دمياط .. مدينة هزمت لويس التاسع و عجزت عن مواجهة الغزو الصيني

منوعات

بوابة الفجر



لم تعد دمياط هي تلك المدينة التي أبهرت العالم بصناعة الأثاث فقد تحولت هذه القلعة الصناعية الضخمة الى أحد المراكز التجارية لتسويق الأثاث المستورد غالبا من الصين و أصبحت مهنة " الأويمجي " _ الشخص الذي كان يقوم بتشكيل و حفر الخشب يدويا _ الى واحدة من المهن المنقرضة مثل الطرابيشي و مبيض النحاس 
كانت دمياط تسمي فى العصر الفرعوني مدينة  “تامحيت” أو”تم أتي” أي المياة أو ددينة مجري الماء كما ذكر المؤرخين وفى العصر اليوناني
 كانت تسمى “تاميا تس” و قدأستمر الحكم الإغريقي و البطلمي   لمدة 3 قرون ، زادت خلالها العلاقات التجارية و الثقافية بين دمياط و الشعب اليوناني حيث نرى عدد كبير من العلماء و الكتاب و السائحين الذين اهتموا بدراسة التاريخ المصري و الآثار و العادات والتقاليد أما فى العصر اليوناني تغير أسمها من “تاميا تس”الى “تاميات ” و كانت الأرض التى تمدهم بالغلال و الكتان كما  أنتشرت فيها الكنائس و خاصة فى عهد الإمبراطور “قسطنطين"
وبعد الفتح العربي لمصر فى سنة 642 ميلادية قام المقداد بن الأسود  بفتح دمياط حيث سيطر العرب علي منافذ النيل علي البحر المتوسط و ظلت دمياط بيد المسلمين إلى أن نزل عليها الروم في سنة 90 من الهجرة ،وفى سنة 238 هجرياً في عهد الخليفة العباسي أبو الفضل جعفر المتوكل على الله قام الروم بغزو بحرى مفاجئ من جهة دمياط إذ بعثوا بثلاثمائة مركب وخمسة آلاف جندى إلى دمياط و قتلوا من أهلها خلقًا كثيرًا و حرقوا المسجد الجامع و المنبر و أسروا نحو ستمائة امرأة مسلمة و أخذوا كثيرًا من المال و السلاح و العتاد و فر الناس أمامهم و تمكن الجنود الرومان من العودة إلى بلادهم منتصرين .
اثناء الحملات الصليبة سنة1170 دخل الفرنجة دمياط و حاصروا المدينة براً وبحراً و أرسل صلاح الدين الأيوبي إليها الجند عن طريق النيل و أمدهم بالسلاح و الذخيرة و المال و لما بلغ صلاح الدين قصد الإفرنج دمياط استعد لهم بتجهيز الرجال و جمع الآلات إليها و وعدهم بالإمداد بالرجال إن نزلوا عليهم و بالغ في العطايا والهبات وكان وزيرا متحكما لا يرد أمره في شيء ثم نزل الإفرنج عليها و اشتد زحفهم و قتالهم عليها و هو يشن عليهم الغارات من الخارج و العسكر يقاتلهم من الداخل فانتصر عليهم فرحلوا عنها خائبين فأحرقت مناجيقهم ونهبت آلاتهم و قتل من رجالهم عدد كبير كما خرج نور الدين من دمشق لقتال الصليبين الذين اضطروا للرحيل بعد أن غرق لهم عدد من المراكب و تفشي بينهم المرض و بعد ذلك  رحلت الفرنجة إلي بلادهم ودخل الملك الكامل دمياط و أرسلت البشائر بتحرير دمياط إلي جميع الدول الإسلامية .
فى 4 يونية سنة 1249 ميلادياً عاد الصليبيون مرة أخرى لغزو مصر عن طريق دمياط علي رأس حملة بقيادة لويس التاسع مللك فرنسا وصلت الى شواطئ دمياط و كان شعب دمياط أروع الأمثلة للبطولة و التضحية في مقاومة الحملة الصليبية حتى توالت الهزائم علي جيوش الفرنجة من هزيمتهم في فارسكور إلي هزيمتهم في المنصورة و أسر لويس التاسع ملك فرنسا وتم سجنه في دار بن لقمان بالمنصورة وتم الجلاء في يوم8 مايو 1250 ميلاديا و أصبح هذا اليوم عيداً قومياً للمحافظة
وفى عهد محمد علي كانت دمياط المستودع الكبير للأصناف مثل الأرز وأنشئت بها الترع والجسور كما أنشئ بها مصنع الغزل والنسيج وفى القرن العشرين كانت تسير في موكب الحضارة الحديثة و كانت نتيجة زيادة المساحات المزروعة قطن تم حفر الرياح التوفيقي كما كان لتوقف التجارة و تعطيل الملاحة نتيجة نشوب الحرب العالمية الأولي و انقطاع الموارد من الأثاث و الأحذية الأوربية الى أن نشطت مصانع دمياط اليدوية و أتقنت صناعتها و فى سنة 1954 دخلت دمياط عداد المدريات و بعد قيام ثورة 23 يولىو أصبحت محافظة