي أسس جماعة الإخوان عام 1928 أوهم تابعيه بكفر الأمة، وغياب الإسلام عنها منذ قرون، وبأنه من سخره الله ليعيد الإسلام لهذه الأمة من جديد.

 

ويقول الداعية وسيم يوسف، معلقًا على تلك الفقرة، إن حسن البنا قد استغل مسألة استرداد الخلافة وكان يتغنى بها دائماً، بل كان يرشح نفسه ليكون خليفة المسلمين وللمؤمنين.

 

وبيّن "الحمادي" قائلا: المرشد الذي هم يومنون فيه هو مرشد الإخوان المسلمين، هذا هو من يستحق البيعة.

 

الجماعة وتقسيم المجتمع

ثم يسرد "دهاليز الظلام" مبيًنا أن الجماعة وصفت نفسها بالإصلاح بعد أن قسمت المجتمع إلى نصفين، مجتمع الإيمان والإصلاح المتمثل بهم كما يزعمون، ومجتمع الباطل المتمثل في سائر المسلمين.

 

وفي معرض التعليق على هذه اللفتة، قال الدكتور على راشد النعيمى، الأكاديمي والإعلامي: في أي دولة يوجد فيها الإخوان تجدهم يسيئون إلى رموزنا الوطنية والسيادية، ويزكون أتباع التنظيم، مضيفا " هؤلاء هم الأخيار، هؤلاء هم الأطهار، هؤلاء هم من سيصنعون الخلافة".

 

فيما أوضح الدكتور "عتيق جكة المنصوري"، أن "الإخونجى" الآسيوي هو أقرب "للأخونجى" المواطن من زميله وأخيه في الوطن .

 

التكفير والدعوة إلى حمل السلاح

واستطرد الفيلم الإماراتي، معلنا حقيقة من أهم الحقائق التي رسخها الإخوان في أذهان تابعيه، تجسدت في فقرة من كتاب لهم، حيث يقولون فيها: "وإنما نعلن بوضوح وصراحة، أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهاج ولا يعمل لتحقيقه لاحظ له في الإسلام، فليبحث له عن فكرة أخرى يدين بها ويعمل لها".

 

 وأوضح تزامنا مع ذلك أن الجماعة في تلك الفترة، دعت إلى حمل السلاح  في مصر والاستعداد لمقاتلة كل من لايستجيب لدعوة إحياء مشروع الخلافة الإسلامية.

 

لا إسلام وإنما الوصول للحكم فقط

ويأتي الوثائقي على ركيزة هامة، لطالما رسختها الجماعة، حيث يؤكد بقوله: أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر وطنيتنا حدودها العقيدة ووطنيتهم حدودها التخوم الأرضية والحدود الجغرافية، وأنه لا إسلام إلا بجماعة وبيعة وسمع وطاعة.

 

وهنا يعلّق الدكتور وسيم يوسف: الأعجب أن حسن البنا، كان همه في ذلك الحزب لا ينظر للعقيدة، ولا ينظر للمنهج، كان هدفه أن يكون الحزب قائما على السياسة أو الوصول للحكم.

 

 ولفت الدكتور خليفة السويدي، إلى أن التنظيمات الإسلامية تقوم على قاعدة هدم الدولة الوطنية، لأن حقيقة المنظومة التي يعملون من خلالها لا تؤمن بوجود دول وطنية.

 

الإخوان والخليج

وأشار الفيلم إلى أن الإخوان دخلوا في صراع من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بدءاً من محاولة اغتياله عام 1954 فيما عرف بحادثة المنشية، التي أصبحت تحولا في علاقة الإخوان بالدولة، ليستمر الصراع بين الطرفين حتى عام 1965 مما أدى إلى سجن عدد من أعضاء التنظيم، وهو ما أدى إلى هروبهم لدول الخليج.

 

ويضيف الدكتور النعيمي: "كان الهروب إلى دول الخليج بالذات لإيجاد فرص عمل لهم، ولهذا تجد أنهم أول ما جاءوا تغلغلوا بالتعليم وأحكموا سيطرتهم على التعليم في كل دول الخليج".

 

 حكاية المؤسس "الإخواني" عبد البديع صقر

كشف الوثائقي، حكاية الإخواني المصري عبد البديع صقر، والذي وصل إلى أرض الإمارات بخطة تعرف هدفها جيدا.

 

وأوضح" النعيمى"، في ثنايا لقاءات الفيلم، أن "عبدالبديع صقر" هو أحد أعمدة تنظيم الإخوان المسلمين وهو من مصر، فيما تشير بعض المصادر إلى أن صقر كان ضلعاً رئيساً في تأسيس التنظيم في الإمارات، كما عرض على الحكام خطة مشروع إنشاء روضات تابعة للإخوان المسلمين.

 

وذكر الدكتور خليفة السويدي، أن  كل من جاء الإمارات وتكلم باسم الله وعلى بركة الله رحب به سواء كانوا من أبناء الدولة، أو بعض من تم استقطابهم من علماء ومشايخ ووعاظ، بل حتى المدرسين والأكاديميين في الجامعات كان بعضهم عنده هذه التوجهات.

