مسؤول إيراني يعترف: ندعم الحوثيين لمهاجمة السعودية

السعودية

رجل الدين الإيراني
رجل الدين الإيراني المتشدد مهدي طائب


تداولت وسائل إعلام إيرانية وعالمية مقطع فيديو لرجل الدين الإيراني المتشدد مهدي طائب، وهو رئيس مقر "عمّاريون" الاستراتيجي للحروب الناعمة، وهو من جماعات الضغط المقربة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، يشير فيه إلى أن دعم إيران لميليشيات الحوثي يأتي بهدف مهاجمة السعودية.

وليست هذه المرة الأولى التي يصرح بها مسؤولون إيرانيون عن استهداف السعودية من خلال دعم الميليشيات الحوثية والانقلابيين، لكن طائب أشار بوضوح في كلمته التي نشرها موقع "75" المقرب من المتشددين في إيران والذي كتبت عنه "العربية.نت" الأحد الماضي، أن "تزويد إيران للحوثيين بالصواريخ تم على مراحل بواسطة الحرس الثوري ودعم وإسناد البحرية التابعة للجيش الإيراني". وفق "العربية نت"

واتهم طائب الرئيس الإيراني حسن روحاني بعرقلة ووقف استمرار إرسال شحنات الأسلحة للحوثيين وقال: تم إبلاغنا بصورة مفاجئة بوقف إرسال الشحنات، لأن الأميركيين سيعلقون المفاوضات المتعلقة بالملف النووي، في حال واصلنا تزويد الحوثيين بالسلاح".

وقال طائب الذي كان يتحدث لأعضاء مقر "عماريون" وعدد من ضباط ومنتسبي الحرس الثوري إن المفاوضات الإيرانية بين طهران والدول الست الكبرى، أحال ثلاث مرات دون وصول صواريخ أرض- أرض الإيرانية للحوثيين، حسب تعبيره.

ومقر "عماريون" مرتبط بجهاز استخبارات الحرس الثوري، الذي يترأسه حسين طائب، شقيق مهدي طائب، الذي يعتبر جهازا موازيا لوزارة الاستخبارات الإيرانية، وكان له دور بارز في القمع الدموي للانتفاضة الخضراء عام 2009 بحسب منظمات حقوقية إيرانية.

وقال طائب إن "اتفاق روحاني (النووي) عرقل طريق المساعدات العسكرية للحوثيين في اليمن"، مضيفاً أن المرشد علي خامنئي هو من أمر بإرسال القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني إلى باب المندب لدعم إمدادات السلاح، دون أن يعرف ذلك أحدا"، حسب تعبيره.

صواريخ إيرانية للميليشيات
وكانت إيران قد زودت الحوثيين بعدد من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى لضرب أهداف في السعودية، وقد تصدت لها الدفاعات الجوية بالمملكة، واعترفت وسائل إعلام إيرانية رسمية بتزويد الميليشيات والانقلابيين في اليمن بهذه الصواريخ.

ولم يقتصر الدعم الإيراني للحوثيين على إمدادهم بالصواريخ فحسب، بل إن التحالف العربي والقوات الدولية ضبطت شحنات أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتفجرات وقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة خلال أكثر من عامين من انطلاق عاصفة الحزم.

تواجد إيراني في خليج عدن وباب المندب
وفي13 مارس الماضي، أعلنت إيران في تحرك استفزازي جديد، عن إرسال "المجموعة 45" من القوة البحرية التابعة للجيش الإيراني، والتي تتكون من مدمرة "نقدي" وسفينة إسناد "تنب" إلى خليج عدن وباب المندب، وذلك في ظل التوتر السائد جراء استمرار احتكاك الزوارق الحربية الإيرانية مع القوات الأمريكية المتواجدة في المياه الدولية ومحاولات إيران الحثيثة لمد الانقلابيين والميليشيات في اليمن بالسلاح.

وزعمت وكالة "تسنيم" الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، أن القطع الحربية الإيرانية تتواجد في خليج عدن وباب المندب "في إطار الحفاظ على السفن التجارية الإيرانية".

قاعدة بحرية لرصد السفن بالخليج
وكان قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، أعلن الاثنين الماضي، عن إنشاء قاعدة بحرية في ميناء "بسا بندر"، الواقع بإقليم بلوشستان، جنوب شرقي إيران، في نقطة حدودية مع باكستان، وذلك لـ "رصد السفن التي تعبر الخليج العربي"، على حد قوله.

وقال سياري إنه في السابق كان الإشراف الاستخباراتي للقوات البحرية للجيش الإيراني ضعيفاً جداً فيما يخص الإشراف الاستخباري على تواجد السفن الأجنبية وكيفية عملها في مياه الخليج، إلا أن اليوم وبالإشراف الاستخباراتي الدقيق الذي تتمتع به القوات البحرية، فإننا نشرف بشكل تام على جميع التحركات سواءً أكان ذلك في المياه الإقليمية أو الحرة"، على حد تعبيره.

ويبدو أن الإعلان عن إنشاء هذه القاعدة يأتي بعد الفشل المتكرر للبحرية الإيرانية باستمرار تزويد الحوثيين بالسلاح بسهولة منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس 2015 لإعادة الشرعية في اليمن.

وكانت البحرية الأمريكية أعلنت في فبراير الماضي، عن إرسال المدمرة الأمريكية " يو إس إس كول" إلى خليج عدن عقب استهداف الحوثيين للفرقاطة السعودية أواخر يناير الماضي، من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً. وقد أدى الهجوم على الفرقاطة إلى مقتل اثنين من البحارة السعوديين وجرح ثلاثة آخرين.

اعترافات إيرانية
وبعد انطلاق عاصفة الحزم أيضا تكررت التصريحات الإيرانية بدعم الحوثيين، حيث هدد نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال مسعود جزائري، في 8 مارس 2016، بإرسال قوات إيرانية إلى اليمن لمساعدة ميليشيات الإنقلابيين "الحوثيين"، على غرار دعم طهران لنظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه في سوريا.

وكانت إيران، اعترفت رسميا، على لسان نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني، اللواء إسماعيل قائاني، في 24 مايو 2015 بدعم الحوثيين عسكرياً وتدريبياً ولوجستياً.

وكان قائد الحرس الثوري الأسبق محسن رضائي، والأمين الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، قد وجه رسالة إلى زعيم ميليشيات الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، في 29 مارس 2015، حثه خلالها على الاستمرار في "المقاومة" ضد عمليات التحالف لإعادة الشرعية، واعدا باستمرار الدعم الإيراني لهذه الميليشيات الموالية لطهران.

ومنذ يناير 2016 تم تعيين قائد الشرطة الإيرانية السابق، اللواء إسماعيل أحمدي مقدّم، رئيسا للجنة دعم الحوثيين والتي تطلق عليها السلطات، "لجنة دعم الشعب اليمني"، وذلك استمرارا لمسلسل للتدخل العسكري الإيراني السافر في الشأن اليمني لصالح الانقلابيين.