"رجل رائع".. ماذا قالت المراكز البحثية عن "السيسي" قبل زيارة البيت الأبيض؟

تقارير وحوارات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي


نظرًا لأهمية الزيارة التي يعقدها الرئيس عبدالفتاح السيسي للبيض الأبيض بعقد قمة ثنائية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة العديد من القضايا التي تشهدها المنطقة، قامت المراكز البحثية بواشنطن بتحليل تلك الزيارة ومدى تأثيرها على البلدين.

من جانبها، قامت "الفجر" برصد آراء تلك المراكز الأمريكية حول الزيارة في السطور التالية.


ترامب يشيد بخطابات الرئيس
من جانبه، قال إريك تراجر الخبير الأمريكي بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن العلاقات المصرية الأمريكية ستبدو أكثر إشراقا عندما يزور الرئيس عبد الفتاح السيسى نظيره الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، موجهًا تساؤلاً "هل يستطيع ترامب أن يترجم الترحاب الحار إلى اتفاق جيد لأمريكا"؟.

وفى مقالة بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أكد أن لقاء الرئيسين لن يكون أول إعادة لضبط العلاقات بين البلدين، فقبيل توليه المنصب تودد الرئيس السابق باراك أوباما لمبارك الذي استاء من أجندة الحرية التي تبنتها إدارة جورج بوش، وأكد أوباما التقارب مع مصر في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، بينما قلل من المخاوف المُتعلقة بحقوق الإنسان.

وتابع تراجر:"لكن أولويات أوباما تحولت مع الإطاحة بمبارك في 2011، وأيد البيت الأبيض التحول الديمقراطي وتحاور مع الإخوان ورئيسهم محمد مرسى، ثم تراجعت العلاقات في أعقاب الإطاحة بالإخوان وقامت إدارة أوباما بتعليق الأسلحة التي تقدمها لمصر وفسرت القاهرة هذا على أنه دعما لجماعة الإخوان، ورغم استئناف تقديم الأسلحة في عام 2015، استمرت عدم ثقة مصر في واشنطن، بينما عمقت القاهرة علاقاتها مع روسيا بصفقات أسلحة ومناورات عسكرية مشتركة".

وأضاف:" الآن سيتعامل الرئيس السيسى مع بيت أبيض أكثر ودا، فترامب مُتشكك في الترويج للديمقراطية وقد أشاد مسئولون في إدارة ترامب بخطاب الرئيس السيسى الذي حث فيه العلماء المسلمين على محاربة التطرف، كما أنهم يشاركونه رؤيته في اعتبار الإخوان جماعة إرهابية"، مشيرًا إلى أن السياسات الداخلية لكلا البلدين ربما تمثل تحديًا.


الزيارة لتوطيد العلاقات
كما أكد المجلس الأطلنطي أحد المراكز البحثية الأمريكية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأولى للبيت الأبيض نابعة عن إعجاب ببعضهما البعض، وأن القاهرة مُتشوقة للدفع من أجل علاقات ثنائية أقوى والتى تتصور أنها ستفيد مصالحها أكثر من علاقتها المتوترة مع إدارة أوباما.

وأشار تقرير مركز الأبحاث الأمريكي إلى أنه بجانب تعزيز العلاقات بشكل عام، من المرجح أن يكون للسيسى أربع أولويات رئيسية فى هذه الزيارة، وهي: "تأمين الدعم الأمريكي للمصالح المصرية في محاربة الإرهاب والضغط على الولايات المتحدة لتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، والترويج لبرنامج الإصلاح الاقتصادي لمصر، وتقديم القاهرة كقوى إقليمية رائدة".

وفيما يتعلق بالأمن والإرهاب، أشار التقرير إلى أن اجتماع السيسى مع ترامب يأتى عقب اجتماعين هامين قدمت القاهرة في كلاهما فرصة لمناقشة رؤيتها لمحاربة الإرهاب، أبرزهما كان اجتماع وزراء خارجية دول التحالف ضد داعش، والذي أكد فيه وزير الخارجية سامح شكري جهود مصر لمحاربة الإيديولوجيات المتطرفة من خلال منابر دينية معتدلة.

وفيما يتعلق بالإخوان، قال التقرير أن مصر ستواصل الضغط على ترامب لتصنيفها ضمن الجماعات الإرهابية، إلا أن المركز استبعد أن تقوم الإدارة بخطوة في هذا الشأن في أي وقت قريب لأن الإخوان تنظيم دولي وإدراجه على قوائم الإرهاب سيؤثر على سياسة الولايات المتحدة فى دول أخرى.

وفيما يتعلق الاقتصاد، أوضح التقرير أن الاستثمارات الأمريكية في مصر مهمة مع سعي القاهرة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.


السيسي رجل رائع
وقال الباحث ديفيد شينكر بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن إدارة ترامب تركز على هزيمة داعش، وستتأثر محاولتها لفتح صفحة جديدة مع القاهرة بهذا الهدف وفى حين أن هناك الكثير الذى يمكن أن تفعله واشنطن لمساعدة مصر على دحر الإرهاب فى سيناء، فإن السؤال الحقيقى يتعلق بما يمكن أن تفعله القاهرة فى هذا الشأن.

وأشار شينكر إلى أن السيسى وترامب التقيا مرة واحدة قبل انتخاب ترامب، لكن كان هناك تقارب بينهما، فقد وصف ترامب السيسى بالرجل الرائع، بينما أشاد السيسى بفهم ترامب العميق والكبير للتطورات فى الشرق الأوسط وسيكون أساس التعاون مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أنه سيكون هناك الكثير ليناقش فى هذا الشأن.