برعاية إيرانية.. ما لا تعرفه عن ميلشيات "سرايا الأشتر"؟

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


 

تعددت أذرع الحرس الثوري الإيراني التي تنتهك أمن واستقرار دول المنطقة وخاصة الدول الخليجة وعلى رأسهم دولة البحرين، ولذلك لوجود عد كبير من الطائفة الشيعية التي يوجد فيها ما يكن الولاء الكلى لدولة الملالي وولاية الفقيه "إيران".

 

مليشيا زعزعت أمن البحرين

"سرايا الأشتر" هي ميلشية شيعية مسؤولة عن عدة عمليات إرهابية، استهدفت بشكل خاص الشرطة والأمن في البحرين، سقط في بعضها ضحايا، كما أنها استهدفت مصالح الأمن في دول الخليج العربي، ومنها السعودية.

 

أُسس التنظيم في مملكة البحرين عام 2012، ويتلقى تدريباً ودعماً من إيران والجماعات الشيعية العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وبحسب التصنيفات المعتمدة لدى المذهب الشيعي، فإن لكل مليشيا مرجعيتها التي تقلدها، ويصنف التنظيم على المرجعية "الشيرازية"؛ لتقليدهم واتباعهم في الاجتهاد الفقهي للمرجع الشيعي الراحل محمد الحسيني الشيرازي، بحسب مواقع شيعية على شبكة الإنترنت.

 

التأسيس

أسس المليشيا شخصان يحملان الجنسية البحرينية، وهما مطلوبان للعدالة، وتوفر طهران لهما ملاذاً آمناً، وهما أحمد يوسف سرحان (26 عاماً)، واسمه الحركي "أبو منتظر"، وجاسم أحمد عبد الله (39 عاماً)، واسمه الحركي "ذو الفقار".

 

وتعتمد الشيرازية على التكفير، خصوصاً لأهل السنة والجماعة، وتعتمد الوسائل العنيفة وحمل السلاح، ورغم وجود صراع بين "الشيرازيين" و"الخامنئية"، نسبة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، فإن هناك تعاوناً بين "سرايا الأشتر" والحرس الثوري الإيراني، حيث يجمعهما هدف واحد وهو العداء للعرب وزعزعة أمن المنطقة.

 

 

تدريب في العرق وتمويل من إيران

أكدت مصادر البحرينية الرسمية أكدت أن تدريب مليشيا "الأشتر" يجري على الأراضي العراقية، وأن تمويلها من إيران.

 

وكشفت أعمال البحث والتحري لوزارة الداخلية البحرينية، أن كلاً من أحمد يوسف سرحان، وجاسم أحمد عبد الله، القياديين في التنظيم، قاما في نهاية عام 2014 بتسهيل سفر كل من فاضل محمد علي عبد الهادي، وحسين جعفر عبد الله فضل، وعلوي محمد جابر الوداعي، إلى العراق، حيث تلقوا تدريبات عسكرية على كيفية تصنيع وزرع المتفجرات واستخدام الأسلحة، من قبل مليشيا "كتائب حزب الله"، التي قدمت لهم التدريب على أسلحة الكلاشينكوف والــ PKC والـ"آر بي جي"، بالإضافة إلى استخدام المواد المتفجرة الـ"C4"، وكذلك الـ"TNT".

 

وشملت التدريبات أعمال الخطف والقنص والرماية، وفك السلاح وتركيبه، واستخدام قذائف الهاون والمناظير وفتيل التفجير والصواعق؛ وفي 10 يونيو 2015، استدعت وزارة الخارجية البحرينية السفير العراقي لديها، وسلمته مذكرة احتجاج تتعلق بهذا الأمر.

