أحدها تحول إلى مطعم "كبدة".. مساجد "الدرب الأحمر" العريقة على حافة النسيان (صور)

تقارير وحوارات

مساجد الدرب الأحمر
مساجد الدرب الأحمر




تزامنًا مع قيام الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف أول أمس برفقة محافظ القاهرة بجولة في منطقة الدرب الأحمر بعد  توقيع بروتوكول تعاون حول  قصر المانسترلي  و تفقد الآثار الإسلامية المملوكة للأوقاف هناك وتأكيده كثيرًا في تصريحاته للصحفيين على التعاون  مع وزارة الآثار ومحافظة القاهرة  فيما يخص المساجد والمقتنيات الأثرية المشتركة بين الاثار وهيئة الأوقاف .


كانت لنا  جولة أيضاً مع المساجد الإسلامية  في الدرب الأحمر التي لا وصف لها  سوى بالكارثة في هذه المنطقة المليئة بالآثار الإسلامية والمملوكية لكن ما وصلت إليه من حال يكشف عن مدى الزيف في  الحديث عن الاهتمام بالمساجد.

حي الدرب الأحمر يعتبر من أعرق المناطق الأثرية  لما يحويه من مساجد وزوايا من العاصر الفاطمي والمملوكي، بل معلم سياحي يزوره كل المهتمين بالآثار الإسلامية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى عودة السياحة بكافة أنواعها مرة أخرى  لكن مساجد في طي النسيان لايكفيها حديثنا بل تحكيها صور التقطناها

في الدرب الأحمر مساجد لم تجدد وأخرى معرضة للانهيار  مندثرة محاطة بكتل حديدية خشية السقوط على الأهالي القاطنين في تلك المنطقة وأخرى متصدعة ومتآكلة
 
 
جامع  بيبرس الخياط

مسجد ومدرسة بيبرس الخياط، الذي يعتبر من أعرق الأماكن الأثرية في مصر، ويقع المسجد على رأس حارة – الجودرية- بدرب سعادة،  قسم الدرب الأحمر، ويعد هذا المسجد من أهم المساجد الأثرية التي لحق به انتهاكات تخدش حرمته كمسجد.

تحول من بناء أثري يعبر عن آخر أمراء العصر المملوكي في مصر، إلى امتداد للقهوة التي تعمل أمامه، حيث وضعت أجولة الفحم والشِيشات وصناديق المياه الغازية وبعض كراسي وترابيزات القهوة عند مدخل المسجد الأساسي، ما أدى إلى إغلاق الباب الأمامي ودخول عاملين البناء من باب آخر في خلفية المسجد.


ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل يحتضن جدرانه فرشة أحد باعة الخضروات، وملحقات محلل للجزارة، بالإضافة إلى وضع ملصقات الدعاية الانتخابية على جدران المسجد. 


وتتكون مساحة المسجد من 9 أمتار تحت إدارة وزارة الأوقاف،  بجانب قبة مساحتها 11 مترًا تتبع وزارة الآثار، ويعود تشييد جدرانه إلى الأمير- بيبرس بن عبد الكريم-  الشهير بمسجد – بيبرس الخياط-، الذي كان أحد خواص السلطان - قنصوه الغوري- في 1515م ليلحق به ضريحًا تعتليه قبة يتوسطها جامع صحن.
 

مسجد السلطان الأشرف برسباي

يقع المسجد في شارع المعزلدين الله الفاطمي، يطلق عليه المدرسة الأشرفية أو مسجد ومدرسة السلطان الأشرف البرسباي، وبدء في إنشائه في سنة 826 هـ \ 1424م، و يأخذ الشكل المستطيل وتبلغ مساحته 1760 مترًا وهذا بخلاف مساحة ما يلحق به من السبيل والكتاب والمكتبة والضريح وسكن الطلبة.

ويتميز هذا المسجد بجمال الهندسة ذات الخطوط ، وبرغم ذلك ترك  ليتعرض لتصدعات وشروخ في مباني المسجد و تآكل الحوائط وتمزق أسلاك الشبابيك وبهتان في الألوان والشكل الخارجي، ويعد هذا المسجد الثالث الذي أنشأه الأشرف برسباي وثانيهما مسجده الملحق به مدفنه بقرافة المماليك ببلد الخانكة.

 
مسجد الطنغا الماردني

يقع المسجد بشارع باب الوزير في منطقة الدرب الأحمر، ويتكون من صحن مكشوف مستطيل يتوسطه نافورة  يحيط به أربعة أروقة من الرخام، أكبرها وأعرقها ذلك الرواق الذي يأخذ إتجاه قبلة الصلاة.

المسجد عبارة عن  طراز معماري فيه من الرخام المطعم  بالصدف  يدل على انعكاس للتراث المملوكي، لكن لم ترحم يد الإهمال هذا المسجد ليتحول إلى مكان عشوائي منهارة أعمدته الرخامية، ومتآكله حوائطه والأسقف  لدرجة ظهور خرسانة البناء واختفاء الأوان والزخارف.

