تلاميذ قرية بكفر الشيخ: نفسنا نعيش بدون مهانة وذل (فيديو وصور)

تقارير وحوارات



"نفسنا نتعلم ونعيش حياة جيدة، احنا عايشين في عزبة منعدمة لا فيها وحدة صحية ولا مدرسة ولا صيدلية، عايشين فوق الأرض لكننا ميتين"، بهذه الكلمات عبر أطفال وتلاميذ عزبة ابو مساعد التابعة للوحدة المحلية لقرية البنا بمركز الحامول فى محافظة كفر الشيخ،عن معاناتهم اليومية مع انعدام الخدمات وعبورهم لترعة صغيرة فى قلب المياه للوصول إلى مدرستهم.

محمود حسن، أحد أبناء القرية يؤكد أنه يحمل طفلته على كتفيه للعبور بها عبر الترعة "المصرف الزراعي" في وسط المياه وتوصيلها إلى الحضانة التى تقع على بعد 800متر وفى جهة مقابلة لعزبتهم،مشيرًا الى معاناته اليومية، حيث يترك زوجته تقوم بعلف المواشى صباح كل يوم ويذهب هو ليوصل طفلته".


فيما قال عمرو علي، أحد أهالى القرية، كيف يتخرج من هؤلاء الذين يعيشون في قهر طبيبًا أو مهندسًا، فالعالم أحمد زويل تخرج من حضن الريف المصري والشيخ الشعراوي لكن في ظل انعدام الخدمات لا نستطيع أن نخرج عالمًا من هذه القرية رغم طموحات الأطفال.

ويوضح أن أحد أهالي القرية المجاورة قام بقطع الطريق علينا وإزالة المعدية الخاصة بعبورنا، ورغم أننا شكونا لكافة المسؤلين إلا انهم لم يحركوا ساكنًا.

وأضافت أسماء واصف نصر، تلميذة في الصف الأول الإعدادي، قائلة "مش قادرين يوفروا لينا تعليم ولا معيشة محترمة،انا بحس بالقهر والذل وانا رايحة مدرستى وبغوص فى المياه وبروح هدومى كلها مبللة وعليها طين وبضطر أقف أكثر من نصف ساعة لحين ان تنشف ملابسى حتى لا اتعرض لمضايقات من أصحابي".

وتابعت قائلة "أنا مش حاسة أنى عايشة أحنا منعرفش عن الحياة أي شئ مهمشين وقاعدين فى مكان اشبه بالسجن،بنروح مدارس مش بتعلمنا،ولا الدولة بتقدملنا أي مساعدات، ومحدش بينقذنا من أصحاب الأرض الزراعية، الذين يقومون بإطلاق الكلاب علينا يوميًا لمنعنا من العبور عبر المصرف".

ويطالب الأهالي بإعادة المعدية مرة أخرى رافضين الخضوع لفكرةإنشاء معدية خشبية عبارة عن متر فى متر قائلين عاوزين مياه الشرب وعمل طريق زى البنى آدمين.

من جانبها أكدت المهندسة عايدة ماضى،رئيس مركز ومدينة الحامول التابع لمحافظة كفر الشيخ،انه تم عقد جلسة صلح بين اهالى قرية ابو مساعد التابعة للوحدة المحلية بقرية البناء وأصحاب الارض الزراعية التى تقع على رأس القرية،مشيرة الى انهتم الإتفاق على قيام صاحب الارض بإنشاء "معدية" خشبية بطول وعرض متر فقط لعبور تلاميذ القرية لمدرستهم التى تقع على الضفة الاخرى من القرية،وذلك بدلًا من عبروهم عبر مصرف الصرف.

أضافت ماضى، أنها إنتقلت للقرية امس م الاثنين برفقتها ممثلين عن مديريتى الزراعة والرى واهالى القرية وصاحب الارض لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخلاف بينهم التى ادى لفيام صاحب الارض الزراعية بإزالة المعدية منذ اكثر من عام ما ادى لقيام الاهالى بنقل التلاميذ عبر المصرف محملين على ظهوريهم.

أوضحت رئيس مركز ومدينة الحامول، انه تم تقريب وجهات النظر وتعهد صاحب الارض على إقامة "معدية"للاهالى على نفقته الخاصة، مع أخذ تعهد على الطرفين ينص على إلتزام الطرف الثاني بعدم التعرض للطرف الاول في ملكيتة الخاصة او التعديل علي العداية المتفق عليها،كما يلتزم الطرف الاول بتمهيد مشايه بعرض 1 متر لمرور تلاميذ المدرسة عليها.
 
وتم الصلح بين الطرفين والتوقيع على مذكرة بذلك بحضور المقدم أحمد الشيخ، نائب مأمور مركز شرطة الحامول.