ميدان التحرير .... ميدان الثورة

منوعات

بوابة الفجر



التقلبات السياسية والإجراءات الأمنية حولت "ميدان التحرير"، إلي أيقونة الثورة، وأيضاً إلى متنزه لبعض العائلات، وكذا ملتقى للعشاق، ولاسيما الطلاب منهم، نظراً لهدوئه وإتساعه (قرابة 45 ألف متر مربع)".

على الجانب الآخر من ميدان التحرير، وتحديدا أمام مبني جامعة الدول العربية، يقف (بائع متجول)، حيث يعرض زهوراً طبيعية على رواد الميدان، ولاسيما العشاق القادمين من "قصر النيل"، وهو جسر يعود إنشاؤه إلى عام 1869م في عهد الخديو إسماعيل، وكان ممرا للمحتجين إلى الميدان. 

 الميدان لا يمثل قدسية لدى الثوار فقط، فالأنظمة السياسية في مصر تخشاه، ومع كل حدث، ولو بسيط، يغلقونه بالدبابات والمجنزرات العسكرية . 
وعادة ما تلجأ السلطات إلى إغلاق الميدان مع أي دعوات إلى الإحتجاج أو خلال ذكرى مناسبات احتجاجية، ويشهد الميدان حاليا إجراءات أمنية مشددة للغاية، تحسبا لاحتمال تجمع محتجين معارضين للنظام الحاكم.

تاريخ المكان
يعتبر ميدان التحرير من اكبر ميادين مدينة القاهرة ، وهو أحد أقدم الميادين فى القاهرة الحديثة ، وقد سمى فى بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية ، ثم تغير الاسم إلى "ميدان التحرير" نسبة إلى التحرر من الاستعمار فى ثورة 1919 ، ثم ترسخ الاسم رسميًا فى 23 يوليو عام 1952 .

تصميمه
ويحاكى الميدان فى تصميمه ميدان شارل ديجول ، الذى يحوى قوس النصر فى العاصمة الفرنسية باريس ، وكان الخديو إسماعيل مغرما بالعاصمة الفرنسية باريس ، بل وأراد تخطيط القاهرة على غرار باريس، وإنشاء ميدان يشبه ميدان الشانزلزيه، وبالفعل كانت القاهرة الخديوية والتى تتلاقى شوارعها فى ميدان واسع كان اسمه ميدان الإسماعيلية نسبة للخديو إسماعيل، والذى أصبح اسمه بعد ذلك ميدان التحرير، رمز ميدان التحرير إلى حرية الشعوب وصمودها حين شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منها بدأت أحداث ثورة 1919 ومظاهرات 1935ضد الاحتلال الإنجليزى وثورة الخبز فى 18 و 19 من يناير عام 1977، واخيرا ثورة 25 يناير عام 2011 ، والتى انتهت إلى إسقاط النظام الحاكم للرئيس محمد حسنى مبارك ، والذى أصبح رمزا للمتظاهرين وصمودهم وحريتهم .

منشآت هامه بميدان التحرير
ويعتبر ميدان التحرير من الميادين القليلة فى القاهرة ذات التخطيط الجيد الفريد ، إذ يتفرع منه على شكل شعاع وإليه عدد ليس بالقليل من أهم شوارع وميادين العاصمة المصرية القاهرة ، نذكر منها شارع البستان الذى يوجد فيه أهم مراكز التسوق فى وسط القاهرة ، بالإضافة إلى العديد من البنوك ومؤسسات الدولة مثل وكالة أنباء الشرق الأوسط التى تقع فى تفرع شارع هدى شعراوى المتفرع من شارع البستان ، وشارع محمد محمود ، وشارع طلعت حرب ، والتحرير ، والفلكى ، وشارع قصر العينى ( والذى يضم مقرا لتسع وزارات مصرية ويضم أيضا مجلسى الشعب والشورى ).

كان معسكر نابليون
وفى عصر قدماء المصريين، كان ميدان التحرير عبارة عن رقعة من الصحراء ، وما إن بنى الفاطميون القاهرة ( التى تحوَّل اسمها فيما بعد فى اللغة الإنجليزية إلى «كايرو» ) فى القرن العاشر الميلادى ، كان نهر النيل قد غيَّر مجراه ، وابتلع مساحة كبيرة من هذه الأرض ، وأصبحت المنطقة فيما بعد عبارة عن مستنقع ، يغطيه الماء أثناء مواسم الفيضانات ، وبنهاية القرن الثامن عشر ، وفى الوقت الذى احتلَّ فيه نابليون القاهرة ، كانت الأرض قد جفَّت بدرجة تسمح للفرنسيين بأن يقيموا معسكراتهم هناك ، ولم تكن شبكة السدود التى بُنِيَت للتحكم فى فيضان النهر قد ظهرت حتى عصر محمد على – مؤسس مصر الحديثة – وقد أدت هذه السدود إلى استقرار ضفاف النيل فى القاهرة .