 
مسجد الفيروز

ينسب المسجد للأمير -فيروز بن عبد الله الرومي الجركسي-، كان يعمل ساقيًا للسلطان الأشرف برسباي، أي يتولى سقي الشراب للسلطان خشية من أن يكون مسمومًا، وتوفى عام 848هـ، ودفن بمسجده.

كتل حديدية ضخمة تحيط المسجد من الداخل والخارج، تم وضعها لتأثير زلزال 1992 على مبنى المسجد لحين ترميمه، وإلى يومنا فهو في خانة النسيان، لم يعلم المسئولين بأسمه أو مكانه لكونه يتواجد بين شوارع، بشارع الجنباكية – السروجية- سابقًا، ويشير هذا الاسم إلى المنطقة التي كانت تبيع تجهيزات الخيول للفرسان من سروج مطعمة بالذهب والفضة، وأيضا اللباد الذي كان يوضع على ظهر الخيل.


 جدرانه تتغذى عليها الرطوبة تمحي الألوان والنقوش المزينة للحائط، و أسلاك كهربائية مكشوفة، ووضع عجلة داخل المسجد بالإضافة إلى  تعليق حبل غسيل وأواني طبخ.


مسجد أبو حريبة

أحد المساجد الهامة التي أنشئت في عصر قايتباي عام 885هـ،  وذلك لما يتسم به من سمات معمارية وزخرفية فهو واحد من المساجد المعلقة حيث بني أسفل واجهات المسجد مجموعة من الدكاكين التي كانت تؤجر ويستغل ريعها في الإنفاق على عمارة المسجد وإصلاحه، وللمسجد أربع واجهات أحدهما تطل على شارع الدرب الأحمر.

ويشهد المسجد وضع سيء للغاية  يصل إلى تآكل قبة المسجد دون النظر لترميمها وشروخ وبهتان في واجهة المسجد ومحاصرة القمامة له وإضافة إلى ذلك تعرضه للسرقه من كل حين وآخر.


قبة أبو اليوسفين

تلك الزويا التي تحتوي على قبة واحدة تطلق بأبو اليوسفين انشأ في عام 730هـ\ 1230م، أنشاء في عهد السلطان الملك الناصر بن قلاوون.

يحوي عدد  من تصدعات في الحائط و تعشيش بيوت العنكبوت عليه، وقرب إندثار باب الدخول لأسفل لما يتعرض له من عوامل الزمن والجو، وهذا بالإضافة إلى نفاذ رائحة دورات المياه  لعدم وجود أبواب لها، بالإضافة إلى عربة الكبد التي تفتح في ظهر الزاوية.


مسجد أبو الفضل
تعدى هذا المسجد كافة درجات الإهمال حيث يظهر من هيئته إنه كان محاط بالحديد لإسناده من السقوط، ولكن لن يستطيع الحديد منعه من السقوط منذ 3 سنوات دون الإلتفات إليه ولم يتبقى منه جزء سليم سوى قبة المسجد.

 ويقطن هذا المسجد بشارع المنجلا، بمنطقة باب الخلق، حيث تحاصره المباني السكنية من جميع الجهات ويجلس أمامه مجموعة من الكلاب الضالة، ويقع على بعد أمتار قليلة منه كتاب متهالك مغلق يشبح بيت الأشباح  يتبع وزارة الآثار، متلاصق بجدرانه كشك لبيع الخبز و  وصندوق كهرباء عمومي.


مسجد محمد عارف باشا
 
هو مسجد صغير أو زاوية أقيمت على أنقاض مدرسة الأمير مقبل الملكتمري، حسب ما ذكر علي باشا مبارك في خططه التوفيقية وأنها كانت مدرسة وتخربت فجددها عارف باشا الدرمللي عام‏
1282م.

 وبني محلات توقف للأنفاق علي المسجد‏,‏ ولكنه تراجع عن أداء دوره كمكان للعبادة منذ‏70‏ عاما،  وتوقف مستأجرو المحال عن دفع الإيجار بعد محاولات ورثة ناظر وقف عارف باشا هدم المسجد بإدعاء أنه منزل برغم المئذنة والميضأة وأنه ملك لهم‏.

ولم يختلف هذا المسجد كثيرا عن باقية الآثار الإسلامية التي تحيط تلك المنطقة المنهارة و الآيلة للسقوط، حيث محاط بالكتل الحديدية حتى يأتي موعد سقوطه، ولكن مع كل ما يحمله  هذا المسجد من شروخ وشقوق تعد إهانة للآثار الإسلامية بمصر، بل يعرض حياة  أصحاب  والورش المحال التي تجاوره للخطر، نظرًا لإنهياره في أي وقت. 

حاولنا التواصل مع رئيس الإدارة المركزية للشئون  الهندسية بديوان عام وزارة الأوقاف لإبداء رأيه  أو ماخططه الموضوعة لترميم أو تشغيل بيوت الله المعرضة للانهيار لكن لم يرد .