دراسة: دواء مضاد للحرقة المعدية قد يزيد من خطر العدوى الهضمية !

الفجر الطبي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية للحموضة المعدية مثل بريلوسك Prilosec و نيكسيوم Nexium قد يواجهون خطراً متزايداً للإصابة بنوعين خطرين من العدوى الهضمية، إحداهما ببكتريا المطثية العسيرة C. difficile والثانية ببكتريا العطيفة Campylobacter.

وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن كلا النوعين من البكتريا يُسببان الألم البطني والإسهال، إلا أن الإصابة قد تأخذ منحى أكثر خطورة، وخاصةً العدوى بالمطثية العسيرة. وتُشير الإحصائيات إلى أن حوالي نصف مليون أمريكي قد أصيب بعدوى المطثية العسيرة في العام 2011، توفي منهم 29 ألفاً في غضون شهر واحد.

يقول الباحثون بأن دراستهم اشتملت على نوعَيْ مضادات الحرقة المعدية: مثبطات مضخة البروتون proton pump inhibitors PPIs، مثل بريلوسك Prilosec و بريفاسيد Prevacid ونيكسيوم Nexium، وحاصرات إتش 2 H2 blockers، مثل زانتاك Zantac وتاجاميت Tagamet.

تساعد هاتان الزمرتان الدوائيتان على تثبيط إنتاج الحمض في المعدة، ويشتبه الباحثون بأنها قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى الهضمية.

فقد سبق للهيئة الأمريكية للغذاء والدواء أن أطلقت تحذيراً عن خطر العدوى بالمطثية العسيرة المرتبط باستخدام مثبطات مضخة البروتون.

وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، يقول الدكتور باول باكلي، المدير الجراحي لمركز الحرقة المعدية والقلس الحمضي بمدينة راوند روك بولاية تكساس الأمريكية: "تُقدم هذه الدراسة دليلاً إضافياً على الارتباط بين مثبطات مضخة البروتون وزيادة خطر العدوى بالمطثية العسيرة. وأعتقد أنه من الضروري توسيع البحث في هذا الاتجاه بغية الكشف عن مخاطر إضافية مرتبطة بالاستخدام المديد لهذه الزمرة الدوائية، مثل عوز بعض العناصر الغذائية أو هشاشة العظام أو النوبات القلبية".

ويُشير باكلي إلى أن انتشار مُثبطات مضخة البروتون وإمكانية صرفها دون الحاجة لوصفة طبية قد يدفع الناس للاعتقاد بأنها آمنة تماماً.

من الجدير ذكره بأن الدراسة لم تُثبت علاقة سبب ونتيجة بين استخدام مثبطات مضخة البروتون أو حاصرات إتش 2 والإصابة بأشكال العدوى الهضمية، وإنما هو مجرد ارتباط يحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لتفسيره.

إلا أنه وبحسب الدكتور توماس ماكدونالد، أستاذ الصيدلة بجامعة داندي الأسكتلندية، فإن هذه العلاقة منطقية، وذلك لأن أدوية الحرقة المعدية تُثبط إنتاج الحموض في المعدة، ما قد يؤدي إلى اختلال التوازن الجرثومي بين البكتريا المفيدة والضارة في الأمعاء، وهو ما قد يجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى الهضمية.

كما يقول الدكتور ديفيد بيرنشتاين، اختصاصي أمراض الهضم بأن تثبيط إنتاج الحموض المعدية قد يكون هو المتهم، دون أن نغفل بالطبع الأسباب الأخرى للعدوى الهضمية. فالعدوى بالمطثية العسيرة غالباً ما تترافق مع الاستخدام المزمن للمضادات الحيوية، في حين أن العدوى بالعطيفة تنجم عن تناول منتجات الدواجن النيئة أو غير المطهوّة بشكل جيد.

قام فريق البحث بتحليل بيانات حوالي 565 ألف شخص اسكتلندي، كان أكثر من 188 ألف شخصاً منهم قد حصلوا على وصفة واحدة على الأقل لمضاد حرقة معدية (سواءً من زمرة مثبطات مضخة البروتون أو حاصرات إتش 2).

وقد وجد الباحثون بأن الأشخاص الذين تناولوا مضادات الحموضة ازداد لديهم خطر الإصابة بعدوى المطثية العسيرة بمعدل أربعة أضعاف عن الآخرين الذين لم يتناولوا مضادات الحموضة، وقد بقيت العلاقة قائمة حتى بعد تحييد عوامل الخطر المختلفة، مثل عمر المرضى والتاريخ الطبي.

وينصح بيرنشتاين بالتأكد من ضرورة تناول مضادات الحموضة قبل القيام بذلك، وإعادة تقييم الحاجة لذلك من فترة لأخرى، حيث إن المشاكل تنشأ من الاستخدام المزمن لمضادات الحموضة.

ويقول بيرنشتاين بأن الأشخاص الذين يشكون من حالات متفرقة من الحموضة المعدية لا يحتاجون لتناول مضادات الحموضة إطلاقاً، ويمكنهم التغلب على مشكلتهم بإدخال بعض التعديلات على نمط الحياة. في حين قد تُستطب الجراحة لعلاج الحالات الشديدة من القلس.