 

وكشفت البحرين أمر مليشيا "سرايا الأشتر" عندما أحبطت مخططاً وصفته بالإرهابي، في يونيو 2015، وذكرت وزارة الداخلية البحرينية حينها أن "الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على عدد من مرتكبي الأعمال الإرهابية، التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة"، وتمكنت كذلك من "تحديد هوية" عدد من أعضاء تنظيم "سرايا الأشتر"، متورطين بارتكاب "سلسلة من الجرائم الإرهابية الخطيرة"، مشيرة إلى أن اعترافات عدد ممن ألقي القبض عليهم من عناصر التنظيم تلقوا تدريبات عسكرية في العراق، من قبل ما يُسمى بـ"كتائب حزب الله".

 

نفذت المجموعة عدداً من "العمليات الإرهابية" بين 2013 و2015، بينها تفجيرات في قرى السنابس والديه والبديع والشاخورة والمقشع والدراز، إضافة إلى مواقع أخرى مثل مدينة حمد وأحد المجمعات التجارية، ووفق بيان النائب العام، الذي وجه لأعضاء المجموعة تهمة "تأسيس والانضمام إلى جماعة إرهابية، والشروع في قتل رجال الشرطة، والاعتداء عليهم، وحيازة واستعمال مواد متفجرة، وإحداث تفجيرات والتدرب على استعمال الأسلحة والمتفجرات وصناعتها، والإتلاف، وذلك تنفيذاً لأغراض إرهابية".

 

استهداف أمن الخليج

لا بد من الإشارة هنا إلى أمر مهم؛ هو أن زعزعة أمن الخليج هدف استراتيجي في رؤية وتصور ثورة الخميني التي اعتمدت على مبدأ تصدير الثورة، وتستخدم إيران من تجندهم من داخل الطائفة الشيعية في دول الخليج لتحقيق هذا الغرض، وهنا يمكن أن نذكر بمقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مطلع يونيو 2016، ظهر فيه شخص يتحدث بلهجة خليجية، ويرتدي ملابس عسكرية وعمامة بيضاء، حاملاً سلاحه بيده، ومن حوله عناصر من مليشيا "حزب الله العراقي"، وأفراد من الحرس الثوري الإيراني، على مقربة من مدينة الفلوجة غرب بغداد، متوعداً- على طريقة زعماء المليشيات- دول الخليج، مع سيل كبير من العبارات الطائفية والتحريضية على العنف.

 

وهو ما يؤكد وجود أشخاص بأعداد غير قليلة من مواطني الخليج من البحرين والكويت موجودين بالعراق، ويقاتلون إلى جنب مليشيات "الحشد الشعبي"، بدعم إيراني وعراقي، وكلهم مطلوبون للقضاء في دولهم بتهم أعمال عنف وإرهاب، والتورط بقتل أفراد أمن ومدنيين، أو تهريب سلاح وتعاون مع خلايا إيرانية، وتمكنوا من الاستقرار في العراق الذي وفَّر لهم الملاذ الآمن، ومن أبرزهم المدعو ميثم الجمري، وهو بحريني الأصل، ومطلوب بتهم إرهابية مختلفة في بلاده، ويعيش بالعراق، ويعمل مع مليشيات "الحشد"، وتشير معلومات إعلامية إلى أنه افتتح معسكراً لتدريب غير العراقيين الذين يقاتلون مع مليشيات "الحشد"، في بادية النجف، وأطلق عليه اسم "أحرار المنامة"، وفي داخله مقاتلون غالبيتهم من المتورطين في أعمال إرهابية أو جنائية.

 

وتشير مصادر في مليشيات "الحشد الشعبي" إلى أن عدد المواطنين البحرينيين الذين يقاتلون مع "الحشد" يبلغ أكثر من 40 شخصاً، غالبيتهم دخلوا عن طريق الكويت بعد الأحداث التي شهدتها البحرين عام 2011، بصفة سائح ديني. ويأتي الكويتيون بالمرتبة الثانية بواقع 30 مقاتلاً، وبعضهم يمكنهم المغادرة لزيارة الكويت والعودة مرة أخرى.