 

كما بيّن الفيلم أن "صقر"، أنشأ أول منشأة تعليمية تابعة للإخوان المسلمين بإمارة دبي، وتم استغلال تلك المؤسسات التعليمية في ترسيخ فكر التنظيم في الإمارات، موضحا أنه بعد إفراج الرئيس السادات عن مجموعة من السجناء من جماعة الإخوان، وكان من بينهم حسن إسماعيل الهضيبي المرشد الثاني في جماعة الإخوان المسلمين، حدث أن أعيد بناء هيكلة التنظيم، إذ تم تشكيل لجنة في الإمارات، وتعيين أعضاء إماراتيين في مجلس شورى الإخوان، كانت تلك البداية لمرحلة جديدة لتأتى بالصفوف والتآمر على الدولة.

 

وأكد "دهاليز الظلام": أن طلبة الإمارات العائدين من مصر، كان لهم  دور مهم أيضا في نشر فكر الإخوان المسلمين، حيث يؤكد "النعيمي" بقوله: بعض هؤلاء تم تجنيدهم هناك للانضمام للتنظيم، وعادوا أعضاء عاملين نشطاء في خدمة تنظيم الإخوان المسلمين، إلى أن سعى تنظيم الإخوان في الإمارات عام 1974 إلى إنشاء كيان كبير.

 

نساء الإخوان وشهادات التكفير

ويذهب الفيلم إلى حِقبة من أهم الحقب أيضا، حيث أشار إلى أن النساء الإخوانيات، مارسن عملية إقصاء تكفيري ذلك الذي أشهرته الأخوات في وجوه المخالفات لفكرهن وتوجههن.

 

وأكدت الدكتور "موزة غباش" وهي ضمن النساء اللاتي، تشهدن على تلك الفترة، قائلة: "إنه في لحظة من اللحظات التاريخية كنا نشاهد القيادات النسائية الإخوانية أكثر عدداً حتى من الرجال"، مضيفة " أصبحت هناك جماعات إخوانية تدخل البيوت وتعقد مجالس وتعمل على زيادة عدد عضوات هذه المجالس".

 

وأوضحت "غباش": كفرونا نحن.. أنا كنت أدرس في جامعة الإمارات كانوا يسموننى "كافرة" .. كفروا القيادات المتعلمة، القيادات صاحبة الفكر المستنير، كفروا الكتب التي كانت تنشر في ذلك الوقت.

 

الجمعيات "ستار الإخوان المتهتك"

يستكمل الفيلم موضحا أن الجماعة تخفت خلف ستار دعوى وخيري وتربوي، من خلال جمعيات الإصلاح في الإمارات، مستخدمة إياها في تمدد فكرها في الخفاء.

 

وقال الدكتور محمد إبراهيم المنصورى، إن الجمعيات كانت تحقق للجماعة بعض هذه المطالب، كأن تقدم لهم خدمات مجانية للأطفال، والذهاب إلى العمرة والحج، بالإضافة إلى القيام برحلات ترفيهية، وتنظيم مباريات ومسابقات.

 

السيطرة على التعليم في الإمارات

وأكد الفيلم الوثائقي إلى أنهم قاموا باستهداف مؤسسات التعليم، والمراكز الصيفية والأنشطة الطلابية والكشفية، بعد أن استحوذ أعضاء التنظيم على مناصب قيادية في تلك المؤسسات.

 

وفي ذات السياق يكشف الدكتور "السويدي" قائلاً: "عندما أمسك هؤلاء مناصب في الدولة استقطبوا من يعينهم.. وكما يقال كل إناء بما فيه ينضح".

 

وأضاف الدكتور "النعيمي" قائلاً: ولهذا تجد الكثير منهم أصبحوا وزراء، وكلاء وزارات أو رؤساء جامعات، وطوعوا هذه المؤسسات لخدمة التنظيم، وأكبر شاهد دولة الإمارات، ففي مرحلة من المراحل كان وزير التعليم من أعضاء تنظيم الإخوان، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات كان من تنظيم الإخوان، ولذلك تم استغلال تلك الفترة لتعيين المنتمين لتنظيم الإخوان وتمكينهم من هاتين المؤسستين.

 

وأشار الدكتور "محمد الحمادي"، إلى أن التعليم أصبح تقريبا بيد جماعة الإخوان المسلمين، إدارة المناهج التي غيروا فيها، قائلا "غيروا المناهج للأسف في الدولة، ونحن حتى هذا اليوم نعانى من عبث الإخوان المسلمين في التربية والتعليم".

 

بدايات المواجهة

وفي تلك الفقرة، يوضح "دهاليز الظلام" كيف تنبهت الإمارات لسيطرة الإخوان، حيث يقول: "تنبهت الدولة لسيطرة الإخوان على المناهج، في عام 1987 وعليه أصدر القائم بمهام الوزارة الجديد أمراً يقضى بنقل 25 موظفًا من إدارة المناهج التي كان يسيطر عليها بعض أعضاء التنظيم.

 

 وأكد الدكتور "الحمادي"، أن هذا القرار كان ضربة قاصمة للإخوان وكبيرة جداً واعتبروها ضرباً لمشروعهم.

 

من جانبه أوضح الدكتور "النعيمي"، أن الإخوان استعملوا سلاح الإعلام لبث سمومهم، من خلال مجلة الإصلاح، التي كانت تعتبر المجلة الثالثة لتنظيم الإخوان المسلمين على مستوى الوطن العربي، التي تصدرها جمعية الإصلاح في دبي.

 

كما كانت جامعة الإمارات مسرحًا امتدت إليه أذرع التنظيم السري، اكتسحوها وسيطروا عليها من خلال الانتخابات الطلابية في عام 1977 حتى عام 1992.