في ذكرى وفاته.. 5 أسرار حول خلاف "عبد الناصر" و"صلاح سالم"

تقارير وحوارات

صلاح سالم وجمال عبدالناصر
صلاح سالم وجمال عبدالناصر


اشتهر بنظارته السوداء التي كان لا يخلعها حتى في الاجتماعات الرسمية، تعارف على جمال عبد الناصر أثناء حصار كتيبته في الفالوجة، وسانده في صراعه مع الرئيس الراحل محمد نجيب على السلطة، ألا وهو صلاح سالم أحد الضباط الأحرار، العضو البارز في مجلس قيادة ثورة 23يوليو 1952، حيث شهدت علاقته بـ"عبد الناصر" توترات عديدة، حينما عارضه بعد تأميم قناة السويس، ووصفه لمجلس الثورة بأنه أسوأ من الحتلال، ما أدى إلى فصله من وزارة الإرشاد وإسناد رئاسة جريدة الجمهورية له، ومقاطعته.
 
تعارفه بـ"عبد الناصر"
أثناء حرب فلسطين، تعرف صلاح سالم على جمال عبدالناصر أثناء حصار كتيبته في الفالوجة، وانضم إلى الضباط الأحرار، وكان عضوًا في اللجنة التنفيذية لـ"مجلس قيادة الثورة"، وعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 كان متواجدًا في العريش، مكلفًا بالسيطرة على القوات المتواجدة هناك.
 
مساندة "عبد الناصر"
وبعد نجاح ثورة يوليو أسند إلى "سالم" ملف شؤون السودان، حيث ساند جمال عبدالناصر في صراعه مع الرئيس محمد نجيب على السلطة في أزمة مارس ١٩٥٤، ثم ما لبث أن تقدم باستقالة من جميع مناصبه، بعد فشله في السودان، في نهاية أغسطس 1955، وشارك في مؤتمر باندونج.
 
معارضة "عبد الناصر"
 وما لبث أن تحول التأييد والمساندة، إلى معارضة، عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس، كان صلاح سالم الوحيد من بين ضباط الثورة الذي عارض موقفه بعد التأميم خوفًا من موقف الدول الكبري ضد مصر، وكان رأيه أن يضحي "عبد الناصر" ويقدم استقالته لإنقاذ مصر مما يمكن أن تواجهه‏.‏
 
فصله من وزارة الإرشاد
حمل "عبد الناصر" لصلاح سالم موقفه المعارض لقرار التأميم، رغم عدوله عنه بعد ذلك‏ وفي أول تعديل وزاري خرج من وزارة الإرشاد، وتولي رئاسة تحرير "الجمهورية".
 
مشادة مع "عبد الناصر"
أما موقفه من العدوان الثلاثي، اقترح وقف القتال والاستسلام للسفير البريطاني، ويقول السيد سامي شرف، إن- صلاح سالم- قال للرئيس عبدالناصر: "أنا لو مكانك أسلم نفسى للسفير البريطاني" فقال له عبدالناصر: "أكيد انت سخن"، وقال لطبيبه الخاص أحمد ثروت: "شوف كده صلاح سخن ولاّ إيه" مع دخول عبدالحكيم عامر الذي تساءل فور دخوله عما يحدث فأخبره عبدالناصر فنظر إلى صلاح باندهاش وامتعاض فإذا به يقول لسامي شرف: "عندك أفرول زيادة؟" فرد شرف بنعم، فقال له صلاح "إطلع هاته" ثم قال لعبدالناصر "أنا رايح للمقاومة فى السويس".
 
انتقاده لمجلس قيادة الثورة
وفي مذكراته، وصف "سالم" مجلس قيادة الثورة، بأنه أسوء من الاحتلال البريطاني وقد دارات مذكراته في معظمها حول السودان وما دار من مفاوضات بشأنه سواء مع الإنجليز أو مع السودانيين أنفسهم حتى أعلن استقلال السودان.
وكان يرى "سالم" أن البلاد تدار بيد مجموعة من الشباب العسكريين عديمي الخبرة في الإدارة والحياة المدنية، وكل منهم يتسابق لجمع أكبر عدد ممكن من المصالح والسلطات بين يديه.
 
هجومه ضد "عبد الناصر"
ولم يتوقف الأمر عند المعارضة فقط، فحسب، بل وصل الأمر إلى حد القطيعة، فعندما اشتد مرض الكلى على "سالم", التف حوله غالبية رفاقه في مجلس قيادة الثورة, وخففوا عنه آلام المرض إلا عبد الناصر, فقد ظل مقاطعًا, وبخاصة بعد أن نُقل إليه أن صلاح سالم تحدث مع زواره عن مساوئ عبد الناصر, ووجه نقدًا لاذعًا لقراراته, فاستشاط عبد الناصر غضبًا وقرر مقاطعته.
 
"عبد الناصر" يتقدم جنازته
كان صلاح سالم أول أعضاء مجلس قيادة الثورة وفاة، فتوفى عن عمر 41 عامًا في 18 فبراير 1962 بالسرطان ، وقد عملت الحكومة المصرية على إنشاء طريق يسمى باسمه تخليدًا لذكراه.
وأقيمت له جنازة مهيبة تقدمها جمال عبد الناصر، بدأت من جامع "شركس" بجوار وزارة الأوقاف وصولًا إلى ميدان إبراهيم باشا‏.‏