بالأسماء.. أخطر وأغنى تجار المخدرات فى العالم

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


أرباحها تصل لـ153 مليار دولار سنويًا

■ تفاصيل هروب لورد المخدرات 3 مرات وإحداها بحفر نفق طوله 1500 متر.. وأسرار عن ملك الكوكايين

■ عدد متعاطى الحشيش 159 مليون شخص ومدمنى الأفيون 17.3 والكوكايين 17.2 والميثامفيتامين 33.3 مليون


نشر موقع «توب كريمنال جوستيس سكولز» المتخصص فى قضايا الجريمة والعنف تحقيقاً مفصلاً حول حجم تجارة المخدرات فى مختلف أنحاء العالم، وذلك بعد القبض على المكسيكى «آل شابو»، أحد كبار كارتلات تجارة المخدرات وأكثرهم ثراء فى العالم، وبدء محاكمته فى الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية هذا العام.

221 مليون شخص يتعاطون المخدرات بأنواعها

تضم تجارة المخدرات الكثير من الأنواع بدءاً من الكوكايين، الهيروين، الحشيش، الأفيون، أدوية الهلوسة والنشوة، وأخيرا الميثامفيتامين والأمفيتامينات، تضمنت الدراسة عدد متعاطى المخدرات بالعالم، وفق الأرقام الرسمية والمعلنة، حيث يبلغ عدد متعاطى الحشيش فى القارة الإفريقية من 28 لـ53 مليونا، ومدمنى الأفيون من 680 ألفا لـ3 ملايين، ومدمنى الكوكايين من مليون لـ2.6 مليون، ومستخدمى الميثامفيتامين من 1.5 إلى 5.2 مليون، ومتعاطى أدوية النشوة من350 ألفا إلى 1.9 مليون.

ويصل حجم متعاطى الحشيش بأمريكا الشمالية لـ29.9 مليون، ومدمنى الأفيون من 1.2 إلى 1.3 مليون، ومدمنى الكوكايين 6.1 مليون، ومستخدمى الميثامفيتامين نحو 3.2 مليون شخص، بينما يلجأ إلى أدوية النشوة 2.4 مليون.

وفى منطقة الكاريبى وأمريكا الوسطى يقترب متعاطو الحشيش من 9 ملايين، ويتجاوز مدمنى الأفيون، المليون شخص، بينما يتأرجح عدد مدمنى الكوكايين بين 2.5 إلى 2.9 مليون، ويستخدم الميثامفيتامين 2.1 مليون شخص، وأخيراً يلجأ لأدوية النشوة 1.7 مليون شخص.

يرتفع مؤشر متعاطى المخدرات فى آسيا، حيث يصل متعاطى الحشيش من 31 لـ64 مليونا، بينما يقترب مدمنى الأفيون من 10 ملايين، ومدمنى الكوكايين لـ1.3 مليون، ومستخدمى الميثامفيتامين لـ21.2 مليون، وأدوية النشوة 8.9 ملايين.

فى أوروبا يصل متعاطو الحشيش لـ29.6 مليون، ومدمنى الأفيون لـ3.5 مليون، ومدمنى الكوكايين لـ4.7 مليون، والميثامفيتامين لـ2.8 مليون، وأدوية النشوة لـ3.9 مليون.

وعلى مستوى العالم يصل عدد متعاطى الحشيش لـ159 مليون، مدمنى الأفيون 17.3 مليونا، ومدمنى الكوكايين 17.2 مليون، والميثامفيتامين 33.3 مليون، وأدوية النشوة لـ18.1 مليون.

153 مليار دولار حجم التجارة المحرمة

تترجم أرقام متعاطى المخدرات لأرباح سنوية بمليارات الدولارات، خصوصاً بالسنوات الـ10 الأخيرة، حيث تحقق تجارة الكوكايين 88 مليار دولار، والأفيون ومشتقاته 65 مليار دولار، فيما تصل أرباح تجارة الأسلحة غير الشرعية لمليار دولار فقط سنوياً.

وتأتى معظم المخدرات التى تنتشر فى مختلف الأسواق الدولية من 3 دول وهى أفغانستان وكولومبيا وبيرو، أما أفضل أسواق الهيروين الأفغانى فهى بالترتيب أوروبا، روسيا، الصين، الأمريكتان، إفريقيا، أما أفضل أسواق الأفيون الأفغانى، فهى بالترتيب إيران، أوروبا، أفغانستان، باكستان، وأخيراً إفريقيا.

