حبيب الصايغ: ملتقى الشارقة أثبت أن الصوت في الحياة هو للشعر

الفجر الفني

حبيب الصايغ
حبيب الصايغ


رفع حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على عظيم ما يقدمه للثقافة في الإمارات ومحيطها العربي الكبير من رعاية ودعم.

 

وذكر في بيان صدر بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الخامسة عشرة لملتقى الشارقة للشعر العربي أن الشارقة وهي تحتفي بالشعر إنما تؤكد مرة أخرى أن الشعر ضرورة حياة، طالما أن الحياة روحٌ وحسٌّ وتوقٌ وتطلعٌ نحو الأفضل والأجمل والأسمى. فالشعر هنا يتجاوز دلالته الاصطلاحية باتجاه المطلق الذي يرتقي بالقيم، صاقلاً إيّاها، ومخلّصاً لها من شوائبها.

 

وقال: تحتفي الشارقة بالشعر رداً على المحاولات البائسة لتسطيح الحياة من حولنا، واختزالها في غرائز أو أوهامٍ أو استهلاكٍ أو دفعٍ نحو العنف والاحتراب، لتبدو الحياة ساحة معركة لا ساحة بناء، الأمر الذي نلمسه في كل لحظة.

 

وأضاف: هذا الفهم لا يقوم في الفراغ، بل ينبع من إيمان عميق بأن الإنسان لم يفقد هويته بعد، وهذه الهوية لها مراياها التي يشكل الشعر أجملها وأنقاها. من هنا كان الاحتفاء بالشعر احتفاء بالإنسان، ومن هنا كانت العودة إلى القصيدة عودة بذات الإنسان إلى أصلها الصافي.

 

وقال: الشارقة بدورها مشروع حياة إنساني الطابع، لذلك كان اللقاء بينها وبين الشعر طبيعياً. طبيعياً إلى درجة أن كلاً من الطرفين يصلح أن يكون عنواناً للآخر. فالشارقة الشعر، والشعر الشارقة. وبينهما رجل يشد ويربط حتى يتلاحم الطرفان، ويتداخلا، فيصبح كل منهما الآخر.

 

وأضاف أيضاً: سلطان بن محمد القاسمي برعايته للشعر في هذا الملتقى وسواه يريد أن يحول مكاناً باتساع إمارة إلى قصيدةٍ باتساع فضاء، والقصيدة هنا كاملة متكاملة، لها رائحة الوطن والأرض والإنسان والجمال والحب والسلام.. قصيدة نبلٍ وسموّ..

 

وقال الصايغ: كالعادة سيكون هنالك مكرمون في الملتقى، والتكريم لأشخاص، لكنه في دلالته الأبعد والأعمق تكريم للشعر بقيمه كلها. هو نداء بالصوت الأعلى للمحافظة على آخر ما تبقى للإنسان من إنسانيته، وهل من تعبيرٍ عن هذا الموقف أبلغ من تكريم شاعر؟

 

ونوه  بما تعدّ له الشارقة لتكون على قدر اسمها قائلاً: من الشارقة تشرق أضواء، وتتألق بشائر، وينطلق الوعد بأن الجمال سيكون له من يرعاه، ويحميه، ممثلاً بحاكم الشارقة، فالاسم "الشارقة" يليق بها وتليق هي به، واللقاء بينهما تحت ظلال الشعر التجلي الأكبر لعبقرية الإنسان.

 

وختم الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالقول: لقد أثبت ملتقى الشارقة للشعر العربي من خلال استمراره وتطوره أن الصوت في الحياة هو للشعر بهذا الطيف الواسع من الدلالات النبيلة، وأن ما يسمع من أصوات شاذة ناشزة تعلي من شأن الباطل أو القبح أو الظلم ليس سوى صدى عابر سرعان ما يذوب وينسى.

 

يشار إلى أن ملتقى الشارقة للشعر العربي يستضيف شعراء من الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي وشعراء من دول عربية عدة، كما يشهد أمسيات شعرية وجلسات نقدية، وسيتم خلاله تكريم كل من الشاعرين الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم والسوداني محيي الدين الفاتح.