"شفاعة".. أم مصرية واجهت الظروف بـ "شعلة نار"

تقارير وحوارات

الخالة شفاعة
الخالة شفاعة


تستعد في السابعة من صباح كل يوم للنزول إلى الشارع بمنطقة باب الشعرية، لتجلس أمام أحد المحال التجارية وتضع فروشتها، لتستقبل زبائنها بمقولة "على بركة الله"، وتبدأ يومها الذي يستمر حتى المساء.
 


 

عادة يومية لـ"الخالة شفاعة"، صاحبة الـ 47 عام، سعيًا وراء "لقمة العيش"، والتي أجبرتها عليها ظروفها منذ أن كانت فتاة صغيرة، بعد أن انفصل عنها زوجها منذ 20 سنة، تاركًا لها ثلاث بنات لتكافح وحدها من أجل تربيتهم، موضحة: "عمري كله بأشتغل.. كنت بأبيع خضار وفاكهة، وبيعت العدس والمحشي واشتغلت في قهوة.. لحد ما ربيت عيالي و بقى عندي 9 أحفاد". 

مواقف صعبة مرت بها "الخالة شفاعة"، حتى استطاعت أن تزوج بناتها، واختارت بإراداتها أن تستكمل مسيرتها بالجلوس لساعات في الشارع واضعًة أمامها شعلة من النار لتحيطها أوانٍ مليئة بالخضروات، لتقوم ببيع ساندويتشات البطاطس والطعمية للمارة، وتؤكد: "المسؤولية صعبة لكن بفضل الله ربنا بييسرها معانا لأن احنا غلابة" 


 


ووسط شارع مكتظ بالمارة، ما إن أحد يمر طوال فترة تواجدها به حتى الخامسة مساء إلا وأن تجده ينادي باسم "خالة شفاعة" ليلقي السلام عليها، مما يضفي على وجهها ابتسامة عريضة، وتقول بصوت يعبر عن السعادة والرضا بالمقسوم: "حب الناس نعمة.. ومن حبه ربه حبب فيه خلقه"، مشيرة إلى أنهم يقومون بمساعدتها بحمل مقتنياتها أثناء حضور أي حملة لـ"البلدية". 
 


 

رغم الارتفاع الجنوني الذي شهدته أسعار السلع، إلا أن الخالة شفاعة لم تقرر زيادة سعر الساندويتش على زبائنها، فأكدت لنا: "الحاجة كلها سعرها غلي وبنقول الحمد لله.. لكن سعر الساندويتش مغليتهوش من 3 سنين لسه بأبيعه بـ 3 جنيه.. وحد على باب الله مينفعش أزود عليه".


 


الخالة شفاعة، التي ما إن نظرت لوجهها إلا وشاهدت ابتسامة تملؤه ونظرة رضا تضيء عينيها، ليس لديها أمنية سوى أن يوفر لها "كشك" لتستطيع أن تجلس به في أمان دون مضايقات أي حملات أمنية، بالإضافة إلى مساعدتها على إجراء عملية جراحية طالبها بها أحد الأطباء منذ عام، حيث أكد لها أنها تعاني من التهابات بالعظام مما جعلها تسير متكئة على "عكاز"، مختتمة: "معنديش مقدرة أعمل عملية لأن لا معايا ولد ولا راجل أعتمد عليه.. مفيش أحسن من الصبر وربنا يكرمنا لحد ما نقابل وجه كريم".