أما أسواق كوكايين بيرو وكولومبيا، فهى بالترتيب أمريكا الشمالية حيث يوجد ما يعادل 40٪ من المتعاطين على مستوى العالم، ثم الاتحاد الأوروبى، أمريكا الجنوبية، أمريكا الوسطى، ومنطقة البحر الكاريبى، وأخيراً إفريقيا وآسيا.

وبحسب الدراسة يصل سعر كيلو الكوكايين فى كولومبيا أو بيرو، لـ2000 دولار فقط، وفى المكسيك 10 آلاف دولار، وفى الولايات المتحدة 30 ألف دولار، وعند تقسيم الكيلو جرامات يصل ثمنه لـ100 ألف دولار.

وتقترب عمليات نقل المخدرات فى مختلف أنحاء العالم من العمليات الحربية حيث يتم استخدام الغواصات لنقل المخدرات، وكذلك الطائرات والسفن الصغيرة، والجسور الرملية الأنفاق العابرة للحدود.

وتعد الولايات المتحدة أكبر قاعدة من عملاء المخدرات فى جميع أنحاء العالم، وتصل تقديرات نفقات المخدرات فيها لمليارات الدولارات، يقترب حجم الإنفاق على الكوكايين لـ28 مليار دولار، والهيروين لـ27 مليار دولار، والماريجوانا 41 مليارا، وأخيرا الميث لـ13 مليار دولار.

وتحصل كارتلات المخدرات فى كولومبيا والمكسيك على الجزء الأكبر من مبيعات المخدرات فى أمريكا بحجم من 18 إلى 39 مليار دولار، ويصل نمو مبيعات تجار المخدرات فى المكسيك سنوياً لنحو 6.6 مليار دولار.

"كلمة السر" أمريكا الجنوبية

البداية مع آل تشابو أو جواكين أرتشيفالدو جوزمان لويرا، وهو لورد المخدرات المكسيكى، الذى يترأس كارتيل سينالوا، وهى منظمة إجرامية سميت على مدينة سينالوا المكسيكية، وأصبح آل تشابو من أبرز مهربى المكسيك فى عام 2003، واختارته مجلة فوربس الاقتصادية، كواحد من أكبر الشخصيات نفوذاً، حيث احتل المرتبة 41 و60 و55 على التوالى، ما يعنى أنه كان أقوى رجل بالمكسيك بعد رئيسها كارلوس سليم.

وتشابو من أغنى 10 رجال فى المكسيك وتبلغ ثروته الصافية مليار دولار، ووصفته مجلة فوربس، بأكبر تاجر مخدرات بكل العصور، وتصفه الحكومة الأمريكية، رسمياً بـ"أكثر البشر قسوة وخطرا وإثارة للخوف على كوكب الأرض"، وتعتبره إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، "الأب الروحى لعالم المخدرات".

وتنقل منظمة تشابو المخدرات إلى مختلف أنحاء العالم، وله خلايا توزيع فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، شاركت فى إنتاج وتهريب وتوزيع المخدرات فى أمريكا الشمالية وأوروبا، بشكل جعله مطلوباً من حكومات المكسيك والولايات المتحدة والإنتربول.

تم القبض على آل تشابو لأول مرة فى عام 1993 فى جواتيمالا، وعوقب بالسجن 20 سنة بالمكسيك بسبب جرائم القتل والاتجار بالمخدرات، لكنه فر عام 2001، وتم القبض عليه ثانية فى المكسيك فى 22 فبراير 2014، لكنه هرب فى 11 يوليو 2015، باستخدام نفق طوله 1.5 كيلو متر، ولكن تم القبض عليه من جديد فى 8 يناير 2016، وفى 19 يناير 2017، تم تسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته، وكانت واشنطن عرضت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل أى معلومات تساعد فى القبض عليه، فيما قدمت المكسيك مكافأة 3.8 مليون دولار.

ومن المكسيك إلى الصين حيث يبرز أسم نلى يى غون، وهو رجل أعمال صينى مكسيكى، يملك مجموعة مختلفة من الشركات المكسكية من ضمنها شركة أونيميد التى تدار حولها العديد من الشبهات بشأن تورطها فى تجارة المخدرات الدولية خصوصاً صناعة الميثامفيتامين.

وفى عام 2007، قدمت الحكومة الأمريكية لائحة اتهام مفادها أن الشركة استوردت 4 شحنات من المادة المخدرة إلى المكسيك لتصديرها إلى الولايات المتحدة، ولكن محكمة مقاطعة كولومبيا الأمريكية رفضت القضية فى أغسطس 2009، ويعتقد أن يى غون عضو فى كارتل سينالوا، وهى التهمة التى تم ترحيله من أمريكا إلى المكسيك لمحاكمته بسببها فى المكسيك.

