تعرف على "المردود الاقتصادى" من الضربة الامريكية لسوريا

الاقتصاد

بوابة الفجر


يتأثر الاقتصاد بالأحداث الكبرى، التى تحدث فى منطقة الشرق الاوسط وكان اخرها الضربة الامريكية لبعض المناطق بسوريا، والتى انعكست على سعرالعملة الأمريكية إذ تراجعت بقوة في مستهل التعاملات، حيث انخفض الدولار 0.4% أمام العملة اليابانية إلى 110.36 ين بينما ارتفع اليورو أمام العملة الأمريكية، إلا أنه وبنهاية تداولات الجمعة، ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع.

 

وقال مسؤول بارز في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إن خطة المجلس لتقليص محفظة السندات هذا العام لن تؤخر كثيرًا دورة رفع أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي دفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 101.26 وسجلت أحدث قراءة له ارتفاعا نسبته 0.5% إلى 101.16 .

 

ولامس الدولار أعلى مستوى أمام العملة اليابانية خلال جلسة أمس، وسجلت أحدث قراءة ارتفاعًا نسبته 0.3% إلى 111.16 ين، فيما سجل الدولار أعلى مستوى في أربعة أسابيع أمام اليورو الذي هبط 0.5% إلى 1.0587 دولار، وهذا التغير في اتجاه الدولار يكشف أن المتعاملين قد استوعبوا الأحداث سريعًا، وجاء التركيز على أحداث تأثيرها أكبر على الدولار وهي تقرير الوظائف وأسعار الفائدة.

 

ومن جانب اخر، كانت العملة الروسية في طليعة المتأثرين من الهجوم الصاروخي الأمريكي على سوريا كذلك، إذ فقد نحو 1%، وذلك عقب تعليقات لوزير الاقتصاد الروسي، بإن العملة قد تهبط كثيرًا في وقت لاحق هذا العام، وذلك بجانب تصاعد التوترات الجيوسياسية، التي تعد روسيا طرفًا أصيلاً بها.

 

ويأتي تضرر الروبل كغيره من عملات الأسواق الناشئة التي تفاعلت مع الضربات الأمريكية الصاروخية على قاعدة جوية سورية، إذ نزل الروبل نحو 0.9% إلى 56.93 روبل للدولار وخسر 1% أمام العملة الأوروبية الموحدة إلى 60.6 روبل لليورو، في حين سجلت عائدات السندات الروسية لأجل عشر سنوات ارتفاعًا بمقدار عشرة نقاط أساس إلى 7.95%، كما أن العملة الروسية تجاهلت أسعار النفط وهو أحد المؤثرات الرئيسية على اتجاه الروبل.

 

وفى المقابل عاش حائزو الذهب أمس يومًا سعيدًا، إذ دعمت الأحدث صعود المعدن الأصفر التي كان يتوقع الكثيرين أن يشهد موجة هبوط كبيرة في الفترة الحالية، إلا أنه استفاد كثيرًا وكان أكثر الرابحين من أحداث أمس، وارتفع إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر، وسط إقبال المستثمرين على شراء المعدن النفيس بحثًا عن ملاذ آمن.

 

وفي مستهل جلسة أمس، ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى منذ العاشر من نوفمبر عند 1269.28 دولار، فيما ارتفع الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 1% إلى 1267 دولارًا للأوقية.

 

وغالبًا ما يصعد الذهب في مثل هذه الأحداث، إذ عادة ما يستخدم باعتباره أداة تحوط في مواجهة الضبابية السياسية والمالية والمخاطر الأمنية، فيما يرى وليم ميدلكوب، مؤسس صندوق كومودتي ديسكفري أن «هناك خطرًا بأن يؤدي الصراع السوري إلى مواجهة أوسع، وبالتالي يمكن أن يكون لها تداعيات أكثر خطورة بوجه عام، وهذا ما يفسر السبب وراء تحرك الذهب بسرعة كبيرة بعد إعلان الخبر».

 

وعلى الجانب الآخر زاد المؤشر الأوروبي الخاص بالنفط نحو 5% خلال الأسبوعين الأخيرين محققًا أفضل مكاسب لأسبوعين منذ منتصف ديسمبر، فيما أغلق المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني مرتفعًا 0.63% والمؤشر كاك 40 الفرنسي 0.27% في حين نزل المؤشر داكس الألماني 0.05%.

 

حصلت أسعار النفط أمس، على نصيب الأسد من المكاسب، وكان من الممكن أن تكون المكاسب أكبر إلا أن هناك بعض العوامل ساهمت في الحد من الارتفاع، وصعدت أسعار النفط صوب أعلى مستوى في شهر ولتنهي الأسبوع على ارتفاع نسبته 3%، وذلك في ظل الضبابية الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ومخاوف من احتمال امتداد الصراع في المنطقة الغنية بالنفط.

 

وارتفع خام مزيج برنت القياس العالمي في العقود الآجلة 35 سنتًا إلى 55.24 دولارًا للبرميل، متراجعًا عن أعلى مستوى خلال الجلسة عند 56.08 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى أيضًا منذ السابع من مارس (آذار)، إذ ارتفع الخام 4.4% على أساس أسبوعي.

 

وجاء في مقدمة العوامل التي حدت ارتفاع الذهب الأسود، تقرير شركة «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة، الذي أظهر أن الشركات الأمريكية أضافت منصات حفر نفطية للأسبوع الثاني عشر على التوالي للاستفادة من تعافي أسعار الخام، إذ زادت الشركات عدد الحفارات العاملة بواقع عشرة منصات ليصل العدد الإجمالي إلى 672 حفارة وهو الأكبر منذ أغسطس 2015.

 

على الجانب الآخر، وفي تأثير مباشر للضربة الأمريكية أمس ضد سوريا، توقع محللون ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة عقب صعود أسعار النفط، واعتبارًا من صباح الجمعة، صعد متوسط سعر جالون البنزين في الولايات المتحدة إلى 2.39 دولار، أو بزيادة قدرها سنت مقارنة مع مستواه الخميس.