تعليق ولي العهد السعودي على تقلده ميدالية "جورج تينت"

السعودية

بوابة الفجر


تتصدى المملكة للفكر التكفيري والعمل الإرهابي٬ عبر رصده وضبط عناصره وتقديمهم للعدالة، وقد جاء تتويج أول أمس من نوع مختلف، حيث تسلم الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي٬ ميدالية "جورج تينت" التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)٬ للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب٬ فيما يُعد اعترافاً أميركيا بدور الأمن السعودي٬ وثمرة لجهود وتوجيهات القيادة السعودية في تعزيز العمل الأمني والاستخباراتي٬ وتمكنه من التصدي للإرهاب عبر التدريبات العالية والمكثفة٬ ومساهمة المجتمع السعودي بكل أطيافه في محاربة الإرهاب.
 
وأعرب ولي العهد، في تصريح صحفي عقب استلامه الميدالية، عن تقديره لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على تكريمه، مؤكداً أن هذه الميدالية ثمرة لجهود وتوجيهات قادة المملكة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وشجاعة رجال الأمن وتعاون المجتمع بكافة أطيافه في محاربة الإرهاب.

كما أكد، أن "جميع الأديان السماوية تتبرأ من المعتقدات والأفعال الشيطانية للفئات الإرهابية"، مبيناً أن جميع الآراء الدينية والسياسية والاجتماعية السلبية التي تستخدم الدين كأداة على امتداد التاريخ الإنساني، لا تُعبّر مطلقاً عن حقيقة الدين الذي تنتسب إليه، أو تنسب أفعالها له.

وشدد على رفض المملكة الشديد وإدانتها وشجبها للإرهاب بكافة صوره وأشكاله أياً كان مصدره وأهدافه، وأضاف: "نحن بإذن الله في المملكة مستمرون في مواجهة الإرهاب والتطرف في كل مكان فكرياً وأمنياً"، مبيناً "أنه بفضل الله ثم بالجهود التي تبذلها المملكة تم اكتشاف الكثير من المخططات الإرهابية التي أُحبطت ولله الحمد قبل وقوعها بما في ذلك عمليات كانت موجهة ضد دول صديقة مما أسهم في الحد من وقوع ضحايا بريئة."

وقال ولي العهد، "إن محاربة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية على جميع الأصعدة لمواجهته أمنيًا وفكريًا وماليًا وإعلاميًا وعسكريًا"، لافتاً الانتباه إلى أن ذلك يتطلب التعاون وفقًا لقواعد القانون الدولي والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة، وفي مقدمتها مبدأ المساواة في السيادة.
 
وقد ارتبط اسم الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بمكافحة الإرهاب، منذ توليه أول منصب له في وزارة الداخلية عام 1999م، إذ لُقب بـ"قاهر الإرهاب"، و"جنرال الحرب على الإرهاب"، فهو يُعد المعادلة الصعبة في مكافحة الإرهاب، التي يضاف إليها تسلمه ميدالية "جورج تينت"، نظير إسهاماته غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، ما يُعد إنجازاً يضاف إلى إنجازاته السابقة في هذا المجال.

ووفقاً لتقرير نشرته جريدة "الحياة" السعودية، فمسيرة ولي العهد، خلال 18 عاماً في محاربة الإرهاب والفكر الضال، تمثل إحدى التجارب العالمية الناجحة التي استفادت منها دول عدة، وقامت بتطبيقها في مكافحة الإرهاب لديها، فيما جعلت أعداءه يكيدون له، من خلال محاولات بائسة وفاشلة لاغتياله، وخصوصاً بعدما اقتلع جذور تنظيم القاعدة من السعودية، وهو ما قاد تنظيم القاعدة الإرهابي في السعودية لإعلان انضمامه إلى تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن والعمل على تكثيف جهوده لاستهداف ولي العهد السعودي من خلال التخطيط لاغتياله.

وعلى الرغم من غدر ومكر الإرهابيين، إلا أن الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تعامل في سياسته معهم بنظرة أبوية، وانطلق نهجه في ذلك بتطبيق الرحمة بعدالة مع الأطياف الإجرامية كافة من دون استثناء.

ويعتبر تطبيق الحدود وضبط المجرمين وتقديمهم للعدالة وتشكيل اللجان لمراجعة التحقيقات قبل إصدار الأحكام الشرعية، من منطلق الحرص على عدم ظلم المضبوطين، وفي الوقت نفسه يؤكد مدى حرص المملكة على تطبيق العدالة والشريعة الإسلامية.
 
برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة
كما أن ولي العهد الإنسان ينظر إلى المجرم على أنه إنسان مخطئ يمكن إصلاحه وتعديل سلوكه ليعود عضواً فعالاً في المجتمع، فكانت من أبرز أعماله إنشاء برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة، الذي يعكس جوانب التسامح والإنسانية، التي يحملها ولي العهد، إذ يُعد البرنامج مظهر من مظاهر التسامح التي تتعامل بها المملكة مع أبنائها ممن غرر بهم واستغلهم الأعداء لتخريب مكتسبات وطنهم، فكان هذا البرنامج من أفضل وسائل مكافحة الإرهاب في المملكة، كما أنه من أبرز الأدوات التي تم استخدامها في إنقاذ الشباب المتورطين في جرائم الإرهاب ومعاملتهم على أنهم "مغرر بهم" وليسوا مجرمين، وبالتالي، فإن سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز استطاع أن يواجه الفكر بالفكر من خلال شعور إنساني، وذلك بالعمل ليلاً نهاراً من أجل حماية فئة الشباب، وهي الفئة المستهدفة من تلك المنظمات الإرهاب، وإنقاذ أبناء الوطن من الانزلاق في الغلو والتطرف.
 
والجدير بالذكر، أن هذا ليس التكريم الأول لولي العهد، فكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قلد ولي العهد "وسام جمهورية تركيا" في الأول من أكتوبر 2016م.

وتكريم ولي العهد الأمين، لم يتوقف على ذلك، نظير جهوده المشهودة في مجال مكافحة الإرهاب، فكان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند قد قام سابقاً بمنحه وسام "جوقة الشرف" في الرابع مارس م2016.

كما حصل ولي العهد السعودي على أوسمة محلية، أولها وشاح الملك فيصل الذي منحه له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، تقديراً لما قام به من تخطيط متقن وإدارة ناجحة لعملية اقتحام الطائرة الروسية المختطفة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وإنقاذ ركابها، في مارس 2001م.

أما الوسام الثاني، فحصل عليه بعد محاولة اغتياله في سبتمبر 2009، إذ قلده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه، وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى تقديراً لما أظهره من تميز في مجال عمله.