وكانت الشرطة المكسيكية عثرت فى منزل بى غون، على 207 ملايين دولار، ويقال أنه مدمن قمار وخسر مرة 72 مليون دولار فى ليلة واحدة ما دفع كازينو القمار إلى إهدائه سيارة رولزرايس كتعويض.

جافيريا.. ملك الكوكايين.. أغنى مجرم فى التاريخ

ولا يمكن الحديث عن أهم وأشهر تجار المخدرات بالعالم دون الإشارة إلى مؤسس كارتلات المخدرات فى أمريكا الجنوبية، إميليو إسكوبار جافيريا، لورد المخدرات الكولومبى، "أو "ملك الكوكايين" والذى توفى عام 1992 عن عمر 44 سنة، هو المصدر الرئيس لـ70% من الكوكايين المهرب إلى الولايات المتحدة، حيث بلغ دخله 21.9 مليار دولار سنوياً، ويعد أغنى المجرمين على مدار التاريخ، وامتلك 16 طائرة، زوارق مائية، 6 طائرات هليكوبتر، غواصات يتم التحكم فيها عن بعد، وبلغت ثروته الصافية المعروفة 30 مليار دولار فى مطلع التسعينيات أى 55 مليار دولار فى عام 2016.

ولد جافيريا فى كولومبيا، ولم يستكمل تعليمه الجامعى، وبدأ نشاطه الإجرامى ببيع السجائر المهربة وتذاكر اليانصيب الوهمية، وسرقة السيارات، فى السبعينيات، قبل البدء فى توزيع الكوكايين، وحفر جافيريا اسمه فى تاريخ تجارة المخدرات بعد إنشائه أول طرق التهريب إلى الولايات المتحدة فى عام 1975.

تسلل جافيريا إلى سوق المخدرات فى أمريكا، وتوسع بشكل كبير بسبب الطلب المتزايد على الكوكايين، وبحلول الثمانينيات، كان مسئولاً عن تهريب من 70 إلى 80 طن كوكايين شهرياً من كولومبيا إلى أمريكا من خلال شبكته "ميديلين كارتيل"، التى دخلت فى منافسة شرسة مع الكارتلات سواء محلياً وخارجياً، ما أدى إلى لقتل ضباط شرطة وقضاة وسياسيين بارزين وسكان عاديين.

فى عام 1982، انتخب باولو إميليو إسكوبار جافيريا، نائب فى مجلس النواب الكولومبى كجزء من الحركة البديلة الليبرالية، ومن خلال هذا المنصب كان مسئولا عن بناء المنازل وملاعب كرة القدم فى غرب كولومبيا، ما أكسبه شعبية ملحوظة وفى عام 1993، قتلته الشرطة الوطنية الكولومبية فى مسقط رأسه بعد يوم واحد من عيد ميلاده الـ44.

وتزوج جافيريا فى عام 1976 من ماريا، 15 سنة، شقيقة أحد أفراد عصابته وأنجب منها ابنه سباستيان وابنته مانويلا، ولم يسر ابنه سباستيان على خطى والده، حيث يعمل مهندساً وكاتباً وشارك فى عام 2009 بفيلم وثائقى بعنوان "خطايا والدى" اعتذر فيه لأبناء ضحايا أبيه.

ومن الأسماء الشهيرة فى عالم تجارة المخدرات، إسماعيل زمبادا جارسيا، المعروف بـ"مايو زامبادا"، المكسيكى، زعيم سينالوا كارتيل بعد القبض على آل تشابو، وقام بتهريب الكوكايين والهيروين إلى شيكاغو وغيرها من المدن الأمريكية وتضع الحكومة الأمريكية جائزة قدرها 30 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد فى القبض عليه.

ومن الأسماء الشهيرة فى عالم تجارة المخدرات خوان خوسيه إسباراجوزا مورينو، المعروف بـ"أزول" وهو أحد أباطرة تجارة المخدرات المكسيكية ومن زعماء سينالوا كارتيل، وفى الأصل كان مورينو عضوا فى جهاز الشرطة الاتحادية بالمكسيك، وأسس فى السبعيني ات غوادالاخارا كارتل، وبعد تفكك هذه المنظمة فى أواخر الثمانينيات، تولى مورينو قيادة جواريز كارتيل، واستقر فى نهاية المطاف فى سينالوا كارتل وأصبح أحد زعماء هذه العصابة الإجرامية التى تعد أكبر وأشهر منظمة اتجار بالمخدرات بالعالم.