تفاصيل خريطة ثروة مصر الذهبية المحفوظة ببريطانيا

منوعات

أول خريطة علي ورق
أول خريطة علي ورق البردى


 كانت الخريطة تمثّل للإنسان القديم مفتاحاً مهماً لإستكشاف العالم من حوله، وعلي الرغم من أن الخريطة قديماً كانت شديدة البدائية،  إلا أنها كانت تؤثر على الوعي الإنساني، فلم يكتف الإنسان القديم باللغة أو الموسيقا فقط كوسائل للتواصل، بل سعى لتكون الخريطة جزءاً من الوسائل إتصاله بالعالم.‏‏‏

بردية "تورين" 
في عام 1300 ق.م تم رسم أول خريطة علي بردية لمنطقة أرض المعدن، وهي المنطقة الواقعة بين نهر النيل والبحر الأحمر من جنوب اسون إلى أرض الحبشة، وكانت الخريطة تصف الجبال الواقعة شرق نهر النيل التي كانت مصدراً للتنقيب عن الذهب والفضة، وهي محفوظة في متحف في مدينة "تورين" بإيطاليا، واكتشِفَت في دير بطيبة بواسطة “برناردينو دروفتي” حوالي عام 1824م، وهي تعد من الوثائق المهمة التي تحدد مناجم الذهب الموجودة في مصر، وتشير إلى أكثر من 40 منجم واقع في قلب الصحراء، ما بين الأقصر والبحر الأحمر، كما تُظهر بعض المعالم من طرق ومَبَانٍ وجبال، كما يظهر بدقة أنواع الصخور المختلفة والحصى والأودية، وتحتوي على معلومات عن المحاجر والتعدين .

أول خريطة مجسمة
 تعود إلى الحضارة البابلية، وهي مصنوعة من الطين، واستعان بها أصحابها لتحديد الأراضي الزراعية وحصر الملكية وجمع الضرائب، وما زالت هذه الخريطة موجودة حتى الآن، وهي محفوظة في خزانة المتحف البريطانى، وفي عام 1930 م عُثر على لوح من الطين بمقياس ( 6.8 × 7.6 سم ) بالقرب من كركروك بالعراق، ويعود تاريخ اللوح إلي 700 أو 500 ق.م تُبين بابل على الفرات ومُحاطة بدائرة من اليابسة وفيها بعض المدن، ومحاطة كلها بالبحر، مع سبع جزر دائرية حولها، ويطلق على تلك الخريطة اسم خريطة "العالم البابلية"، وقام بترميمها "إكارد أنكر". 

أول خريطة ورقية
إلا أن أول الخرائط التي رُسمت على الورق كانت عند قدماء المصريين وكانت علي ورق البردي، وقيل إن أول خريطة للقدماء المصريين كانت في عهد "رمسيس الثاني" مع بدايات القرون الميلادية الأولى، ويوجد رأي أخر أن أول خريطة رسمت كانت في عهد الملك "سيتي الأول" في عام 1318 ق.م، وفي عام 150م تحديداً، ظهرت أول خريطة للعالم بخطوط طولية وعرضية، وكان بطل هذه المرحلة الفلكية هو الجغرافي وعالم الرياضيات "بطليموس" .‏‏‏
وكان للإغريق الفضل في تقسيم الكرة الأرضية إلى دوائر الطول والعرض ,‏‏‏وتطلَّب تطوير الخريطة قروناً من الجهود المختلفة, فقد كانت حاجة البشرية الماسة إلى الخريطة دافعاً قوياً للمساهمة في تطويرها.

"إرستينس" رسم أول خريطة للعالم
 وحينما حاول المؤرخ اليوناني إراتوستينس رسم أول خريطة كلية للعالم، بدأت فكرة كروية الأرض بالظهور من خلال رسمه لخطوط الطول، كما بدأت كثير من المناطق الجديدة في العالم بالظهور في خريطته، وأيضاً  قام العالِم الجغرافي العربي "محمد الإدريسي" بوضع خريطة أكثر دقة للعالم، لكنها تتوقف عند الجزء الشمالي من القارة الإفريقية، وظلت هذه الخريطة الجديدة معتمَدة لأكثر من ثلاثة قرون، وكان ظهور الأطلس معلماً بارزاً في مراحل تطور الخريطة، فظهر لأول مرة مطبوعاً على يد العالِم "أورتيليوس"، وظل أطلسه معتمداً حتى عام 1612م.‏‏‏

خرائط النجوم أو خرائط السماء
فمثلما تساعد الأقمار الصناعية إنسان العصر الواحد والعشرين على ضبط خرائطه التي يحتاجها في حياته اليومية، احتاجت البشرية في أزمانها القديمة إلى خرائط النجوم من أجل ضبط المواقع علي خرائط الأرض،  كان علم الفلك بصورة عامة عاملاً مهماً في تكوين الخرائط، وقد اهتم العرب بهذه العلاقة بين الخريطة والنجوم، وهذا ما ظهر جلياً في الخرائط الأولى، حيث ظهرت فيها الكرة الأرضية بخطوط الطول والعرض مع صور للأفلاك والنجوم، ثم رسم العلماء العرب خرائط مصوَّرة حدَّدوا فيها بدقة مواقع النجوم، ويشتهر في هذا السياق العالم العربي "عبدالرحمن الصوفي" بجمعه قرابة ألف نجم في خريطته الفلكية .