(خاص).. "خبراء": هذا هو الهدف الحقيقي من قرار روسيا المفاجئ بسحب حاملة الطائرات من سوريا!

عربي ودولي

بوابة الفجر


في إطار القضية السورية، وتبعاتها الكثيرة، تظل الأمور في معرض التغيير الدائم والمستمر، وانطلاقا من هذا أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية، في قرار مفاجئ، عن سحب حاملة "الأميرال كوزنيتسوف"، والطراد الروسي "بطرس الأكبر" ومجموعة من السفن المرافقة لهما من قبالة السواحل السورية.

تقليص القوات الروسية
وكشفت  وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن سبب سحب القوات الروسية المفاجئ لتلك التجهيزات والمعدات العسكرية، حيث أكدت نقلا عن رئيس الأركان العامة في الجيش الروسي، "فاليري غيراسيموف"، أن السبب من سحب تلك القوات هو تقليص القوات في سوريا من خلال السفن التي سحبت.

أوامر صادرة من بوتين
وأوضح، غيراسيموف أن قرار تقليص القوات الروسية العاملة في سوريا يأتي تنفيذًا لأوامر صدرت عن فلاديمير بوتين القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسية، وهو ما تم بالفعل على وجه السرعة، لافتا إلى أن سحب السفن يأتي تزامنًا مع استمرار وقف إطلاق النار في سوريا، الذي لم يشمل عناصر المعارضة السورية.

علاقة السفن المسحوبة بحلب
وكانت قد أرسلت وزارة الدفاع الروسية خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي2016، أسطولًا من السفن الحربية من بينها حاملة الطائرات "الأميرال كوزنتسوف" التي شاركت في الحملة العسكرية على مدينة حلب، التي أسفرت عن سقوط مدينة حلب بأيدي النظام السوري، وهي الحاملة العسكرية التي أعلن عن سحبها، وبجانب هذا يتزامن سحب تلك الأسلحة والمعدات الحربية، في ظل اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار.

مجازر في حلب
وعلى إثر ذكر حلب والأسلحة والحاملات الخاصة العسكرية التي تم سحبها من سوريا، بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي يبدو أنها كانت على علاقة بالحرب على حلب، نفذّت الطائرات الحربية، التي وصلت على متن تلك الحاملة الروسية مجازر ومذابح جمّة بحق آلاف المدنيين، حيث بلغت  حصيلة الضحايا أكثر من 1500 مدني، خلال الحرب على حلب في الأيام الأخيرة، وفق ما أعلنته منظمات حقوقية محلية ودولية.

روسيا لم تعد بحاجة إلى تلك القوات
وعزا الخبير العسكري والاستراتيجي، إلياس فرحات، هذا التصرف الروسي من سحب بعض قواتها وحاملة الطائرات، إلى أن ذلك يدل على أن موسكو تريد التركيز على المسار السياسي خلال المحادثات السورية المرتقبة في في الأيام المقبلة في الأستانة. 

 وأوضح في تصريحات له، أن الرئيس الروسي يريد أيضا من ذلك، إرسال رسالة إلى ترامب مفادها أن "روسيا لا تريد احتلال منطقة شرق المتوسط"، مشيرا إلى أن الأسلحة والقوات التي سحبت لم يعد روسيا بحاجة إليها في سوريا خاصة بعد معركة حلب، فضلا عن أن القوات المتبقية في قاعدة "طرطوس" البحرية السورية ومطار "حميميم" العسكري يكفي لمواجهة أي مهام طارئة مستجدة في سوريا.

روسيا تتصرف بثقة تامة
ويؤكد أشرف أبو الهول، الكاتب والمتخصص في الشأن العربي والدولي، أن سحب القوات الروسية، لديها العديد من الدلالات السياسية الكثيرة، التي دائما ما تريد موسكو تصديرها للمشهد السياسي في سوريا ولدول العالم المختلفة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا يدلل دلالات على أن روسيا تسير بخطى ثابتة في سوريا، بل وتؤكد دائما على الثقة المتواجدة التي تتعامل بها مع الملف السوري، بجانب التأكيد على أن معركة حلب بالنسبة لروسيا كانت مهمة للغاية، موضحا أن تلك الخطوات دائما ما تأتي بين الحين والأخر.

معركة حلب وروسيا
وأوضح المتخصص في الشأن العربي والدولي، أن تلك الأسلحة والقوات التي تم الإعلان عن سحبها، لديها علاقة بالحرب التي كانت في حلب، والتي انتهت بالسيطرة عليها لصالح النظام السوري، مبينا أن هذا الأسلحة كانت ترتبط ارتباطا وثيقا بالمعركة التي كانت دائرة في حلب.

انسحاب القوات يأتي لهدف سياسي
من جانبه أكد الدكتور جمال أسعد، الكاتب والمفكر السياسي، أن روسيا تعد من أهم الأطراف الأساسية التي تسلط عليها الأضواء من كل ناحية، في سوريا، مسيرا إلى أن ذلك يأتي كونها الأساس والمتحكم في القضية السورية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذه الخطوة الروسية تأتي وسط اتفاق سياسي مع تركيا، بشأن الأوضاع في سوريا، وهو المنتظر حدوثه في محادثات الآستانة، وبالتالي جاءت تلك الخطوة الروسية لتدلل على أنها تكرس الحل السياسي في سوريا.

ولفت أسعد، إلى أن هذا الأمر، يحسن من صورة روسيا في سوريا، حيث يأتي هذا القرار للدفع بالثقة تجاه المجتمع الدولي، مستدلا بمباركة هذا السحب من خلال وزير الخارجية الروسي.

لن يؤثر على القوات الروسية
كما أكد الدكتور، مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات الإستراتيجية، أن سحب حاملة الطائرات، يأتي بعد انتهاء معركة حلب، مشيرا إلى أن هذا القرار لم يكن أمس وإنما أتخذ بتاريخ 29 ديسمبر2016.

وعن تأثير هذا على القوات الروسية، أضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا السحب لا يمكن أن يكون له تأثيرات على القوات الروسية المتواجدة في سوريا، مبينا أن قوات الدفاع الجوي الروسي لا تزال متواجدة بكامل قوتها بداخل سوريا، تحسبا لأي أمور.

ولفت غباشي، إلى أن روسيا، بالفعل حققت مرادها العسكري والسياسي، فعلى الصعيد السياسي، هناك اتفاقات ومباحثات مع تركيا، الخاص بالشأن السوري، فضلا عن السيطرة الحاصلة في حلب.