وسط تجاهل دولي‎.. الإضراب عن الطعام في السجون الإيرانية "سلاح" الضعفاء

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


شهدت السجون الإيرانية منذ أواخر أكتوبر 2016، وعلى مر الأسابيع القليلة الماضية موجة إضرابات عن الطعام يخوضها المعتقلون السياسيون كوسيلة سلمية لتحسين أوضاعهم داخل السجون، وتعد هذه الطريقة هي وسيلة الضغط الأبرز والأصعب وخصوصًا بعد فشل كل السبل الأخرى، فاتخذها العديد من المسجونين كسلاح سلمي، للضغط على الحكام في اتّجاه تنفيذ مطالب معينة.

 

 إلا أن هذه الوسيلة لا تألو دائمًا إلى الهدف المنشود، خصوصاً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي يشهد العديد من الإضرابات عن الطعام، ولكن من دون جدوى حيث إن السلطات الإيرانية لا تعر هؤلاء المعتقلين أي أهمية بل وتتجاهل تقديم أي معونة للسجناء ليس هذا فقط بل هناك تدهور مستمر في الأوضاع في هذه السجون والدليل على فشل هذه الخطوة في إيران، حيث لا يأخذها المسؤولون على محمل الجد، توفي المعتقل المعارض هدى صابر الذي بدأ إضراباً عن الطعام في الثاني من يونيو عام 2013، إثر إصابته بنوبة قلبية، حسب ما أفاد بعض المواقع الصحفية التابعة للمعارضة الإيرانية.

 

مطالب مشروعة

لا تخرج مطالب المعتقلين السياسيين في سجون نظام الملالي عن إطار المعاملة بشكل آدامي، حيث يطالب المضربون عن الطعام بمجوعة من المطالب المشروعة، من بينها فصلهم كمعتقلي رأي عن باقي سجناء الحق العام، وبالتطبيب والعلاج واستنكار ضعف ونقص الرعاية الطبية، وإطلاق سراحهم، وجودة الطعام، والكف عن منع الزيارات العائليةـ وقف التعسف ضد المعتقلين وإساءة معاملتهم وهو المطلب الرئيسي الذي أضرب بسببه الناشط في مجال حقوق الأطفال سعيد شيزراد عن الطعام حتى علقه بعد أن تحاور مع السلطات القضائية وإدارة سجن رجائي شهر وحصل بعدها على ضمانات من هذين الأخيرين، وقد تعهد شيزراد باستئناف إضرابه إن تم الاخلال بالوعود التي تحصل عليها.

 

وخاض مرتضي مورادبور، الناشط  الجنوب آذربيجاني الذي تم اعتقاله إلى جانب آخرين على خلفية رفع شعارات قومية في إحدى المظاهرات الداعمة لآذربيجان الجنوبية، أواخر أكتوبر 2016 إضرابا عن الطعام لمدة 65 يوما، احتجاجا على عدم تطبيق الفصل 134 من قانون العقوبات الإيراني الذي يسمح لذوي العقوبات طويلة المدة والذين قضوا سنتين منها في التمتع بالسراح المؤقت والمشروط، وقد أنهى إضرابه أواخر سبتمبر الماضي بطلب من والدته.

 

أبرز من استخدم سلاح الإضراب

كان أبرز من استخدم سلاح الإضراب عن الطعام داخل السجون، "أكبر غانجي"،  الصحفي الإيراني الذي قبع في السجون الإيرانية منذ العام 2000 وحتى أطلق سراحه في العام 2006 وأفرج عنه بعد إضرابه عن الطعام اعتراضًا على النظام الإيراني القمعي.

 

مؤسس منظمة كردستان يضرب عن الطعام في السجون الإيرانية

ومن بين المضربين عن الطعام أيضا، مؤسس منظمة كردستان لحقون الإنسان، محمد صديق كبوواند، الفائز في 2009 بجائزة هيلمان-هاميت التي تمنحها منظمة "هيومن رايتس ووتش" لمراقبة حقوق الإنسان، للكتّاب تقديراً لالتزامهم بحرية التعبير وشجاعتهم في وجه الاضطهاد السياسي. ويخوض حتى اليوم 24 يوماً من الطعام وقد تم نقله من سجن إيفين إلى مستشفى "طالقاني" في طهران، وهو يمر بحالة إغماء منذ يومين وقد وصف الأطباء حالته بالخطرة.

 

الإهمال الطبي

قالت منظمات حقوقية، في بيان مشترك اصدرته في الخامس من سبتمبر 2014، إن 80 معتقلا سياسيا في السجون الإيرانية اعلنوا اضرابا عن الطعام احتجاجا على حرمانهم من العناية الطبية.

 

ويحتج المضربون على ما يقولون إن "تدخل" السلطات الأمنية الإيرانية في اجراءات نقل المعتقلين المرضى إلى المستشفيات ورفضها تحمل مصاريف علاجهم المكلفة.

 

إضراب 12 سجين

وفي الثاني عشر من يوليو عام 2012، أضرب 12 سجين سياسي دون وضع نهاية لهذا الإضراب، وذلك في احتجاج على عمليات القمع والتعامل اللاإنساني مع المعتقلين في السجون الإيرانية