تقارير: العالم على أعتاب نظام دولى جديد

عربي ودولي

الجيش العراقى- صورة
الجيش العراقى- صورة أرشيفية


اعترف منظمو مؤتمر ميونيخ للأمن، الذى شارك به سياسيون من دول العالم، بأن النظام الدولى يتغير بطريقة لا رجعة فيها، وأن الاضطرابات السياسية نتجت بسبب ترك الغرب حل المشاكل الدولية بأيدى قوى متطرقة.

 

وقال منظم المؤتمر الدولى الذى عقد فى الفترة من 17 إلى 19 فبراير، إن أمريكا لم تعد رمز الزعامة السياسية والأخلاقية بعد وصول الرئيس دونالد ترامب للسلطة.

 

ونقلاً عن شبكة "روسيا اليوم" أن منظمى المؤتمر أعدوا تقريراً بعنوان "ما بعد الغرب، ما بعد النظام، ما بعد الحقيقة"، وخلصوا إلى وجود أزمة عميقة بالنظام العالمى والديموقراطية الغربية المليئة بالتناقضات، وأن العالم على حافة عصر ما بعد الغرب.

 

كما رأى هؤلاء المفكرين أن المجتمع الغربى بدأ ينغلق على نفسه، ويترك حل المشكلات الدولية بيد قوى متطرفة وضد الليبرالية، مما نتج عنه ركود جيوسياسى، وانقسام داخلى بين الدول الأوروبىة ورفض فكرة الاتحاد الأوروبى وفتح الحدود المشتركة.

 

وفى هذا السياق، ذكّر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، دول العالم بخطاب رئيس بلاده فلاديمير بوتين منذ 10 سنوات، بأن النظام الليبرالى محكوم عليه بالفشل، وضرورة إيجاد نظام عالمى متعدد القوى.

 

وطالب لافروف بنظام عالمى ديموقراطى بديل للغرب، بينما أوضح أن موسكو لم تكن سبباً فى ضرب النظام العالمى القديم، لكن أزمة ذلك النموذج نبعت من الداخل بسبب استخدام مفهوم العولمة الاقتصادية والسياسية كأداة لضمان مصالح الدول الكبرى والنخبة العالمية فوق مصالح الأخرين، لذا كان محكوماَ عليه بالفشل.

 

كما أشار وزير الدفاع الروسى "سيرجى شويجو" اليوم إلى التوترات الشديدة بين موسكو والغرب بسبب توسعات حلف الناتو قرب الحدود الروسية، مشدداً على أن مساعى الغرب لوقف النظام العالمى الجديد ستؤدى للفوضى، واستخدام القوة العسكرية.

 

وفى ذات السياق، أشارت مجلة "نيوزويك" إلى أن روسيا أصبحت القوة الوسيطة بالشرق الأوسط، وكيف تمكنت من الفوز بعلاقات جيدة مع حلفاء أمريكا التقليديين بالمنطقة، مثل مصر وليبيا، والعراق وسوريا، وحتى إسرائيل، وكذلك إيران وتركيا والسعودية.

 

وأضافت أن موسكو حققت هدفها من التدخل العسكرى بسوريا وتوسعة نفوذها بالشرق الأوسط، بينما ستضطر الإدارة الأمريكية الجديدة لمغازلة حلفاء تقليديين، مثل مصر والسعودية وتركيا.

 

كما أبرزت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية أن الولايات المتحدة لم تعد القوى العظمى بالشرق الأوسط، حيث أن التدخل الروسى بالمنطقة جعل زعماء الشرق ينظرون إليها باحترام.

 

وأشارت إلى أن منطقة الشرق الأوسط تبقى الأكثر أهمية استراتيجية لأمريكا، رغم ضياع نفوذها بأسيا، بينما أضافت أن استراتيجية التقسيم "سايكس-بيكو" ليست الحل لإعادة سيطرة أمريكا فى ضوء صعود قوى إقليمية جديدة بالمنطقة.