في ذكرى وفاته.. فاروق شوشة عندليب اللغة العربية وعاشق شهداء ثورة يناير

تقارير وحوارات

فاروق شوشة
فاروق شوشة



أطلق عليه عندليب اللغة العربية، لعذوبة قصائده الذي ترجمت عدة لغات عالمية، بل تناولت أعماله عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية، وكان ناقد للأوضاع بكلماته وموثق الحدث بأشعاره إنه الشاعر الراحل "فاروق شوشة".

ويحتل اليوم السابع عشر من فبراير ذكرى وفاة الشاعر "فاروق شوشة"، شوشة الذي ولد عام 1936 بقرية الشعراء في محافظة دمياط، حفظ القرآن منذ نعومة أظافره، وأتم دراسته في دمياط، وتخرج في كلية دار العلوم، ثم درس التربية بجامعة عين شمس، وعمل مدرسًا، والتحق بالإذاعة عام 1958، وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيسًا لها في العام 1994.

برنامج لغتنا الجميلة
الإذاعة كانت بوابة الدخول الحقيقية الذي عرفت الجماهير بصوته العذب وأشعاره المميزة، حيث قدم عددًا من البرامج أبرزها "لغتنا الجميلة" و"أمسية ثقافية"، حتى أصبح عضوا بمجمع اللغة العربية في مصر، ورئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتليفزيون، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين، كما شارك في العديد من مهرجانات الشعر العربية والدولية، حتى منح جائزة النيل وهي أعلى الجوائز التي تمنح لأديب، وتعتبر من أواخر الجوائز التي حصل عليها قبل رحيله.

ثائر على الأوضاع
انتقد شوشة في إحدى قصائده المثقفين وتردي أوضاع التعليم، حيث قال في أحد حواراته: "كتبت قصيدة الخدم نتيجة تأمل طويل في أوضاع الثقافة والمثقفين طيلة 20 عاماً، وكان احساسي الدائم أن الوضع يتردى عامًا بعد آخر، ولفت نظري أمر طريف، هو أن رؤساء المؤسسات الثقافية على مدار 20 عامًا هم من يكتبون عن الفساد في الثقافة والمؤسسات الثقافية، كأنهم لم يكونوا رؤساء هذه المؤسسات يوماً، فكتبت القصيدة لأقول لهم أنتم صناع هذا الفساد، وعباقرة هذا التردي، وأنتم من ألغيتم القيم الصحيحة والنبيلة، وجعلتم من المؤسسات مجرد كيانات لا تقدم ولا تؤخر شيئاً، ثم تأتون لتقولوا إن الثقافة كان ينقصها كذا وكذا، أين كانت ضمائركم وعقولكم".

المثقفين
الأمر الثاني الذي تحدث عنه شوشه في حوار سابق له أن "المثقفين أنفسهم لم يسلموا مما يُوصف به الإنسان المُتهالك، المُتطلع، المُستعد، أن يبيع أي شىء من أجل أن يغنم منصباً أو وظيفة أو وضعاً أو شهرة أو جائزة أو دوراً، وتحت هذه العناوين رضخ كثير منهم للواقع الذى كان موجودا ولايزال. وظنوا أنهم جماعة الشطار، لأنهم يحققون الغنائم، أما غيرهم من العازفين أو المحبطين أو الصامتين أو العاكفين فى بيوتهم أو المهاجرين خارج بلادهم، هؤلاء هم الأغبياء الذين لم يحسنوا لغة العصر، ولم يستفيدوا من عطايا السلطان، ولم يقتربوا من النفوذ أو يحصلوا على منصب، ولم تتردد أسماؤهم بمناسبة أو غير مناسبة، ولم تظهر صورهم في الصحف والقنوات".

التعليم
أما عن أوضاع التعليم الآن قال: إنه ليس هناك تعليم كما كان من قبل فنحن في عصر "لا تعليم" ، مضيفًا "الأطفال يذهبون إلى المدارس ويعودون متخلفين في أشياء عرفوها قبل أن يذهبوا".

ثورة يناير
وعن ثورة 25يناير 2011، قال "شوشة" إنه طالع الصحف الصباحية التي تحدثت عن توجه عدد من الشباب للتجمع في ميدان التحرير، وتصور أن الأمر لن يخرج عن شكل المظاهرات العادية التي تعود علي رؤيتها في أماكن مختلفة والتي كان بعضها فئويا يطالب من خلالها عمال وموظفون أو من ينتمون إلى مؤسسات وهيئات بما يعتبرونه حقوقا مشروعة لهم، كما وتصور أن الأمر سينتهي بانتهاء اليوم لكنه فوجئ في مساء اليوم الأول بأن الذين تجمعوا لفعل الثورة هم مئات الالوف وليسوا افرادا أو مئات.

ويستطرد "شوشة" في حديث صحفي، أن صيحة الثورة قد وصلت إلى كل أبناء مصر، وأن الأمر جاد وليس هزلا، وأن الشعار الذي رفعته الثورة منذ اللحظة الاولي وهو "الشعب يريد إسقاط النظام" كان بالغ الاهمية والشجاعة، منذ ذلك الوقت أيقن أن الحل الذي انتظرنه طويلا لكن لم نفعل شيئا لتحقيقه، قد تحقق اخيرا علي أيدي هؤلاء الشباب، وأهدى شهداء ثورة 25 يناير قصيدة "الشهداء".

وفاته
وانتهت  مسيرة الشاعر الكبير فاروق شوشة في الرابع عشر من أكتوبر الماضي، عن عمر يناهز 80 عاماً.