الرائد محمد الجوهري ولغز اختفاء 6 أعوام.. وزوجته لـ"السيسي": ألم تفكر في إمدادنا بمعلومة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



يرتدى بدلته ويحمل حقيبته مودعًا زوجته وأبنائه ويسافر إلى شمال سيناء ليبدأ مأمورية جديدة لعمله، لم يكن السفر الأول للرائد محمد الجوهري فيعتاد أبناء الشرطة على السفر والمصاعب في العمل، ولكن هذه المرة كان السفر مختلفًا ليأتي بالتزامن مع ثورة الخامس والعشرون من يناير قبل 6 أعوام.

لم يكن تزامن سفر الرائد محمد الجوهري مع ثورة يناير المعضلة الكبرى ولكن ماحدث أثناء سفره وهو اختفائه هو وثلاثة من زملائه، تاركين خلفهم الكثير من التساؤلات أين هم؟ وكيف اختفوا؟ وهل هم على قيد الحياة؟.

بتنهيدة تحمل الكثير من الحزن والألم تروي دعاء رشاد، زوجة الرائد محمد الجوهري، آخر اتصال جمعها بزوجها قبل اختطافه بنصف ساعة وبعد 14 يوماً من بداية مأموريته، لتقول أنه في الثاني والعشرون من يناير 2011، اتصل بها زوجها أثناء تواجده بأموريته بشمال سيناء ليخبرها أن هناك قلق.

ليسرد الرائد محمد الجوهري لزوجته حينها أن سيناء تعاني من انفلات أمني وبها أسلحة ثقيلة وهيئات لأشخاص لا يشبهون البدو ومعظمهم لهم لهجات غريبة.

وبذاكرة حديدية كأنها تحكى قصة قبل يوم وليس ستة أعوام تؤكد دعاء رشاد، أن زوجها خلال الاتصال أكد لها أنه حين يعود سيأخذ ابنه للدكتور لأنه كان مريض وقتها دون أن يدخل الشك لقلبه أن هذا آخر تواصل مع عائلته وآخر حديث عن ابنه الذي يبلغ الآن ثمان سنوات وشقيقته 10 أعوام.

وتكمل زوجته أن وزارة الداخلية والمخابرات العامة والمخابرات الحربية كانوا يتواصلون معها إلا أن جاء عزل محمد مرسي لتنغلق قصة اختفاء الرائد محمد في وجهها دون معرفة الأسباب.

وتسترسل دعاء رشاد في الحديث للتسائل عن إذا ما كان للإخوان وحماس يد في اختفاء زوجها فلما يستقبل قيادات حماس الآن في مصر؟.

وتتابع:"متعرفش مين الخاين.. الكل له يد إن لم يكن بالمشاركة فبالتخاذل والإهمال".

وتضيف زوجة الرائد، أنها استغربت من تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لثلاث من زملاء الرائد محمد المختفين في احتفالية الداخلية بعيد الشرطة دون السؤال عن زوجة رابعهم وتوجيه دعوة لها، ولكنها تفسر عدم دعوتها لرفضها رفع دعوى لإثبات وفاة زوجها ولهذا لم توجه لها دعوة.

ووجهت زوجة الرائد محمد الجوهري سؤالها لـ"السيسي"، قائلةً: "ألم يفكر الرئيس كما استقبل الحاجة زينب ومنى فتاة العربة أن يلتقي زوجات ضباط الشرطة المختفين ويطلعهم على معلومات اختفائهم؟".

وبسؤالها عن مدى احساسها بزوجها وهل هو على قيد الحياة أم لا، لترد زوجة الرائد محمد الجوهري بكل ثقة واطمئنان: "اكيد.. ولو اتخلصوا منهم منشروش فيديو ليهم ليه زى ما بيتباهوا بقتل رجال الشرطة ليه؟".

لتنهى زوجة الرائد محمد الجوهري حديثها بجملة شافية لغليلها، قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل.. مش هقول أكثر من كده".