تسمم العشرات جراء تناول "شاورما سامة" بمكة

السعودية

مستشفى بمكة - أرشيفية
مستشفى بمكة - أرشيفية


بعد ساعات متواصلة من رفع حالة الطوارئ بمكة المكرمة، إثر تسمم 150 شخصًا، جراء تناولهم "شاورما سامة" في أحد مطاعم محافظة تربة، بدأت الأمور تتضح شيئًا فشيئًا بخصوص هذا الحادث.

 

وجبات شاورما

بلدية محافظة تربة، أعلنت أنها تلقّت بلاغًا صباح أمس الإثنين (16 يناير 2017)، من مستشفى تربة بوجود حالات تسمم، نتيجة شراء وجبات شاورما من أحد المطاعم بالمدينة، حيث توافدت حالات التسمم بعد الواحدة ليلًا، وأفادوا جميعًا أنهم اشتروا وجبات شاورما من أحد المطاعم بالشارع العامّ.

 

على الفور، تم تشكيل لجنة من البلدية والشؤون الصحية والشرطة، وتم الخروج على موقع المطعم، حيث تم استدعاء صاحب المطعم والعمال، وأخذ عينات من المطعم ومن العمال، ومن بعض الأدوات المستخدمة في الطبخ، وتسلمها مندوب الشؤون الصحية لتحليلها وإظهار نتائجها.

 

عمالة تركية

بعد ذلك، تبين أن المطعم يحمل رخصة من البلدية "سارية المفعول"، ويقدم وجبة الشاورما فقط، والعمال من الجنسية التركية ولديهم شهادات صحية، وبناءً على ما تلاحظ لدى اللجنة، تم إغلاق المطعم احترازيًا لمدة خمسة أيام لحين ظهور نتائج التحليل من الشؤون الصحية.

 

 تحويل مصابين

بلدية تربة أكّدت -في بيان لها- أن إجمال حالات التسمم المراجعين للمستشفى بلغ 175 حالة حتى العاشرة مساء أمس الإثنين، ومعظم الحالات متوسطة وخفيفة الخطورة، كما تم تحويل 60 حالة للمحافظات المجاورة والمستوصفات الأهلية، بينما خرجت 60 حالة أخرى إلى منازلهم، وبلغ عدد المنومين في مستشفى تربة 25 حالة، وأغلب المرضى في تحسن.

 

الفيصل يتدخل

من جانبه، وجّه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بمتابعة الحالات التي أصيبت بتسمم نتيجة تناولهم وجبات غذائية.

 

وأوضح المتحدث الرسمي لإمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري، أن أمير منطقة مكة المكرمة وجه الشؤون الصحية في المنطقة بتقديم أقصى درجات العناية للمصابين، مبينًا أن فريقًا من الشؤون الصحية برئاسة مديرها الدكتور مصطفي بلجون، توجه للمستشفى العامّ بتربة ووقف على الحالات.

 

وأكّد الدوسري استقرار حالات 141 مصابًا. مشيرًا إلى أن الأمير خالد الفيصل وجّه بتشكيل لجنة من الجهات الأمنية والصحة للتحقيق في ملابسات الحادث والرفع بتقرير مفصل لسموه عما حدث مع تطبيق أقصى العقوبات بحق المتسببين.

 

استدعاء الأطباء

وفي بيانها، أكّدت وزارة الصحة استدعاء جميع الأطباء والممارسين الصحيين، والإداريين، كما تم دعم المستشفى بـ14 فرقة طبية وسيارتين للقيادة الميدانية، إضافة إلى 15 فريقًا طبيًّا يضمّ 50 عنصرًا، وتمّ تنويم 45 حالة تحت الملاحظة في مستشفى تربة، و7 حالات بمستشفى الخرمة، و19 حالة في مستشفى قيا، و6 حالات في مستشفى الأطفال، بينما بقية الحالات مستقرة.

 

وأوضحت الصحة أنها تابعت، ممثلة بالصحة الوقائية هذه الحالات، عبر مباشرة المهامّ المنوطة به بهذا الخصوص، وتم تشكيل لجنة من عدد من الجهات الحكومية، حيث تم تحديد المطعم المتسبب وإغلاقه لاتخاذ الإجراءات النظامية بحسب نتائج التحقيق، وإحالة العاملين في المطعم إلى المستشفى لإجراء الفحص الإكلينيكي.

 

وأنهت الوزارة بيانها، بالتأكيد على أنها تتبع منهجية جديدة في إدارة الحدث بما يتوافق مع المعايير العالمية، عن طريق تحديد قائد للحدث، سواء كانت فاشية أو إصابات متعددة، وهذا يسهم في توحيد اتخاذ القرار، واحتواء الموقف بشكل سريع.

 

4 جهات تحقق

وبعد ظهور نتائج التحليلات، تعقد اللجنة المكونة من وزارات (الشؤون البلدية والقروية، والداخلية، والصحة، والهيئة العامة للغذاء والدواء)، بالتحقيق في حوادث التسمم الغذائي، وتحديد السبب والمتسبب وحصر المسؤولية.

 

ثم ترفع اللجنة نتائج التحقيق إلى وزير الشؤون البلدية والقروية متضمنة التوصية بالعقوبة المناسبة ليقرر بدوره توقيع تلك العقوبة