خبراء يكشفون سر الأزمة بين الإخوان وكبار قياداتها

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شهدت الآونة الأخيرة خلل في الصفوف الداخلية للجماعة الإخوان المسلمين، قد يعصف بمستقبلها، ويزيد من انشقاق اعضائها، لاسيما عقب استقالة الكثير من القيادات من مجلس الشورى الإخواني، والتي تشير إلى وجود خلل كبير في الإدارة المؤسسية للأمور، داخل الأطر الثورية التابعة للإخوان المسلمين في الخارج.
 
في عرف التحليل بعض المراقبون في الشأن السياسي، أكدوا أن معارك الإخوان مع كبار قيادتها ترجع إلى اختلاف على منهجية الجماعة، فضلا عن توزيع الغنائم فيما بينهم، ما أدى لكشف ازدواجية نهج الجماعة، مشيرين أن الفترة المقبلة سوف تشهد العديد من النزاعات الشرسة، والانشقاقات.
 
الإخوان تتهم "نور" بالتزوير
وصف وليد شرابي، نائب رئيس ما يسمى بمجلس الإخوان في تركيا، أيمن نور، رئيس قناة الشرق الموالية لجماعة الإخوان بـ"الكومبارس" مما آثار حفيظة الأخير، الذي اتهمهم بالجهل.

واعترف "شرابي" في رده على ما كتبه أيمن نور بقيام الأخير بالتزوير في أوراق رسمية وهذا سبب سجنه 5 سنوات قائلًا: "في 2005 كنت رئيسا لمحكمة شمال سيناء وسجنت انت بسبب تزويرك أوراق رسمية وقمت بتنفيذ الحكم بعد استنفاذك لطرق الطعن في فترة شهدت ازهى عصور القضاء".
 
خناقة الإخوان على منصب المتحدث باسم الجماعة
اللطمة الأكثر بروزا واشتعالا خلال عام 2015، أزمة داخلية بين تيارين بالجماعة، أحدهما يتزعمه محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، القائم الحالي بمهامه إثر غياب مرشدها محمد بديع، المسجون في مصر، ومحمود حسين، الأمين السابق للجماعة، وبين جبهة يتزعمها محمد كمال، يقيم داخل مصر، وأحمد عبدالرحمن، يقيم خارج مصر، عضوي مكتب الإرشاد بالجماعة، بجانب مجموعة من الشباب، إثر إقالة محمد منتصر المتحدث الإعلامي للجماعة، من جانب جبهة محمود عزت، وتعيين آخر محسوب عليهم.

وبدأت تفاصيل الواقعة عندما أعلن مكتب الإخوان في لندن، إقالة محمد منتصر، من مهمته كمتحدث إعلامي باسم الجماعة وتعيين طلعت فهمي، متحدث جديد بدلًا منه، وفق بيان نسب لإخوان لندن،  مما أدى إلى جدلاً واسعا بين شباب الإخوان، حيث قال الأمين العام للجماعة خلال حوار متلفز، إنه باق في منصبه، وأن مكتب الإرشاد كما هو، وكذلك مجلس الشورى، وأن الظروف الأمنية لا تسمح بانتخاب أعضاء جدد.

في المقابل تحت اسم "اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين" (تقوم بمهام مكتب الإرشاد)، نشرت، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل "فيس بوك"، بيانًا، قالت فيه إن محمد منتصر، ما يزال متحدثًا إعلاميًا باسمها، مؤكدة على أن "إدارة الجماعة تتم من الداخل وليس من الخارج".

الشباب منقسم
أزمة القيادتين، دفعت شباب الجماعة إلى الانقسام حول أي منهما شرعي ويجوز اتباع تعليماته، حيث دشن شباب هاشتاج "مش هنرجع لورا" أشاروا من خلاله إلى أن الحل والسلطة داخل الإخوان الآن في المكتب الجديد الذي انتخب في فبراير 2014، وأن أي حديث عن عدم شرعية هذا المكتب ستؤدي إلى تراجع كبير في التنظيم يضر بتحركاته.
 
