كم ستخسر أضخم امرأة في العالم من وزنها ليتحملها سرير العمليات !

منوعات

 أضخم امرأة -ارشيفية
أضخم امرأة -ارشيفية


سافرت إيمان أحمد، البالغ وزنها 495 كيلوغراماً، من مصر إلى الهند في طائرة شحن معدلة خصيصاً لها، لتُجري عدة عمليات جراحية تساعدها في التخلص من وزنها الزائد.

ومنذ ذلك الحين، خضعت لنظام غذائي قاسٍ بألف ومائتي سعرة حرارية، لتفقد 6 كيلوغرامات في كل يوم من أيامها الخمسة الأولى في المستشفى.

ويُقال إنهم اضطروا لهدم جدران غرفتها قبل أن يخرجوها منها عن طريق رافعة، حسب تقرير لصحيفة الديلي بيست الأميركية.

ثم وُضعَت في شاحنة صغيرة في مطار تشاتراباتي شيفاجي الدولي بالهند، ثم نُقلَت لمستشفى سيفي في مومباي يوم السبت 18 فبراير2017.

200 كيلوغرام

وصرح الأطباء الأحد فبراير/شباط 2017 بأنها خسرت 30 كيلوغراماً في أول خمسة أيام لها في المستشفى، أي حوالي 6 كيلوغرامات يومياً بعد خضوعها لحمية سائلة.

ويسعى الأطباء لتخفيض وزنها 200 كيلوغرام أخرى هذا العام حتى يمكن وضعها على سرير العمليات، وفقاً لجراح السمنة الدكتور مفضل لاكداولا.

وقال لاكداولا: "يمكن أن يتحمل سرير العمليات وزن 453 كيلوغراماً. لكن عرض المصعد 141 سنتيمتراً فقط. وعرض إيمان حالياً يساوي 151 سنتيمتراً".

وُلدَت إيمان مريضة بداء الفيل، وهو عدوى طفيلية تسبب انتفاخاً كبيراً في أطراف المريض. وظلت ثقيلة طوال حياتها، وبمجرد بلوغها العام الحادي عشر من عمرها، لم تتمكن من المشي بسبب ثقلها، واضُطرَت للزحف.

وأصابتها سكتة دماغية في طفولتها تركتها طريحة الفراش، ما تسبب في تراكم الوزن الزائد.

وكانت أسرتها قد نشرت التماساً عبر الإنترنت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طالبة منه مساعدتها طبياً. لكن بعد معرفة حالتها، وافق الدكتور لاكداولا على مساعدتها دون مصاريف علاج.

تخضع إيمان لنظام غذائي عالي البروتين والألياف مكون من 1200 سعرة حرارية يومياً، وتُطعم كل ساعتين. كما تخضع لجلستي علاج طبيعي يومياً، وصارت قادرة على رفع أطرافها، والنوم بشكلٍ أفضل.

علاوة على ذلك، تمر إيمان حالياً بعدة فحوصات على أمل أن تجري العملية خلال بضعة أسابيع.

في الأسبوع الماضي، ذكر الأطباء أن إيمان، البالغ عمرها 36 عاماً، ستتناول مواد سائلة فقط في الأيام الخمسة والعشرين القادمة حتى تفقد الخمسين كيلوغراماً المطلوبة قبل بدء العملية.

وصرح الدكتور مفضل لاكداولا "فقط بعدما نسيطر على كل الأمراض المرتبطة بالسمنة، وتفقد إيمان وزنها؛ سنجري العملية"، مضيفاً أنها ستستغرق ساعتين ونصف الساعة.

كما أعلن الجراح المتخصص في عمليات خسارة الوزن أنه وفريقه في مستشفى سيفى مومباي يأملون أن تساعد العملية إيمان عبد العاطي في فقدان 150 كيلوغراماً أخرى. لأن ذلك سيمكنها من الجلوس وتناول الطعام بنفسها، وهما شيئان تعجز عنهما بوضعها الحالي.

وبعد العملية، ستقضي خمسة أشهر في رعاية الأخصائيين الهنود، وستتلقى علاجاً طبيعياً لتمرين عضلاتها قبل العودة إلى مصر.

