طفلان مصريان يبتكران "التكييف الريفي".. الكويت تعرض الشراء ومصر تتجاهل (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


من أحضان أسرة مصرية ريفية بسيطة، ومن داخل إحدى قرى مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، نشأ الشقيقان محمود ومحمد عيد، لم يتجاوزا الخامسة عشر عامًا، ميزهم الله بأفكار وقدرات خاصة، بعدما استغلوا مهنة والدهم الموظف بشركة الكهرباء، لاختراع مُكيف متحرك بإمكانيات مصرية بسيطة، ليفوق العديد من المُكيفات الأخرى داخل السوق المصري وخارجه.


فكرة الشقيقان لم تكن وليدة اللحظة، فحرص والدهم على أخذهم معه للشركة وهم في سن صغير، لتبدأ عقولهم في التفتح والاهتمام والتفكير في تكنولوجيا الأجهزة الكهربائية، وخاصة المُكيفات المتواجدة داخل الشركة التي يعمل فيها والدهم، ومع مرور الوقت فاجئوا والدهم برسم بياني مفصل عن مُكيف ريفي يعمل بغاز الفريون متحرك ساخن وبارد.


يقول محمود عيد رجب، الطالب بالصف الثالث الإعدادي، وصاحب فكرة الاختراع أنه منذ أن كان طفلًا، دائمًا ما كان يلفت نظره عدد من التكييفات الموجودة بشركة والده، ويتساءل لماذا لا اخترع فكرة جديدة أقوم بتنفيذ مهامها بنفسي؟


وروى المخترع الصغير لـ"الفجر" نوعية الاختراع، فهو عبارة عن "تكييف ريفي مكون من الصاج ويشمل 3 مفاتيح للتشغيل وبه 3 لمبات للوقت، ساخن وبارد حسب الرغبة، وأضاف "التكييف يصبح متحرك وسهل الحركة ولا يعمل بالماء وإنما يعمل بغاز الفريون، ليتراوح وزنه من 10 إلى 15 ك على أقصى تقدير مع قابلية انخفاض وزنه بعد التطوير، ولا يستهلك كهرباء عالية".


وأكد محمود، أن اختراعه لم يلقِ اهتمام من محافظ كفر الشيخ، الذي حاول والده الوصول له دون أي جدوى، منوهًا إلى أن إدارة الموهبين بالمدرسة التي يدرس بها أكتفت فقط بتكريمه بحضور رئيس المدينة، في الوقت الذى عرض عليه أحد رجال الأعمال في دولة الكويت شراء الاختراع وسفرهم للخارج بصحبة شقيقه مع إعطاء والده مبلغ 100 ألف جنيهًا، مؤكدًا أن السفر كان لهدف تطوير الاختراع وتوفير كافة احتياجاته في الكويت، إلا أنه رفض ذلك، مشيرًا أن هدفه هو الخروج لاختراعه إلى النور وتمثيل وطنه وليس وطن آخر.


التقت "الفجر" بوالد الطفلين، الذي حكي قصتهما بأنهما اعتادا على تكسير الالعاب الخاصة بهم وإعادة تصنيعها من جديد، وتفاجأ بالرسم البياني للتكييف الريفي الخاص بهما، واستلف مبالغ مالية من أصدقائه لتشجيع طفليه وصنع التكييف.


وأشار إلى أنه عرض التكييف فور الانتهاء منه على إدارة مدرسة أبنائه، واكتفوا بتنظيم احتفالية صغيرة بحضور رئيس المدينة وتكريمهم، دون النظر في الاختراع.


وكشف والد الطفلين تفاصيل العرض الكويتي لشراء الجهاز، قائلًا: "تفاجأنا باتصال هاتفي من إحدى رجال الأعمال في دولة الكويت يريد شراء الاختراع وتبنى الفكرة، مع سفر الطفلين للكويت ودفع مبلغ 100 ألف جنيهًا، بالإضافة إلى نسبتنا من الجهاز، إلا أنني رفضت ذلك بشكل نهائي، لأن أموال الدنيا لا تعودني عن وطني".


وتابع: "كان نفسي حد من المسؤولين يهتم بالفكرة بالذات أنهم يقدموا حاجه كويسة لمصر، وعندهم أفكار كثيرة جيدة.. ولكن لم يهتم أحد، نفسي فكرة عيالي ما تموتش".