أسباب الصراع داخل الإخوان
في ضوء ما سبق قال الدكتور نبيل نعيم، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن هناك خلافات في تحالف دعم الشرعية، بين الإخوان وبين المتحالفين معهم، ولعلى أبرز هذه الخلافات التي بين الإخوان ، وعاصم عبد الماجد، مشيرًا إلى أنهم عندما فشلت جماعة الإخوان المسلمين في دعم الشرعية أصبحو يلعنون بعضهم البعض.

وأضاف "نعيم"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن من أبرز الخلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين، ترجع إلى توزيع الغنائم على أنفسهم، وقاموا بحرمان بعض العناصر، حتى رفضوا أن يقوموا بدفع فواتير الفنادق التي يقبع بها بعض أفرادهم، ثم قاموا بطردهم، لذا هناك خلافات جثيمة فيما بينهم.

الفترة المقبلة ستشهد انشقاقات كثيرة
وأردف القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تشهد فيها خلال الفترة المقبلة انشقاقات كثيرة، ومن الممكن أن تتفكك، لاسيما وأن التمويل أصبح قليل، وباتت حقيقتهم واضحة للكثير منهم.

اختلاف على منهجية الجماعة
في السياق ذاته، قال الدكتور محمد محي الدين، المحلل السياسي، ونائب مجلس النواب السابق، إن الفترة الماضية شهدت صراح التيارات العمرية بين الشباب والشيوخ، وهذا يرجع لتباين واختلاف وجهات النظر، وهذا يعتبر سبب معارك الإخوان مع القيادات.

وأضاف "محي الدين"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن في الآونة الأخيرة صدر نوع من المراجعات داخل الجماعة، وبالقطع ليس جميع أعضاء الجماعة تتقبل هذا الفكر، لذا فجوة الصراع باتت في اتساع، ولم تستطع شيوخ الجماعة السيطرة عليها.

وأشار المحلل السياسي، ونائب مجلس النواب السابق، إلى أن أطراف من داخل الجماعة ترى إلى أن لا بديل عن السلمية، حفاظا على تاريخ والتصدي لتفكيكها ونهايتها تمامًا، لاسيما وأنها باتت عدو للدولة والشعب، بينما يرى آخرون، أنه لا بديل عن العنف في مواجهة الدولة للحفاظ على مكانتها في المشهد السياسي.
 
مطالب داخل الجماعة بحل التنظيم
قد اعترف طلعت فهمي، المتحدث باسم الإخوان المعين من جبهة محمود حسين، بوجود مطالب داخل الجماعة بحل التنظيم وتقسيم الجماعة لفريقين، مؤكداً أن هذا الأمر يعني انتحار الجماعة وتفككها تماماً وهو ما لم ولن تسمح به قيادات الإخوان.

ووصف" فهمي"، في بيان له، ما يحدث داخل الجماعة بأنه محاولة للافتئات على الشرعية والمؤسسية داخل الإخوان والانقلاب على تراث ومنهجية الجماعة.

إلى ذلك، يؤكد فهمي أن أزمة جماعة الإخوان ليست وليدة اللحظة، لكنها تعود إلى عام 2014 حيث قام 8 من أعضاء مكتب الإرشاد بتعيين 6 أفراد من خارج المكتب وتشكيل لجنة للمعاونة ولإدارة الأزمة داخل مصر، عقب فض رابعة والنهضة وغياب قادة الجماعة بعد القبض عليهم والزج بهم في السجون والمحاكمات، ورأت اللجنة أن تجرى انتخابات جديدة داخل جماعة الإخوان ترتب عليها "مكتب إرشاد جديد وسرعان ما قاموا بإعلان تنحية الأمين العام للجماعة الدكتور محمد حسين.