بعد وفاته في السجون الأمريكية.. خبراء يكشفون عن سيناريوهات ما بعد رحيل الشيخ عمر عبد الرحمن مؤسس الجماعة الإسلامية

عربي ودولي

عمر عبد الرحمن -
عمر عبد الرحمن - ارشيفية


أعلنت أسرة الشيخ عمر عبدالرحمن منذ قليل عن وفاته في السجون الأمريكية، أثناء قضائه عقوبة السجن مدى الحياة على خلفية اتهام السلطات الأمريكية له بضلوعه في التفجيرات التي كانت قد شهدتها الولايات المتحدة عام 1993.

من هو عمر عبد الرحمن؟
ويعتبر الشيخ عمر عبد الرحمن هو الأب الروحي للجماعة الإسلامية التي أسست في أوائل السبعينيات، والتي كان من ضمن أعضائها البارزين أيضا الهاربين إلى الخارج بعد الإطاحة بحكم الإخوان من مصر، عبود الزمر وعصام عبد الماجد وغيرهم ممن تورطوا في أعمال إجرامية.

حول اعتقاله في أمريكا
و سافر الشيخ عبد الرحمن، إلى الولايات المتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، منذ التسعينيات، إلا أن الاعتقالات لحقته، بعد اتهامه بتحريضه على العنف والقتل وارتكاب أعمال إرهابية، وكانت تفجيرات مركز التجارة العالمي في نيويورك ضمن الأسباب أيضا، وكذلك التخطيط لشن اعتداءات أخرى بينها مهاجمة مقر الأمم المتحدة.

تواصل بين أسرته والمخابرات الأمريكية
وكانت المخابرات الأمريكية "CIA" تواصلت في وقت سابق مع أسرة مؤسس الجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن، من أجل تقديم طلب لسفارة واشنطن بالقاهرة، لإكمال عقوبة عبد الرحمن في السجون المصرية، فيما أكد نجله خالد ، إن المخابرات الأمريكية تواصلت مع الأسرة أمس الجمعة، بشأن إعادته للقاهرة نظراً لحالته الصحية المتأخرة جدًا، حسبما صرّح لوكالة الأناضول، حيث أصيب بعدد من الأمراض وهو رهن الاعتقال.

الجماعة الإسلامية تنذر قبل وفاته
وخلال الشهور الماضية وقبل رحيل الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما عن البيت الأبيض، طالب خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أوباما، بالعفو الصحي عن الدكتور عمر عبد الرحمن.

وقال حينها "يجب على أوباما أن يصحح مسار خطأ السلطات الأمريكية قبل مغادرته البيت الأبيض بعد انتهاء فترة ولايته الرئاسية بإطلاق سراح الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن".

وأوضح  "الشريف" ائنذاك أن إطلاق سراح الدكتور عمر الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية يطفئ نار الغضب لدى الإسلاميين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها العنصرية ضد العرب، بحسب وصفه حينها، وبجانب هذا كان قد تعهّد الرئيس المعزول محمد مرسي في 29 يونيو 2012  في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهودن من شأنها العمل على تحرير الشيخ  عمر عبد الرحمن من السجون الأمريكية، إلا أنه لم يفلح في ذلك.

ردود الجماعة الإسلامية
من جانبه أكد الدكتور عمرو عبد المنعم، خبير الجماعات الجهادية والإسلام السياسي، أن الشيخ عمر عبد الرحمن برغم نقاط الاختلاف، إلا أنه كان عالما بالقران الكريم، ولديه الكثير من المواقف التي تحسب له تماما، مذكرا أن الشيخ عبد الرحمن يعتبر من أهم الشخصيات التي لم ينلها حكم بالإدانة في قضية مقتل السادات، فضلا عن الفتاوى التي حرّم فيها دماء الجنود ونهى أن يكونوا هدفا، قائلا لقد ظلم الشيخ كثيرا.

وعن سيناريوهات ما بعد رحيل الشيخ عمر عبد الرحمن، كشف عبد المنعم أن الجماعة الإسلامية لن يكون لها أية ردود أفعال تجاه أمريكا، مشيرا إلى أن الجماعة الإسلامية تجاوزت هذا الأمر منذ زمن بعيد، إلا أن هناك الكثير من الجماعات الأخرى التي تستهدف من قبل أمريكا لن يمر عليها هذا الحدث دون استغلال.

استغلال الجماعات المتطرفة للحادث
وأضاف خبير الجماعات الجهادية،  في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن تنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى مثل داعش، والتي لديها عداء مع الولايات المتحدة الأمريكية،  ستستغل هذا الحادث وستعمل على إشعال الأجواء، فضلا عن أنها ستعمل على تأجيج عاطفة الشباب كي يأخذوا بثأر الشيخ عمر عبد الرحمن.

هدوء الأوضاع
كما أكد جمال أسعد الكاتب والمفكر السياسي، أن الميتة التي مات عليها الشيخ عمر عبد الرحمن تأتي طبيعية تماما، وأن هذا الأمر سيكون كفيل بعدم تأجيج الأوضاع، فضلا عن رجوع جثمان الشيخ عمر عبد الرحمن إلى مصر حسبما أعلن عن ذلك، سيهدأ  من الأوضاع كثيرا.

هل ستحدث أزمات؟
وبسؤاله عن إحداث أزمات سياسية بموت عبد الرحمن، أضاف أسعد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه لن يكون هناك أزمات سياسية من أي نوع على الإطلاق، حيث أن الحادث ليس له علاقة بالأحداث السياسية، إلا أن سياسات دونالد ترامب المتطرفة هي من ستعزز وحدها الأعمال العدائية في المنطقة.

ردود أفعال الإخوان والجماعة الإسلامية
وعن ردود أفعال الجماعة الإسلامية والإخوان، يرى الكاتب والمفكر السياسي، أن الإخوان بطبيعتهم وهم يتعاملون مع الولايات المتحدة الأمريكية كتعاملات أساسية في مناهجهم، فإنهم لن يحركون ساكنا على الإطلاق، اللهم إلا أن الجماعات الأخرى مثل القاعدة وداعش، هي في حرب مفتوحة بطبيعة الحال ولن تتراجع بموت عمر عبد الرحمن أو بغير موته، وإنما ستظل على مناهجها الثابتة.

وجوب انتباه الجماعة الإسلامية لتصرفاتها
ويعلّق الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولي والمتخصص في الشأن الأمريكي، أن عقوبة السجن التي نالت من الشيخ عمر عبد الرحمن، وهي السجن مدى الحياة، من العقوبات القاسية جدا، مشيرا إلى أن السلطات الأمريكية كانت قد وجهت له الكثير من الاتهامات التي حبس على إثرها خلال أعوام التسعينيات، وهي قضايا تتعلق بالتطرف وغير ذلك من تلك قضايا التفجيرات والإرهاب.

ماضي كارثي
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه يجب على الجماعة الإسلامية أن تنتبه لتصرفاتها وأن تراجع نفسها في جميع ما تنتهجه، خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أنهم يسببون كوارث كبيرة تجاه رؤية الغرب للإسلام.

وأوضح أن الجماعة الإسلامية انتهجت منذ تأسيسها الكثير من الأعمال الإرهابية التي تسببت في أعمال التخريب والتدمير، مذكرا بالمؤتمر الشهير الذي عقد بين قيادات الجماعة وبين محمد مرسي والذي كان بمثابة  خراب لمصر.