كما صرح لاكداولا أنه إذا نجح العلاج الأولي؛ سيتمكن الأطباء من استخدام الجراحة لتخفيض وزن إيمان لأقل من 100 كيلوغرام خلال عامين.

شاحنة لنقلها
وكانت ابنة الإسكندرية قد حُملت إلى عاصمة الهند التجارية في طائرة شحن معدلة خصيصاً تابعة لشركة مصر للطيران يوم السبت 18 فبراير/شباط 2017 لتتلقى العلاج هناك.

وبعد وصولها إلى مطار تشاتراباتي شيفاجي الدولي، بعد سبع ساعات من الطيران، وُضعت في شاحنة صغيرة ونُقلت إلى المشفى، حيث ستخضع لسلسلة من الإجراءات لمعالجتها من السمنة. ورافقتها أختها شيماء أحمد، وفريق من أطباء المستشفى.

وصرَّح متحدث باسم المستشفى قائلاً "وصلت إيمان مع أختها شيماء أحمد إلى مومباي حوالي الساعة 4 صباحاً لتتجهز لرحلتها".

وأضاف: "وصل الفريق الطبي مصر قبل 10 أيام من الرحلة للإعداد لظروفها. ولأنها ثقيلة جداً، ولم تتحرك منذ 25 عاماً؛ كانت معرضة لخطر الانسداد الرئوي".

وتابع قائلاً: "وضعت على مميعات دم لتقليص فرص تعرضها لذلك الخطر أثناء نقلها".

وكانت أخت إيمان قد تواصلت مع الدكتور لاكداولا في أكتوبر/تشرين الأول 2016، مخبرة إياه أن شقيقتها في حاجة لتدخل طبي عاجل.

يُذكَر أن وزن إيمان حين وُلدت بلغ 4.9 كيلوغرام، وشُخصَت بعدها بفترة قصيرة بالمرض الطفيلي (مرض الفيل). وعند بلوغها 11 عاماً، كانت ثقيلة جداً، لذلك لم يتمكن جسدها من تحمل وزنها عند الوقوف، فاضطرت للزحف على ركبتيها داخل المنزل.

خلال الوقت نفسه تركت المدرسة الابتدائية، ثم تعرضت بعدها لسكتة دماغية، ما تركها طريحة الفراش وضاعف من حالتها، ما تسبب في بقائها في غرفتها. وأصبحت تعاني من شلل في رجلها اليمنى وذراعها اليمنى.

كما تعرضت لسلسلة من الأمراض الخطيرة الأخرى بسبب وزنها، منها السكري، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب النوم.

واضطرت إيمان للانتظار؛ إذ لم تقبل شركة طيران بنقلها بسبب حالتها الصحية المعقدة. وقبل رحلتها، أُعِدَّ سريرٌ مخصص لحالتها، بالإضافة للمتطلبات التي ستحتاجها لتسافر بأمان إلى مومباي.

كما أضيفت معدات خاصة على طائرة الشحن لحالات الطوارئ، بما فيها جهاز تنفس اصطناعي محمول، وجهاز صدمات كهربائية محمول، وأسطوانة أكسجين، ومنظار حنجرة، وأدوية.

تأشيرتها مرفوضة
وكان طلبها لتأشيرة هندية قد قوبل بالرفض في أول الأمر، ما دفع الدكتور لاكداولا لنشر تغريدة في ديسمبر/كانون الأول يطلب فيها المساعدة من وزير الخارجية الهندي، سويشما سواراج.

وهو ما قوبل بالموافقة سريعاً، على الرغم من وجود الوزير في المستشفى في انتظار عملية نقل كلى.

وكان الدكتور لاكداولا قد صرح مسبقاً: "نقل إيمان لمومباي هو مهمة خطرة، فحالتها في غاية التعقيد، فهي لم تتحرك أو تغادر منزلها منذ 25 عاماً".

وجراحة السمنة هي إجراء بتقليص المعدة يحدث لمن يريدون أن يفقدوا وزناً زائداً. وهي منتشرة في الهند بشكل كبير، التي تعاني من مشكلة متزايدة من السمنة، خاصة في المناطق الحضرية.

وتُعتبر الهند وجهة رئيسية للسياحة الطبية، إذ تتميز بخدمة ذات جودة عالية، ولا توجد قوائم انتظار، ولا تقارن أسعارها بأسعار الدول الأوروبية.